الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السياحة حلال وتنميتها واجب




كتب: د. شوقي علام
ورد سؤال يقول: ما حكم السياحة؟ وهل يجوز تحريمها؟

تقول  دار الإفتاء المصرية : إن الإسلام لا يمنع السياحة، ولا يعتبرها من المحرمات لأن السير فى الأرض للتجارة والصناعة وتبادل المنافع والتعرف على البلدان والشعوب أمر طيب ومحمود أمرنا الله سبحانه وتعالى به فيقول: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، ويقول تعالى: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».

 كما أن رؤية المعالم السياحية وزيارتها ورؤية عظمة الحضارة الفرعونية، هما الإسلامية وغيرهما، قد يكون فيها تحفيزاً للناس للتفكر فى الأمم السابقة واتخاذ العبر منهم، وكذلك للحث على العمل والتقدم، ولذلك يقول الله تعالى: «قل سيروا فى الأرض فانظروا».

والسياحة التى هى فى معنى الترويح عن النفس، وجهنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم إلى معناها فقال: «والذى نفسى بيده إن تدوموا على ما تكونون عليه عندي، وفى الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» ثلاث مرات، ويقول الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه: «روحوا عن القلوب والتمسوا لها طرائف الحكمة فإن القلوب إذا كلت عميت».

كما أن صناعة السياحة التى هى فى معنى الترويح المشروع عن النفس اتى من كونها سببًا أساسيا فى إتاحة فرص العمل للشباب، وزيادة الدخل القومى للبلاد وتساهم بشكل كبير فى تنمية الاقتصاد الوطني، لذلك أصبح الحفاظ على هذا المورد الاقتصادى وتنميته واجبًا دينيًا ووطنيًا، كما يجب حماية وتأمين السائحين لأن تأشيرة دخولهم البلاد تعتبر بمثابة عهد أمان لهم.

أما من يحرمون السياحة لارتباطها ببعض الأفعال المحرمة من قبل السائحين، فنقول إن  هذا لا يؤدى إلى تحريم أمر مباح لذاته وإنما الأولى أن يقال إن السياحة فى أصلها حلال وينبغى على القائمين عليها أن يجردوها من بعض الأفعال التى تعارض الشرع.

كما أن الإسلام لا يفرض تعاليمه بالقوة ولا العنف، بل السبيل إلى ذلك بما قال الله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين».