الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشيخ ياسر برهامى النائب الأول للدعوة السلفية فى حواره لـ «روزاليوسف»: أنصح رئيس مصر القادم بالعمل بقول الرسول «اذهبوا فأنتم الطلقاء»




حوار ـ نسرين عبد الرحيم
نصح دكتور ياسر برهامى ـ النائب الأول للدعوة السلفية بالإسكندرية ـ رئيس مصر القادم بضرورة أن يكون رئيسًا لجميع المصريين، وألا يقصى أحدًا، وأن يعمل دائما بحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم «اذهبوا.. فأنتم الطلقاء»، إلا من ارتكب جرائم يعاقب عليها القانون، لأنه فى تلك الحالة الأمر لن يكون بسلطته، فالحقوق لا يتنازل عنها إلا أصحابها. 

وأشار برهامى خلال حواره مع «روزاليوسف» إلى أن هناك أيادى أجنبية تعمل على نشر الفكر الشيعى، وأيضا كانت هناك محاولات فاشلة لتقسيم النوبة، لكنه أكد أن حزب النور سيزيد من حملات التوعية لخطر المد الشيعى. 

ولفت برهامى إلى أن مقتل الشيخ الشيعى الشهير ـ ذبحًا ـ فى مصر، بسبب أن هذا الشيخ هو من استفز من حوله عندما سبّ عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه، واتهمه بالشذوذ، وأيضا اتهم السيدة عائشة بالفاحشة، الأمر الذى جعل الكثيرين يتقدمون ببلاغات ضده من دون فائدة، الدكتور برهامى تعجب من إقامة دكتور أيمن نور ببيروت من دون وجود داعٍ لذلك، موضحا أن نور جاء ببعض النوبيين المصابين بلوثة شيعية أثناء لجنة المائة، وحول الكثير من الأمور كان هذا الحوار: 
 

■ ما حقيقة ما تردد عن وجود مخطط أجنبى لفصل النوبة عن مصر والسودان؟

- الأمر يتكلم به قلة قليلة.. يقولون إن النوبة منفصلة، منذ قرابة العام لم يكن أحد يتحدث فى هذا الأمر، لكن مؤخرا علمت أن هناك شخصيات تقول إن النوبة من الأقصر إلى شمال السودان، وإن النوبى ليس مصريا ولا سودانيا، وإنها حضارة سابقة على حضارة الفراعنة، وهو الأمر الذى أزعجنى، ورغم أننى التقيت النادى النوابى، وأكدوا أن هذا الأمر ليس موجودًا، فإن هناك قلة ليسوا معروفين يحاولون إظهار أنهم ذوو ثقل وكثافة، لكن عامة النوبيين وطنيون ومتدينون وحريصون على صلة أرحامهم، ولا يقبلون أن يفصلهم أحد عن الشعب المصرى. 


■ هل تعتقد أن سماح الرئيس المعزول أثناء فترة حكمه بزيارة الوفود الإيرانية لمصر سبب انتشار التشيع بالأقصر وأسوان؟

- حدث فعلا.. وبدأت الأفواج تنشر هدايا وأقلامًا عليها إشارات شيعية، وكان لهم وجود مع بدايات الثورة، وكان المطلوب زيادة هذا الوجود مع الوفود الشيعية، وبدأ الوفد ينشر ذلك فى اسوان والاقصر وقنا وفى قرى متفرقة، فالفكر انتشر خلال سنتين، وهناك حملات لزيادته، والحملة التى قام بها حزب النور كشفت حقائق كثيرة لتوضيح عقائد الشيعة المنحرفة. 

■ قبيل مقتل الشيعى حسن شحاتة بالجيزة.. كان لحزب النور ندوات وحملات توضح أن الشيعة أشد عداوة من اليهود.. ألا تعتقد أن ذلك كان سببا فى قتل الشيعى، وللدقة.. من الممكن أن يؤدى إلى فتنة؟


- لا.. لكن يجب أن ننظر للأمور من جميع النواحى، نعم.. الرجل ذبح، وهو أمر لا يجوز، ولكن أيضا يجب أن نعرف ماذا فعل، فلم يذبح لمجرد أنه شيعى، بل لأنه كان يسب الصحابة ويطعن فى شخص عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ ويقول إنه من الشواذ ولا يهدأ إلا بـ«ماء الرجال»، وكان يسب السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ فى شرفها ويتهمها بالفاحشة، وقام الكثيرون بتحرير محاضر ضده، وقدموا العديد من البلاغات ولم يحدث شىء. 

■ إذن كيف ترى مشكلة أهل النوبة والأقصر وقنا؟

ـ أهل النوبة يرفضون فكر التشيع ويرفضون التقسيم، لكن فى الوقت ذاته لهم حقوق، وحقهم أصبح منصوصا عليه فى الدستور لا ينقصه إلا التطبيق، وهو العودة إلى مكانهم الأصلى خلال عشر سنوات، وأن تكون هناك مشروعات تنمية وأولوية فى الأرض التى تحيط بالبحيرة، وأن يكون أول العاملين بها من أبناء النوبة، وتلك حقوق طبيعية لا أحد ينكرها. 


■ هل تراجعت شعبية حزب النور فى الفترة الأخيرة؟


- نعم.. تراجعت شعبيته بسبب بعض المتدينين الذين شوهوا  الصورة، بسبب إعلام شبكة الجزيرة وما حدث برابعة والقنوات الإخوانية، لكنه اكتسب شعبية أكبر عند عامة المواطنين بعدم مشاركته فى أية مظاهرات تؤدى للقتل وسفك الدماء أو تؤدى إلى حرب داخلية، فحزب النور نجح فى أن يثبت أنه يمثل فكرًا معتدلًا ويرفض فكر العنف والتكفير. 

■ هل ترى أن الدستور الحالى يرضى طموحات الدعوة السلفية؟

- إلى حد ما.. فالمبادئ أصلا تفسيرها الحالى تدخل فيه الأحكام.. لكننا نحتاج إلى تفعيل وسيتم بالتدريج. 

■ من مرشح حزب النور للرئاسة؟

- هذا قرار مؤسسى سيتخذ بطريقة مؤسسية، وأرى وجود فرصة ذهبية للمشير عبد الفتاح السيسى، فهو يحظى بشعبية جارفة، وأثبت نجاحًا فى إدارة المؤسسة العسكرية ويتمتع بحب من حوله.


■ هل صحيح ما تردد مؤخرا عن أن هناك محاور يضعها «حزب النور» لاختيار الرئيس؟

- نعم هناك عدة محاور، ولكل محور عدة أسئلة سنعلم من خلالها أى رئيس يصلح لمصر من وجهة نظرنا، مثل موقفه من إسرائيل وأوروبا وأمريكا، وموقفه من سد النهضة والوضع الاقتصادى والأزمة وموقفه من دول الخليج والربيع العربى والأزمة فى سوريا وليبيا والسودان. 

ومحور آخر يتمثل فى موقفه من الجماعات الإسلامية، وكيف سيتعامل مع مشكلة الإخوان وجماعة التكفير والهجرة، وهل يرى أن معالجة الموقف أمنية فقط أم أمنية وفكرية، وموقفه من الشيعة وموقفه من الأزهر، وكيف يعيده للريادة، وموقفه من السلفيين والسلفية المنفردة والسلفيات المختلفة، فنحن لنا تصورات فى كل تلك القضايا، وهناك محاور ليست أسئلة ولكن هى تقييمنا للشخصية ذاتها مثل: هل هو ديكتاتور أم يمثل الثورة، وقدرته على استيعاب الآخرين، والتوازن النفسى لديه وتدينه الشخصى، ونشأته الأسرية والاسرة الحالية وقدوته. 

■ هل كنتم سترشحون د. عبد المنعم أبوالفتوح إذا ترشح للرئاسة؟


- أعتقد أنه اتخذ موقفا حكيما بإعلانه عدم نيته الترشح للرئاسة. 

■ هل تتفق معه بأن الانتخابات القادمة ستزور؟


- لا أتفق معه.. لأنه ليس هناك أية علامات تقتضى ذلك، جميع الاستفتاءات من 19 مارس حتى آخر دستور لم يكن بها تزوير بدرجه تقدح فيه.

■ وبماذا تنصح الرئيس القادم؟

- أن يكون رئيسا لكل المصريين، وألا يقصى أحدًا، وأن يعمل دائما بحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ «اذهبوا فأنتم الطلقاء».. إلا من ارتكب جرائم يعاقب عليها القانون، لأنه فى تلك الحالة الأمر لن يكون بسلطته، فالحقوق لا يتنازال عنها إلا أصحابها. 


■ هناك من اتهم حزب النور بالتشدد فى أمور مثل تحريم النشيد الوطنى وتهنئة الأقباط.. هل مازلتم ترون ذلك؟

- التشدد والتراخى أمر نسبى، فمن يرى أن ذلك أمر هين، هناك من يراه أمرًا ليس هينا، فأنا مثلا، لا أرى جواز القيام عند سماع الموسيقى، ولكن صدر مؤخرا قانون يلزم بالقيام عند سماع النشيد الوطنى، والعقوبة فى حالات عدم التنفيذ تكون بالسجن 6 شهور، وهو الأمر الذى يوضع فى وضع المكره، وبالتالى فلابد من الوقف لأن العقاب سيكون بالحبس. 


■ تتردد أقاويل عن أن د. أيمن نور تحوم حوله شبهات بالعمل على نشر الفكر الشيعى بمصر عبر إقامته ببيروت!

- والله أمر دكتور أيمن نور محير بالفعل.. فإقامته ببيروت غريبة، وهو أصلا ليس لديه أمر يقتضى ذلك، وأتذكر أن دكتور ايمن نور كان قد عرفنا ببعض قيادات النوبة أثناء لجنة المئة لوضع الدستور، ولاحظت أن تلك القيادات يتكلمون بلوثة شيعية فى حواراتهم، فيها ذكر الأئمة الـ12، وهى ليست موجودة عند المعاصرين من أهل السنة فى قضية النوبة، فدكتور أيمن نور أثناء الدستور الأول كان معارضا لجملة أهل السنة والجماعة، ويقول إنها ليست لها أهمية، وتم حذفها رغم أن الأزهر هو من طلبها.


■ وكيف ترى محاكمة الرئيس المعزول وباقى عناصر الإخوان المقبوض عليهم؟

- أرى ضرورة أن توسع المحكمة دائرة الاشتباه وعدم السرعة فى توجيه تهماً هائلة جدا لكل من يقبض عليه، والصحيح أن تخصص ـ مثل ما قال الرئيس عدلى منصور لسرعة الفصل فى القضايا ـ دوائر، والمتهم الذى لا توجد أدلة تدينه يفرج عنه، ولكن الاستمرار فى حبس العديد دون ثبوت أدلة جنائية يُرحّل المشكلة إلى زمن قريب، ولكن لا يعالجها، بل يضاعفها لأن السجون معسكرات للفكر المنحرف.