السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطلاق..فتك بالأسرة ضياع للأمة




بقلم _ د. عزت ياسين

الأسرة المتماسكة هى التى تبنى المجد وتعيد العز الضائع للامة من خلال التربية الحسنة للاطفال ومن خلال زرع المحبة بين افرادها جميعا لكن إذا انعدمت المحبة والتوافق بين الأب والأم أو الزوجين واستحالة الحياة بينهما جائز عنده الطلاق لذا نشبه الطلاق بعملية جراحية صعبة لانجريها لصاحبها الا بعد التأكد من أنه لن يستطيع الحياة الا بعد اجراء هذه العملية ولكن إذا استطعنا ان نلم الاوراق ونوصل المنقطع امتنع الطلاق وكما قال الشاعر:
إذا لم يكن الا الأسنة مركب  فى حيلة المضطر الا ركوبها
وبعد اجراء العملية الجراحية تلك يظن الجميع انهم قد ارتاحوا وبدأوا حياة جديدة تمتلئ بالاستقرار والطمأنينة والبعد عن النكد فهل حقا هذا يحدث؟
لا لن يحدث هذا لأن الطلاق وان كان حلالًا لكن الجميع فيه يخسر الزوج يخسر الحضن الدافئ والسكن النفسى والراحة التى تحققها له زوجته من طعام معد وملابس جاهزة للملبس وحرصه على المواعيد لانه يخسر من يهتم به وان كان باديا له عدم الاهتمام علاوة على عودته إلى حياة العزوبية وبعض الرجال يهرب من خيال زوجته السابقة بالزواج السريع من امرأة اخرى ليسترد جزءا من اعتباره وكبريائه المحطم ولكن الحقيقة التى لا مناص منها ان الزوج يدخل فى دوامة المقارنة ما بين طليقته وزوجته الجديدة خاصة اذا كان لا يزال هناك حب لزوجته أولطليقته فالويل له فى حياته الجديدة لو كان مغرما بها وعند ذلك يحاول ان يخفى أحاسيسه عملا بالقول الذى يقول: ينبغى على الرجال دوما الا يفصحوا عن أحاسييهم خصوصا الحزينة خشية أن ينتقص هذا الافصاح من رجولتهم تلك هى الستارة الزائفة التى تختفى وراءها مشاعر الرجل بعد الطلاق خاصة أن عادات المجتمع لا تسمح بالرجل باظهار ضعفه وحاجته للمرأة خاصة طليقته ولأنه ببساطة رجل ولأن مجتمعاتنا رجولية بالدرجة لأولى فالأمر يحتم عليه كتم أحزانه، والمعاناة من حالة احتقان نفسى داخلى غير مأمونة العواقب دينيًا أو دنيويًا.
أمر المرأة فحدث عن خسرانها ولا حرج، فلقد أكدت الدراسات أنه فور انتهاء العلاقة بالطلاق تبدأ المرأة فى البكاء، والحسرة والندامة حيث إنها تفقد الدعم والأمان والحماية التى يوفرها لها الزوج، بل ويبدأن الحديث مع  الآخريات من أصدقاء وجيران بصراحة شديدة عن مشاعرها بعد الطلاق الأمر الذى يجعل النساء يقمن بتفريغ شحنة الانفعالات بصورة إيجابية لهن فى نظرها، سلبية مع الرجل بذكر مساوئ الرجال والعشرة والصفات وغيرها.
حقًا فالجميع يخسر فى الطلاق ليس الزوج فحسب وليس الزوجة فقط بل والأولاد خسارتهم أكثر بكثير فالتأثير السلبى عليهم كبير جدًا سواء فى ذلك عاشوا مع أمهاتهم أو آبائهم، وأن الأسرة المترابطة هى بقعة ضوء تتجلى للطفل القيم والأخلاق، وينطلق منها تجاه المجتمع بنظرة يملؤها التفاؤل والأمل لكن عندما يرى مجتمعه الصغير وهو الأسرة قد تفكك وتدمر فإن نظرته للمجتمع هى أنه لا يمكن للمجتمع أن يتآلف ولا يجتمع فالكره يملأ المجتمع والحقد والحسد والتآمر هكذا تكون نظرته للمجتمع، والويل كل الويل عندما يحاول أحد الطرفين تشويه صورة الآخر أمام أبنائه كأن يقول الأب لأطفاله: إن أمكم لا تحبكم وهى امرأة لا تصلح كزوجة وأم لأنها غير أخلاقية أو تفتقد الشعور بالمسئولية.. إلخ أو تحاول الأم أن تزرع الكراهية فى نفوس الأبناء تجاه أبيهم قائلة: إنه لا يحبكم، إنه لا يريد إلا نفسه، إلى غير ذلك من كلمات تملأ مشاعر الأبناء بالكراهية لأبيهم.
وما أقسى هذه السلوكيات الخاطئة الانتقامية على الأولاد والمجتمع وهى كفيلة بأن تضيع حياة الأفراد وتهلك الأمة فلا تجد تقدمًا ولا تطورًا ولا نهوضًا، فالطلاق فتك بالأسرة ودمار وهلاك للأمة.
إمام وخطيب مسجد الخازندار بشبرا