الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفاو: الواردات الغذائية تحدٍ خطير للأمن الغذائى فى مصر




 كتب - فتحى الضبع

ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو أن الصراعات، والنمو السكانى السريع، والتوسع العمرانى، والاعتماد الشديد على الواردات الغذائية تشكل جميعها تحديات خطيرة للأمن الغذائى فى إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، على الرغم من التقدم  فى بعض من بلدانه.

وأنه تمكنت ثلاثة من بلدان الإقليم، وهى: الجزائر، والأردن، والكويت، من الوفاء بالهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية بخفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع المزمن بمقدار النصف. وكشف تقييم قُدم فى بداية أعمال المؤتمر الإقليمى الثانى والثلاثين للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، عن أن عدد من يعانون نقص التغذية على صعيد الإقليم ما زال يقرب من 43.7 مليون شخص أو 10 بالمائة من مجموع السكان، فى حين يعانى 24.5 بالمائة من مجموع الأطفال دون سن الخامسة من تقزُّم النمو بسبب سوء التغذية المزمن.

واشار التقرير إلى أن قرابة 43 مليوناً أى 10% من سكان المنطقة العربية يعانون نقص التغذية.

وأن نقص المغذيات الدقيقة شائع لدى البلدان الأقل ثراء، مما له عواقب وخيمة بالنسبة لمعدلات الالتحاق بالمدارس، والإنتاجية، والصحة العامة.

وتؤكد منـظمة «فاو» أن الصراعات والنزاعات الأهلية لا تزال العامل الرئيسى وراء انعدام الأمن الغذائى فى الإقليم خلال السنوات الأخيرة، وتشمل المناطق الساخنة كلاً من العراق، والسودان، وسوريا، والضفة الغربية وقطاع غزة، واليمن، وفى سوريا وحدها نحو 6.3 مليون نسمة فى حاجة إلى مساعدات غذائية وزراعية متواصلة.

وفى الطرف الآخر من معادلة سوء التغذية، يعانى ما يقرب من ربع سكان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا حالياً من السمنة - بنحو ضعف المتوسط العالمى ونحو ثلاثة أضعاف المعدل السائد لدى البلدان النامية ككل.

وتشير منظمة «فاو» إلى أنه علاوة على التحديات القائمة منذ وقت طويل، فإن تغير المناخ والأمراض الحيوانية الناشئة تساهم فى تقويض الأمن الغذائى بإقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا كذلك فإن الاعتماد البالغ على واردات المواد الغذائية لتلبية احتياجات الاستهلاك يجعل الإقليم شديد التعرض لارتفاع  الأسعار العالمية للسلع الزراعية.

ووفقاً لتقييم منظمة «فاو» فمن المتوقع أن ترتفع نسبة الاعتماد على المصادر الغذائية الخارجية خلال العقود المقبلة. وحذرت منـظمة «فاو» من أن احتياجات الاستيراد الكبيرة للإقليم من المواد الغذائية، والنمو البطىء فى الإنتاج الغذائى المحلى، والمستويات المرتفعة من الفاقد الغذائى تعد مدعاة للقلق.
وقدّم تقييم منظمة «فاو»  مقترحاته بشأن الإجراءات التى يجب ان تتخذها بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا  بشكل فردى وجماعي، تصدياً لاشكاليات الأمن الغذائى الإقليمي، فيتعين على الحكومات أن توجّه مزيداً من الموارد نحو زيادة الإنتاجية الغذائية، خاصة من جانب صغار المزارعين، إضافة إلى الحاجة للنهوض بخدمات الإرشاد فى القطاع الزراعى، ويتضمن ذلك دعم المدارس الحقلية للمزارعين والتعاونيات الزراعية.

وتشمل المجالات الأخرى التى تتطلب استثماراً، البنية التحتية الريفية مثل مرافق النقل والأسواق، ومبادرات التوعية والإرشاد التى تهدف إلى مساعدة المزارعين فى الوصول إلى منافذ التسويق، وغير ذلك من البرامج التى تيسّر وصول المزارعين إلى الائتمان والخدمات المالية. وعلى المستوى الإقليمى تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون على خفض الحواجز أمام تجارة المواد الغذائية، ويتعين على الحكومات أيضاً أن تنظر فى تجميع مواردها لإنشاء احتياطيات غذائية إقليمية.