الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثورة النت المصرية




أحمد محمد جلبى

محتمل أن ما يشغل بالنا هو تأجيل مشاكل حقيقية تحدث على الأرض ليس من سبيل إلى حلها سوى انتظار الوقت الملائم؛ على فرض الظن بحدوث مستجدات تساعد فى عمل حكومة الدكتور الببلاوى ترحمها من البلاوى التى يقذفها اليوم الواحد على رأس وزراء انقاذ ما يمكن من مصر، غير أنهم يصعبون مهمة القادم أكثر بتجاهل أخذ القرار فى مسائل (فاكهة الحياة المعاصرة الالكترونية) النت الشاغل لكل بنت وست وشاب ومعارض ومؤيد ومن لم يسمع المسئولون أصواتهم وتجاهل الأقوياء طلباتهم وهمهم فقد اكتشف المستخدمون للنت المصرى أن اسعار الشركات فوق مثيلاته فى كل الدول عربية أو أوروبية فقيرها وغنيها مع العلم أن هذه السوق فى مصر كبيرة بمقاييس العالمية يتزامن ذلك مع عدد من الاعتصامات الفئوية مهندسها فى الأساس سوء التقدير الحكومى الببلاوى وارتفاع اسعار السلع والخدمات وتفشى البطالة وندرة فرص العمل ولان هذه الظروف مجتمعة لفتت نظرهم إلى أن شركات الاتصالات المختلفة تقدم خدماتها بسعر عالى هكذا مستغلة ضعف أجهزة الرقابة وحماية المستهلك والقانون المعطل فى كل شىء ومؤجل العمل به لصالح المواطن، هؤلاء الشباب والفتيان بدأوا حملة لتصحيح الوضع مع التهديد بمقاطعة خدمات الشركات المستغلة، هذا الأمر أوضح نقطتين بعد أن تجاوز اعضاء الحملة والمتعاطفون معها المائة الف مستخدم فى ظرف بضعة أيام أولاً: أن هناك فعلا مشكلة ويمكن أن تتفاقم وثانياً: أن العجز الحكومى عن ضبط اسعار الخدمات والسلع أوجد بالضرورة من يقوم بهذا العمل ككيان شعبى والوزير هنا لا قيمة له بل إن وزير الشطرنج اكثر قيمة لانه فاعل ومحرك يستوى ذلك على جميع قطاعات البلد التى لها علاقة مباشرة بالمواطن المصرى، فاذا كانت الأمور ستضطر الناس إلى أخذ حقوقها بهذه الطريقة فما بقاء حكومة تسيير الأعمال إذن وهى لا تسير أعمال ولا يحزنون فليس لديها حس ولا حل ومجلس وزراء مصغر ووكلاء وزراء يسيرون امور الناس افضل من تلك المومياوات المتحركة ومن الواضح ان هبدة شعبية تلوح فى الأفق ومع الأسف ليس لدينا مضاد لاحتوائها.. ومع ذلك فإن الشباب المصرى اثبت من خلال تلك الحملة انه جزء من منظومة اتصالات وتكنولوجيا العالم المعاصر أكبر بكثير مما يتخيل الآخرون عنا وأن هناك وسيلة اعلامية وسلاح اصبح فى ايديهم الآن تقوم بعمل افراد الحكومات وتكشف عجزهم الادارى وقد يأتى الوقت الذى تتحول هذه الوسيلة إلى فاعد مباشر فى عزل وزير وتولية آخر حيث يتحرك العقل الجمعى للمجتمع بعيدا عن مشكليه ومشغليه لتكون القضية هى المحرك الرئيسى وصاحب الدور معلق ليس الا، وقد لا يكون موجوداً وقت التفاعل هل اسمح لنفسى بالتفاؤل الحذر برغم قتامة الاوضاع الحالية واستمرار النزيف الاقتصادى للامة، سؤال جيد فهل انتم فاعلون رغم ذلك؟!

باحث - معهد البحوث والدراسات الإفريقية