الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المسافة بين «بريشة» ومنتجع حسن فتحى 2 كيلو متر والفارق الزمنى 100 عام




الفيوم - حسين فتحى

مات عبد الوهاب بريشة قبل 100 عام ولم ير الحالة المزرية التى وصلت إليها قريته القابعة فى الجنوب الغربى على بعد حوالى 2 كيلومتر من منتجع المهندس حسن فتحى ساحل بحيرة قارون والذى يقطنه كبار الفنانين والدبلوماسيين. مات بريشة وترك مايزيد على الفى فدان فقدت خصوبتها ولم تعد قادرة على إنتاج القمح والذرة والطماطم والبصل والثوم ورحل بريشة وترك أبناء قريته يعانون مر المعيشة. هذه القرية التى تبعد عن مدينة الفيوم نحو70 كيلومترا ويبلغ عدد سكانها نحو5 آلاف نسمة أغلبهم من البسطاء باسثناء بعض المزارعين الذين يملكون مساحات كبيرة من الأراضى ومدخل القرية يتزين بصورة كبيرة للمشير عبدالفتاح السيسى النائب الاول لرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والانتاج الحربى مما يعطى انطباعا بأن أهالى القرية ليس لهم اتجاهات مخالفة للدولة كأغلب قرى مركز يوسف الصديق والتى يسيطر عليها التيار الدينى المتشدد حيث تكثر الجماعات التكفيرية بالقرى المجاورة الى جانب التيار السلفى وعناصر الجماعة الإرهابية.

خليفة هليل «مزارع» يقول إن أبناء القرية تناسوا أن هناك زراعات تسمى القمح والذرة والطماطم والبصل والفول بسبب مياه الرى الملوثة التى تأتى مما يسمى «المصرف القاطع» الذى يضخ مياه الصرف الزراعى المحملة بمياه الصرف الصحى والمخلفات الآدمية والتى أدت الى فقدان معظم أراضى القرية لخصوبتها والتى تم استبدالها بزراعات الزيتون خاصة أن أشجاره تتحمل العطش.

ويضيف عوض اللحامى «مزارع» إن مياه الصرف الزراعى يتوقف ضخها ابتداء من شهر مارس مما يضطر المزارعون الى تبوير أراضيهم حتى شهر نوفمبر، مشيرا الى أن حصة القرية من مياه الرى الواردة من بحر البنات يتم حجزها فى بدايات البحر لصالح أصحاب النفوذ.
ويشير سالم سيد خليل «فلاح» إلى قيام بعض المواطنين بالتعدى على بحر المشرك وبناء أكشاك ومحال على حرم البحر مما تسبب فى عدم وصول حصة مياه الرى الضئيلة التى تصل فى فصل الشتاء فقط.

ويكشف فرج عبد الهادى «موظف» عن اضطرار بعض أهالى القرية لترك منازلهم بسبب رشح المياه الشيطانى الذى أغرق منازلهم وأتى على أثاثها إضافة الى جيوش الناموس والباعوض التى أصابتهم بالأمراض المعدية إضافة الى الروائح الكريهة التى تهب عليهم نتيجة مصرف الصرف الصحى الذى أقامته الوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق لنقل مخلفات الصرف الصحى لبحيرة قارون بالمخالفة لقرارات جهاز شئون البيئة الذى يضر بسكان القرية من جهة والأحياء المائية ببحيرة قارون من جهة أخرى مطالبا بالتحقيق مع مسئولى الوحدة المحلية للمركز والمدينة.

يلفت مفرح فارس ناشد «مدرس» إلى أن مبنى الوحدة الصحية الذى تم إنشاؤه فى عام 2004 واستمر العمل به حتى عام 2007 فجأة ظهرت به التشققات وتم إخلاء المبنى بسبب وجود تشققات طولية وعرضية بمختلف حوائطه مما تسبب فى انفصالها عن الهيكل الخرسانى بالإضافة إلى حدوث هبوط بأرضية المبنى وفصل درجات السلم عن المبنى وحدوث ماس كهربائى أدى الى تلف بعض التجهيزات الطبية وللأسف الشديد أن مبنى الإصلاح الزراعى الذى أقيم عام 1958 مازال يقف شامخا الا أن مبنى الوحدة الصحية انهار بعد 3 أعوام، مؤكدا أن حوش الوحدة أصبح «مربطا» للمواشى والأغنام وملاعب للكلاب الضالة.

ويقول سالم سيد خليل «فلاح» إن أغلب أهالى القرية يشربون مياه شرب ملوثة نتيجة اختلاط خطوط مياه الشرب بطرنشات الصرف الصحى ومياه البحيرة الملوثة وهو ما زاد مرضى الفشل الكلوى والكبدى.

أما مجدى عبد العليم «مهندس زراعى» فيوضح أن مبنى الوحدة الصحية بالقرية صدر له قرار ازالة فى 25 أغسطس عام 2010 لخطورته على أرواح المواطنين خاصة أنه خلف ملاعب مركز الشباب وأن الأطفال دائما يقفزون من أعلى السور الفاصل لإحضار «الكرات الطائشة» داخل حوش المبنى ورغم ذلك تجاهلت أجهزة المحافظة قرار الإزالة الصادر من خلال لجنة هندسية مشكلة من الوحدة المحلية للمركز والمدينة.
ويطالب محمد عوض الهرايجى «مزارع» بمحاسبة المسئولين عن إقامة هذا المبنى الآيل للسقوط خصوصا أن تكلفة عملية إنشائه وتجهيزه وصلت لما يزيد على مليون و600 ألف جنيه. ضاعت بسبب الإهمال وعدم الرقابة على المقاول المنفذ للمبنى.