الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مساجد ترفع لافتات لمنع دخول الإخوان ..وأزهريون يصفونها بالبلطجة




كتب- محمود محرم ومحمد فؤاد
 
تصدر بعض المساجد اوراقاً معلقة تطالب بمنع دخول الإخوان بعد تحول الصراع على السلطة إلى نوع من العنف والإرهاب من قبل المنتمين لجماعة الإخوان إلا أن الأمر رفضه علماء الأزهر واعتبروه نوعا من البلطجة مرفوضاً شرعا.
 
فمن جانبه يقول الدكتور زكى عثمان من علماء الأزهر أن منع دخول الاخوان أو أى شخص للمساجد بسبب انتماءاتهم السياسية هى بلبلة فكرية والدولة مخطئة فى هذا مشيرا إلى أنها هى من اطلقت عليهم ارهابيين ومجرمين فجعلت الناس تخاف منهم.

أضاف: ليس كل من انتمى لجماعة أو تيار مجرما ولكن ادخال الدين فى السياسة جعل الحياة مليئة بالفوضى قال تعالى «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها».

وتابع أن ما يحصل ما هو الا شىء ممقوت ومرفوض ويتسبب فى قطع  الاوصال هذا من ناحية داعيا الاخوان إلى إذا دخلوا المساجد ان يحترموا هذه الاماكن ولا يسببوا بلبلة سياسية او فكرية.

فيما  أكد الشيخ اشرف الفيل الداعية الإسلامى ان القاعدة الفقهية تقول: أنه لا يجوز دخول المساجد للحائض ولا النفساء  مشيرا إلى أنه إذا كان للاخوان المسلمين حاجة فوق الوصف فمن حقنا منعهم ولكن هذا غير موجود.

واوضح ان مثل هذه الافكار هى بلطجة فكرية، ولا يجوز ان ندخل الأحكام الشرعية فى التعامل مع الإخوان أو غيرهم ممن ينتمون لتيارات سياسية ، مؤكدا أن المساجد لعبادة الله عملا بقوله تعالى «وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا» والحل فى هذا الامر هو عدم ادخال الدين فى الامور السياسية.
ومن جانبه أكد الشيخ قرشى سلامة الداعية السلفى «لا يجوز منع المسلم من دخول المسجد أيا كان انتماؤه واحسب هذه اللافتات المعلقة على المساجد بتحريض على منع الإخوان من دخول المساجد لأداء الفريضة تمت من قبل بعض الجهلة بالدين.

وقال الشيخ قرشى ان تقسيمات المساجد الى سلفية وإخوانية وغيرهما من الجاهلية ومن تقصير الأزهر ومدام مشايخه مكبلين بالقيود سيعيش الاخوان وغيرهم.

وأضاف أن استقلال الازهر وانضمام المساجد له واعطاء الحرية للدعاة بعد تأهيلهم سينهى  كل فكر عقيم يخرب ولا يعمر وقد حان الوقت المناسب للتغيير ولكن حكوماتنا كما هى ولكن لن نشعر بذلك قبل أن تغير القيادات من طريقة تفكيرها.

وأشار الشيخ قرشى إلي انه يجب التصالح مع الجميع من اخطأ فى حق الوطن وغيرها من الاخطاء بشرط رد الحقوق والاخذ بالقصاص من القاتل من قبل الحاكم بعد اقامة الحجة والدليل او عفو ولى الدم.

ومن جانبه أكد الدكتور أنور عكاشة القيادى الجهادى ان الفوضى هى سيدة الموقف الآن  وفى الفوضى ترى وتسمع العجب مثل طلاق الاخوانية ومنعهم من المساجد الخ وبالتالى هذه المضحكات لا نتوقف عندها.

وقال عكاشة إنه لا يجوز منع العاصى من دخول المساجد وفى التاريخ اليهود تحتمى فى بيوت الله فلا يحق لأى حكومة او نظام منع احد من أداء مناسك ديانته.

وأضاف عكاشة ان المصالحة مع من أفسد فى حق الوطن وغيرهم من الحتميات وإلا فالوطن يحترق وكل طرف يتهم الطرف الآخر  بالعدوان على الوطن فهذه تهمة موجهة لكل الأطراف.

وفى سياق متصل قال الشيخ صبرا القاسمى أمين عام الجبهة الوسطية مؤسس التحالف الإسلامى ان منع الآخر من دخول المساجد  مشكلة كبيرة جدا ولا يجوز منع احد المواطنين من ارتياد المساجد لأنها اماكن عبادة و توبة و الرجوع الى الله فلا يجوز حتى منع العصاة او غير المسلمين من دخولها.
وقال القاسمى إن  هذه صورة من صور تعزيز الانقسام والاستقطاب بالمجتمع نعمل كجبهة وسطية على مكافحتها لأنها تمثل صورة من صور الغلو فى التعبير عن الغضب من افعال الاخوان.

وفى نفس السياق قال هشام النجار الباحث فى شئون الحركات الإسلامية  إن من مبادئ الشرع وقيمه الخالدة التى تضبط المجتمعات وتنقذها من الدخول فى مرحلة الفوضى أنه لم يعط حق العقاب والمساءلة الا للدولة والحاكم والقضاء حتى يُترك الأمر للعامة وتشيع الفوضى وتتكون الميليشيات والعصبيات ويسود قانون الغابة، وقضية منع تيار بعينه من مزاولة حقوقه الدينية واقامة شعائره أمر خطير جداً ويفتح الباب واسعاً أمام سلب سلطة الدولة ومؤسساتها الرقابية والقضائية ليقوم بها الأفراد والجماعات ، وهذا باب فتنة كبيرة يجب غلقه سريعاً.

ويرى جمال التهامي، رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، إن المساجد ودور العبادة كلها بيوت الله، لكن أن يضع بعض الأفراد بياناً على أحد المساجد يمنع دخول من يريد أن يتعبد فهو أمر خاطئ وأسلوب يتنافى مع حقوق الإنسان ومبادئ المواطنة..  وأوضح التهامى أن تعليق بيان على أحد المساجد يمنع دخول الإخوان للمسجد هو رد فعل طبيعى لما تنتهجه بعض الجماعات المتطرفة، وممارساتها تجاه الدولة ومؤسساتها وبعض الأطراف، خاصة بعد حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية.