الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البيوجاز» بأولاد إلياس يهدد عرش مستودعات البوتاجاز بقرى أسيوط




أسيوط - إيهاب عمر

ظهرت تجربة «البيوجاز» فى قرية اولاد إلياس احدى قرى مركز صدفا فى أسيوط، لتمثل طوق النجاة لحل أزمة البوتاجاز فى الصعيد..
التجربة تنفذها وزارة البيئة بالتعاون مع المحافظة من أجل توليد الطاقة والحصول على سماد عضوى لتسميد الأراضى الزراعية من روث الماشية.. السؤال الذى يطرح نفسه هنا هل يمكن أن نقضى على أزمة البوتاجاز من خلال تعميم التجربة خاصة أنه لا يكاد يخلو منزل بقرى الصعيد من الماشية التى تقوم عليها التجربة..

«روزاليوسف» رصدت التجربة من القرية والتقت بعض أصحاب التجارب لاستطلاع رأيهم فى التجربة.
فى قرية أولاد إلياس وتحديدا خلف المجلس القروى يقع منزل الحاج محمود محمد مصطفي، أحد أصحاب التجربة الذى قال قبل الثورة جاء مجموعة من خبراء وزارة البيئة والتقوا مسئولى الوحدة المحلية لاختيار 50 منزلا لإقامة المشروع عليها، وبالفعل تم الاستقرار على اختيار منزلى وآخرين لتنفيذ التجربة بها، وعندما قامت الثورة أخرت تنفيذ المشروع عدة أشهر، ليبدأ التنفيذ الفعلى فى أول 2013 وقتها تم إنشاء وحدات البيوجاز - عبارة عن مبنى فى الأرض قطره 180 سم على عمق 2 متر أو 4 أمتار أو 6 أمتار - ويتم بناؤه بالطوب والأسمنت والرمال وزلط معين يأتى من الفيوم.

يشرح الحاج محمود بمزيد من التفاصيل عن شكل وحدة البيوجاز بمنزله وكيف تم إنشاؤها قائلا: الوحدة عبارة عن حفرة بعمق 6 أمتار وقطر 2 متر تقريبا، وبدأت الإنشاءات بواسطة بناءين من الهند بالتعاون مع آخرين من محافظة الفيوم وقرية أولاد إلياس، وبعد شهرين تم الانتهاء من الإنشاءات وتجهيز الوحدة، وتركيب الخراطيم بها، وتجهيزها للعمل وملؤها بحوالى 2 طن من روث الماشية، وتغطيتها لمدة 15 يوما لتفاعل الغازات بها، وبعد هذه الفترة يتم تزويد الوحدة بحوالى 150 كجم من الروث ومثلها من الماء بشكل يومي، على أن يتم تخليط هذه الكميات فى الحوض الذى يتم فيه سكب هذه المواد لبدء التفاعل والحصول على الغاز.

وأضاف انه تم إحضار بوتاجاز من قبل القائمين على المشروع بشعلتين فقط مصنع فى الهند لتشغيل التجربة عليه، حيث تم توصيل الخراطيم التى تخرج من الوحدة به للحصول على الطاقة «النار»..

 وقال: كنت استخدم 3 أنابيب شهريا ولكن حاليا لا أجلب أنابيب نهائيا، ووفر لى هذا المشروع مبالغ مالية كبيرة فى ظل وجود أزمة البوتاجاز التى يمكن أن نقضى عليها من خلال تعميم هذا المشروع الذى لا يتكلف أكثر من 3 آلاف جنيه كتكاليف لإنشاء الوحدة.
ويقول محمد عبد الرحمن، صاحب تجربة أخرى انه لا يوجد أى خطورة من وجود الوحدة فى المنزل فحتى لو قطعت الخراطيم الناقلة للغاز فإنه لن يشتغل ولا يتسبب فى حرائق فهو آمن تماما، أما بالنسبة للسماد المنتج من الوحدة التى عمقها 6 أمتار فيكفى لتسميد 5 أفدنة أما الوحدات الأصغر فتسمد عدد أفدنة أقل.
يضيف: السماد المنتج من الوحدة من أجود أنواع الأسمدة، ولقد قمت بتجربة فعلية من أجل التأكد من ذلك، حيث قمت بتسميد محصول الرمان بهذه الأسمدة، وكانت النتيجة جيدة جدا، حيث كان إنتاج محصول الرمان هذا العام أفضل من العام السابق، كما قمت بتجربة السماد مرة أخرى لأتأكد من فاعليته، حيث وضعت سماداً عضويا لشجرة جوافة، وأخرى لم أضع لها سماداً، فكانت ثمار الشجرة التى وضعت لها السماد أكثر وأفضل من الأخري.
 وحول مدى استخدامه لأنابيب البوتاجاز بعد تركيب الوحدة يقول: لقد استغنيت بشكل كبير عن اسطوانات البوتاجاز التى يوزعها التموين للحصول على الاسطوانات، واكتفيت بما تنتجه الوحدة من غاز لاستخدامه فى أغراض المطبخ.

أما الدكتور نادر شحاتة، رئيس جهاز شئون البيئة بأسيوط، فيؤكد أن المرحلة الثانية للمشروع تم البدء فى تنفيذها فى قريتى كوم أسفحت والنخيلة وسيتم التوسع فى إنشاء عدد الوحدات بها لتصل إلى 1500 وحدة جديدة لمنازل المواطنين فى هذه القرى بتكلفة تصل إلى 7 ملايين جنيه بالمشاركة بين الأهالى ووزارة البيئة بدعم من الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هيئة التصنيع قامت بتصنيع بوتاجاز مثل الذى تم استيراده من الهند.. ليس هذا فقط بل قام مصنع فى المدينة الصناعية ببنى غالب بمركز أسيوط بعمل أفران وسخانات تعمل على وحدة البيوجاز وفى القريب سوف تتم تجربتها على الوحدات التى تتم إقامتها.
ويشير المهندس أحمد مدحت مدير مشروعات الطاقة الحيوية بوزارة البيئة إلى أن أهمية المشروع ونجاح تنفيذه السابق فضلاً عن الدعم الكامل المقدم لتنفيذه بحيث لا يتكلف الفلاح والمزارع أى مبالغ مالية وفى نفس وقت قضائه على مشكلات عدم توافر البوتاجاز وتحقيقه لربح اقتصادى وحماية بيئية وصحية لأسرهم، حيث تعتمد فكرة المشروع على كيفية الاستفادة من القمامة ومخلفات الماشية فى توليد غاز البيوجاز الذى يمكن استخدامه لتشغيل الأجهزة المنزلية كالسخانات والبوتاجازات وأفران الطهي.

 وأوضح مدحت إلى قيامه بعرض فكرة المشروع فى مجلس المحافظين المنعقد خلال شهر فبراير الجارى برئاسة الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء وبحضور الدكتورة ليلى إسكندر وزير البيئة وعدد من الوزراء المعنيين وتم خلاله إصدار قرار بالتنسيق مع كافة المحافظات لتنفيذ وحدات بيوجاز منزلية بدعم من وزارة البيئة فى إطار أنشطة المشروع.

 وأضاف مدير مشروع إلى أن الوحدات التى ينفذها المشروع ورؤيته للتنسيق ما بين الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة إضافة إلى التعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى والمراكز البحثية فى الجامعات المصرية للوصول إلى برنامج وطنى متكامل لتكنولوجيا الطاقة الحيوية فى مصر، منوهاُ عن دور كل من وزارة الاسكان ووزارة التنمية المحلية والمجالس القومية المتخصصة كالمجلس القومى للمرأة والجامعات المختلفة فى التنسيق مع وزارة البيئة كل فيما يخصه وفقا للرؤية التى وضعها المشروع وعرضت على المجلس.

من جهته يرى اللواء إبراهيم حماد، محافظ أسيوط، أن مشروع «البيوجاز» يساهم فى استغلال مصدر متجدد للطاقة وتحفيز التنمية الريفية بطريقة غير مركزية، بالإضافة إلى تحويل المخلفات إلى طاقة وهى طريقة مثلى للإدارة البيئية السليمة للمخلفات، ويتمركز المشروع فى تحويل المخلفات إلى طاقة ينتج عنها سماد عضوى له قيمة مغذية كبيرة تفيد الفلاح، وتحويل المخلفات العضوية إلى طاقة يوفر من استهلاك البترول ويخفض من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.