الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الاحتجاجات وملفات أخرى أطاحت بالببلاوى




فى الوقت الذى كان ينتظر فيه الجميع - كالعادة - بيان مجلس الوزاراء الأسبوعى بشأن اجتماع المجموعة الاقتصادية لبحث آخر التطورات فى الملفين الأمنى والاقتصادى فاجئ د.  حازم الببلاوى الجميع بإعلان استقالة الحكومة.

مفاجأة الببلاوى جاءت رغم توجه وفد أمس من مجلس الوزراء إلى ابوجا بنيجيريا للإعداد للزيارة التى كان من المفترض أن يقوم بها الببلاوى غدًا الأربعاء للمشاركة فى فعاليات قمة الأمن الإنسانى للسلام والتنمية التى ستستمر لمدة 3 أيام والتى تم إلغاءها.

الاستقالة الجماعية المفاجئة لم تستغرق سوى 15 دقيقة حضر فيها جميع الوزراء اجتماع الحكومة بمقر القصر العينى على غير العادة، حيث تعقد الاجتماعات دائمًا فى مقر هيئة الاستثمار نظرًا للظروف الأمنية.

الببلاوى وحكومته توجهوا فى حوالى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس إلى مقر القصر العينى ليخرج بعده معلناً الاستقالة وأكد فى البيان أنه لا  يوجد سبب واحد للاستقالة لكن توجد أسباب متعددة لا يمكن الإفصاح عنها جميعًا لاعتبارات تتعلق بمصالح البلاد الداخلية والخارجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال الببلاوى: إن المجلس تحمل خلال الستة أشهر عبئًا ومسئولية كبيرة، ومشددا على أن الوزراء قبلوا ان يتحملوا المسئولية وبذلوا كل الجهود من أجل إخراج مصر من النفق الضيق سواء  ناتجًا عن ارتباك سياسى أو ضغوط اقتصادية أو وضع أمنى، ولكن الشرطة والقوات المسلحة  استطاعت ان تفرض الأمن.

وقال الببلاوى « فى هذه اللحظة مصر محتاجة لكل المصريين، ومهما كانت الحكومة رشيدة دون أن نساندها فلن تقوم للحكومة قائمة، هذه مسئوليتنا جميعًا.

وأوضح: «الحكومة تعمل تحت رقابة الشعب والمسئولية كبيرة على الشعب فالبلد معرضة حاليًا لمخاطر كثيرة وهو ليس وقت المطالب الفئوية والمصالح الشخصية».

وأشار بيان الببلاوى إلى أن البلد أمام وضع بالغ الاختلاط وأمامنا مخاطر  غير قليلة وعلينا ان نختار إما إن نساند البلد ونضحى بمصالحنا الخاصة أو نركز على مصالحنا الفئوية دون النظر لمصلحة مصر.

ووجه الببلاوى الشكر لكل الوزراء الذين عملوا بكل جد واجتهاد خلال الفترة الماضية، معربًا عن امتنانه لتحملهم المسئولية والمهمة الشاقة خلال ذلك التوقيت.

وذكر الببلاوى ان هذا البلد به آفاق هائلة للنجاح والتقدم كما انه يواجه تحديات كبيرة، وعلينا الاختيار بين ان نساند هذا البلد ونضحى بمصالحنا الخاصة وأفكارنا الضيقة أو ننكفئ على مصالحنا الفئوية، مؤكدًا أن مصر بخير وستتقدم ان شاء الله بفضل جهود شعبها العظيم.

واختتم الببلاوى حديثه بالتأكيد على أن مصر تحتاج إلى جهود كل فرد من أبنائها، وإلى تكاتف الجميع خلف الحكومة القادمة، مؤكدًا أن الإصلاح لا يتم عن طريق الحكومة فقط، وإنما بتكاتف كل فئات المجتمع.

وكان واضحًا ان الببلاوى فى غاية التأثر على الاستقالة، ولأول مرة تغيب ضحكة الببلاوى وابتسامته، وودع الإعلاميين الذين احاطوا بسيارته لسؤاله عن الاستقالة ليبدو فى غاية الحزن، والتأثر.

وعقب القاء البيان توجه الببلاوى لرئاسة الجمهورية لتقديم الاستقالة مشيرًا إنه سيستمر هو وحكومته بالكامل فى إدارتها لحين قبول الاستقالة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى ترددت فيه الأنباء حول تكليف المهندس إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة وهو ما نفاه محلب فى تصريح له بقوله: «غير صحيح تكليفى برئاسة الحكومة الجديدة».

تأتى استقالة الببلاوى بعد تصاعد وتيرة المطالب والاحتجاجات الفئوية ورغم توقع العديد من المراقبة والمحللين لتغيير 5 إلى 6 وزراء فى اقصى تقدير مع بقاء الببلاوى على رأسها.

من جانبه قال هانى صلاح المتحدث باسم مجلس الوزراء أن الاستقالة جاءت بعد تشاور رئيس الحكومة مع مؤسسة الرئاسة، وأشار إلى أن المحافظين ورؤساء الأحياء باقون فى مناصبهم ولن يتأثروا باستقالة الحكومة.

فيما قالت وكالة رويترز الإخبارية إن استقالة الببلاوى هى خطوة من المرجح أن تمهد الطريق لإعلان المشير السيسى الترشح للرئاسة المصرية.
وأكدت رويترز أن الببلاوى لم يعطِ سببا واضحا للاستقالة خلال كلمته التى ألقاها بالتليفزيون، ونقلت الوكالة عن ما أسمته مسئول مصرى أن السيسى فى حاجة للاستقالة من منصب وزير الدفاع للترشح للرئاسة كما أن استقالة الحكومة هى خطوة من شأنها التمهيد له لإعلان ترشحه للرئاسة وبذلك فلا يظهر السيسى وكأنه يعمل بمفرده.

من جانبها وصفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية استقالة حكومة حازم الببلاوى بالصادمة.

وقالت الصحيفة إن الببلاوى أعلن استقالة حكومته بالكامل دون أن يقدم تفسيرا لهذا القرار أو معلومات عمن سيخلفه فى منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الببلاوى تعرض فى الأسابيع الأخيرة لانتقادات فى وسائل الإعلان لعدم حسمه وفشل حكومته فى تقديم سياسات اقتصادية فعالة.

ورغم ذلك، اعتبرت الصحيفة أن الاستقالة كانت بمثابة صدمة فى البلاد حتى فى ظل حقيقية أنها جاءت وسط موجة من الإضرابات واضطراب فى مجال الأعمال والأمن القومى وصناعة السياحة فى مصر.