السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حملة الماجستير والدكتوراه قنبلة موقوتة




ريهام على
 
سعادة الإنسان تتمثل فى تحقيق طموحه وذاته هذا ما سعى طلبة الدراسات العليا إليه، فكل منهم ينام ليحلم أنه حصل على أعلى الدرجات العلمية منهم الشاعر والأديب والمهندس والطبيب وغيرهم ممن تخرجوا فى كليات وتحصلوا على أعلى التقديرات، سهروا الليالى ليحققوا طموحهم للوصول الى القمة ولكن للأسف خذلتهم الدولة منذ بداية مشوارهم فعندما يتخرج الطالب من اى كلية بمصر سواء كانت كلية نظرية أو عملية يجد نفسه يحلم بأن يكمل دراسته ليصبح أستاذاً فى الجامعة، وبعد سهر الليالى وإنفاق الكثير من الأموال ومعاناته والصعوبات التى يفاجأ بها، يقوم بتخطى هذه الصعوبات، وفى النهاية يجد أن كل المجهود الذى بذله ضاع ادراج الريح، فالتعيين فى الجامعات مقتصر على ذوى النفوذ وأبناء أساتذة الجامعة، فمن يدفع يتم تعيينه أما اصحاب العقول المستنيرة واهل الخبرة فلا مكان لهم داخل جامعاتنا المصرية والسبب الفساد والوساطة والمحسوبية.

فكما قال أبو الطيب المتنبى: «وكم بمصر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكا» وهذا هو البكاء بعينه ففى مصر بلد العلم تصدر القرارات بتعيين حملة الماجستير والدكتوراه فى وظائف إدارية عبر الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بعد احتجاجات قاموا بها بعد ثورة 25 يناير مطالبين الدولة بأن تقوم بتعيينهم داخل الجامعات كأعضاء هيئة تدريس فقابلتهم حكومة هشام قنديل بالسب والقذف ورمياً بالحجارة بعد اعتصامهم عند منزله لتحقيق مطالبهم، ولكن هيهات أن تقوم الدولة بتقدير طاقاتهم وخبراتهم.

ماذا فعلت الدولة لأجلهم؟ قامت بتعيينهم تحت مسمى إداريين ولكن فى الحقيقة وظيفتهم هى إما ساع يقوم بتوصيل مجموعة من الأوراق من مكان إلى مكان، أو كاتب يقوم بصياغة الخطابات وتسليمها لمهندس الكمبيوتر أو للسكرتيرة، هل وصل الحال بالدولة لأن تعامل علماءها بهذه الطريقة المهينة؟ وهل صبر العلماء الحاصلين على الدكتوراه يواجه بهذه الابتلاءات؟ والناجم عن فشل فى ادارة الدولة لملفهم بتهميشهم وعدم الاستفادة من طاقاتهم الفعلية!.

إن الثورة قامت من أجل التخلص من الفساد وليس لإعلان القضاء على احلام الشباب فى ظل حكومة تتشدق بالديموقراطية والعدالة الاجتماعية. أين حقوق هؤلاء وكل ما يريدونه هو الحصول على عمل يحفظ لهم وزنهم؟ وأين العدالة عندما يتم تشغيلهم فى مهن يكون رئيسهم فيها أقل منهم فى الشهادة العلمية؟ والغريب أننا نجد بعض المسئولين يخرج علينا ليقول إننا فى دولة لا يوجد لديها كوادر لصنع قرارت سليمة!

كيف لعالم حاصل على أعلى الدرجات العلمية يطلب منه ملئ طلب توظيف فى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لا يوجد به نوع وظيفته التى سوف يعين فيها، ليفاجأ بتعينه ساع أو كاتب فى المحافظة!. موقف كهذا يكون نتيجته صدمة كبيرة على طموحهم رد فعلها رفض البعض لهذا التعيين أما البعض الآخر فيقبله لحاجته للمال، والباقى ممن استلم هذا التعيين وأحس بالمهانة قام بترك الوظيفة ووصفها بالبطالة المقنعة.

إن أحلام هؤلاء العلماء فى رقبة الدولة وعلى وزير التعليم العالى ورئيس الوزراء أن يسرع بحل مشكلة حملة الماجستير والدكتوراه التى تعد قنبلة موقوتة فى المجتمع، فهل من حل لمصيبتهم؟