الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السياحيون يرفعون الكارت الأحمر لزعزوع..و«الغرفة» تدعمه لحماية مصالحها




كتب - محمد زكريا

سادت حالة من التذمر والغضب بين العاملين بالقطاع السياحى عقب تردد أنباء استمرار هشام زعزوع  لتولى حقبة  جديدة بوزارة السياحة وسط تأييد ودعم قوى من مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية واتحادها لبقاء وزير السياحة الحالى فى منصبه لحماية مصالحهم التى أصبحت على صفيح ساخن بعد تدخل الجهاز المركزى للمحاسبات وكشفه العديد من المخالفات المالية.. يبدو أن حرب تكسير العظام بدأت بين العاملين بالقطاع السياحى وأعضاء الغرفة بعد قيام الطرفين باتخاذ برامج التوك شو ومواقع التواصل الاجتماعى سلاحا للدفاع عن آرائهم. مما يلوح فى الأفق ببوادر أزمة طاحنة فى الفترة القادمة بين العاملين بالسياحة والغرفة التى تستخدم كافة الطرق سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة لتحقيق أهدافهم على حساب جثث الآخرين.. وذلك على حد تعبير السياحيين.

أكد الخبير السياحى عماد مرقس عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية أن هناك فساد  فاضح داخل المنظومة السياحية وخاصة داخل الاتحاد وهذا ما أثبته مؤخرا التقرير الصادر من الجهاز المركزى للمحاسبات الذى كشف الستار عن مخالفات مالية تبين وجود إهدار مال عام .. وبالرغم من تعاقب الانظمة والحكومات على مدار 3 سنوات الا ان أزمة السياحة ظلت راكدة دون حراك بسبب اعتماد وزير السياحة على الطرق النمطية التقليدية فى تسويق المنتج السياحى الذى أصبح يباع بأسعار زهيدة لاتتناسب مع قيمة وحضارة مصر بجانب هيمنة وسيطرة أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والغرفة على قرارات هشام زعزوع وزير السياحة مستغلين الصداقة الحميمة التى جمعتهم فى بداية مشوارهم السياحى مشيرا إلى ان زعزوع كان يعمل موظفا منذ سنوات عديدة داخل الاتحاد المصرى للغرف السياحية.

وأوضح مرقس ان أغلبية السياحيين يرفضون تولى زعزوع حقبة جديدة لوزارة السياحة بسبب فشلة فى الارتقاء بالمنظومة السياحية ومجاملتة لرفقائه فى قضايا إهدار المال العام دون الاهتمام بمصالح المواطن المصرى مطالبا المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بضرورة استبعاد هشام زعزوع من التشكيل الوزارى الجديد وذلك للنهوض بالقطاع  السياحى الذى أصابته حالة من الركود التام ..

وأعلن مرقس ان النائب العام المستشارهشام بركات أحال بلاغة الذى يتهم فيه الاتحاد المصرى للغرف السياحية بإهدار المال العام إلى نيابة شمال الجيزة للتحقيق..  

وقال مرقس إنه «طبقا لتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات، تبين وجود تلاعب بالاتحاد المصرى للغرف السياحية والاستيلاء على أموال وزارة السياحة بهدف إنشاء مشاريع سياحية وهمية..

وصرح مرقس أن مجالس إدارات الاتحاد والغرف التابعة له ظلت فى مواقعها لسنوات طويلة بما لا يتماشى مع العصر الجديد الذى بات يفرض التغيير على كل مستويات القيادة فى مصر بما يسمح بضخ دماء جديدة من الشباب تساعد على النهوض بالقطاع السياحى وتطوير أساليب العمل وخطط التنشيط لمواكبة التطور الذى شهدته باقى المقاصد السياحية الأخرى عالميا موضحا ان زعزوع تجاهل مطالب الكثير من السياحيين  بتفعيل اللائحة الداخلية المنظمة للعمل فى الاتحاد والغرف السياحية بما لا يسمح للمجلس بالاستمرار لأكثر من دورتين.. وأكد مرقس أن تكلفة رحلات زعزوع  للخارج على مدار العامين الماضيين وصلت إلى ملايين الدولارات وذلك مقابل بدلات وإنتقالات الوزير وحاشيته ومشاركتة فى المؤتمرات والمهرجانات الخارجية والتى ظاهرها تنشيط السياحة ولكنها إهدار للمال العام خاصة ان تلك الجولات لم تساهم فى جلب سياح لمصر..

ومن جانبه أشار أشرف محمود مدير إحدى القرى السياحية بشرم الشيخ أن العاملين بالسياحة يحتاجون لوزير سياحة صاحب رؤية موضوعية وخبرة تساعد على خروج القطاع السياحى من النفق المظلم مع وضع مقترحات وبدائل فعالة تساهم بالارتقاء بالمنظومة السياحية موضحا ان زعزوع لم يضف اية حلول جذرية للقطاع ولم يهتم بحال العاملين بالسياحةمن مرشدين وعمال بالفنادق بل اكتفى بالتصريحات المتفائلة فى البرامج ..

 بينما أكد  معتز عبد  الفتاح  مرشد سياحى أن نسبة الاشغالات الفندقية فى جميع مناطق جنوب سيناء بما فيها شرم الشيخ لا تتعدى نسبة الـ10%بما فيها الحجوزات المستقبلية الامر الذى ينذر بكارثة سياحية تؤدى إلى إغلاق عدد كبير من الفنادق بالاضافة إلى المحلات والمطاعم السياحية التى بدأت بالفعل بإغلاق أبوابها وتسريح العمالة..موضحا ان وزارة السياحة  تجاهلت الاستجابة لمطالبهم بشأن المخاطر التى تواجههم أثناء عملهم بضرورة التنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين الافواج السياحية  حتى وقع حادث تفجير طابا الذى ضرب السياحة فى مقتل..  وأشار عبد الفتاح أن الاحداث التى تمر بها البلاد هى مؤامرة كبرى تشترك فيها أطراف داخلية وخارجية تستهدف ضرب اقتصادها وخاصة صناعة السياحة بعد إلى ان حولت منتجعاتها إلى مدن أشباح وهبطت أسعارها إلى أدنى مستوى مقارنة بمنتجعات العالم ووصلت إلى الحضيض ، لتسجل 15 دولارا فى الليلة للإقامة الشاملة فى فندق خمس نجوم. 
واضاف محمد وحيد صاحب أحدى الشركات السياحية  بالغردقة أن  وزارة السياحة عجزت فى عمل حملات تسويقية ناجحة وترويج سياحى حقيقى لجذب المزيد من السائحين والوفود الأجنبية لقد فشلت فى جذب السائحين والأجانب بحجم يوازى أو حتى يقارب دول أخرى مثل اليونان وتايلاند وماليزيا وتركيا. تلك الدول قد استطاعت فى وقت قصير أن تقفز فى مجال السياحة وتصبح نموذجا يحتذى به جميع الدول السياحية.

 واوضح وحيد تراجع دور المستشار الاعلامى لوزارة السياحة  على مدار الـ3 السنوات الماضية واقتصر دوره على السفر للتنزة والاستجمام وإستضافة شخصيات لهم مشاكل فى إجراءات التراخيص داخل مكتبة والذى تحول لمكتب علاقات عامة ..  وقال وحيد أن حملات التسويق  التى تقوم بها وزارة السياحة لم تلفت الإنتباه ولم تأت بثمار على شركات السياحة ولم تساعد فى زيادة عدد السائحين إلى الدرجة المرجوة ، لقد كانت حملات تقليدية اُسُتخدمت فيها شعارات غير واضحة ومجهولة الأهداف ولا تخاطب أحدا مثل شعار «نورت مصر» و«البيت بيتك» وآخرهم «مصر تعود وبقوة». لقد أٌنُفق على تلك الحملات التسويقية الكثير من الأموال تكبدت نفقاتها الوزارة والحكومة مستخدمين عبارات لا تعنى شيئا ، بالرغم من أن الدروس الاولى فى التسويق تنص على تحديد الهدف والجمهور المستهدفين. فكيف تكون حملة تسويقية بهذه العشوائية؟   وأكد وحيد أن وزارة السياحة تتفاخر بالاشتراك فى المهرجانات العربية والدولية بالإضافة إلى حضور المؤتمرات والمعارض السياحية الكبرى فى كثير من الدول مثل ألمانيا ولندن وطوكيو ، ولكن هل هناك اختلاف فى طريقة التسويق وجذب الإستثمارالسياحى ووكلاء شركات السياحة الأجنبية عن الطرق التقليدية والروتينية التى تعودنا عليها؟ الإجابة لا. فطرق التسويق لا تزال تعتمد على بعض صور الأهرامات وواجهة معبد أبو سمبل بالإضافة إلى فقرة الراقصة الشرقية والتجول بملابس الفراعنة. هذه هى أدوات التسويق والترويج التى نمتلكها بينما نرى هرولة المصريين أنفسهم فى المعارض إلى أجنحة الدول الأخرى ليشاهدوا الإبداع والابتكار.