الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وجوه عمر الفيومى وغواية الوجوه فى «آرت لاونج»




فى معرضه الأخير المقام بقاعة أرت لاونج يتناول الفنان عمر الفيومى الشخوص الإنسانية كأبطال للوحاته كما عودنا، تتمحور حولها الأفكار والموضوعات وتدور فى محرابها، تتباين أدوارها، تظهر منفردة تارة، وتظهر تارة أخرى فى شكل جماعات أو تجمعات
على أن الفيومى قدم فى معرضه الأخير رؤية مغايرة للوجوه الآدمية فهى أكثر صلابة وتماسكا خلت من التعبيرات والأحاسيس، يحتل الوجه معظم مقدمة اللوحات متخذا قطوعات فنية راسمة علاقات متغايرة من البناء والتكوين، كما قدم فى معرضه عددا من لوحاته فى شكل مجموعات تتراص إلى جوار بعضها راسمة علاقة تشكيلية، وهو فى معرضه يميل إلى الرسم بخطوط تلقائية مدروسة بأسلوب أقرب إلى الرسوم السريعة «اسكتش» خاصة فى بناء هيكل شخوصه كما ختار لخلفية لوحاته أن تكون مصمتة ومجردة تميل إلى الألوان الهادئة الناعمة.
منذ تخرجه من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة عام 1981 والفيومى عاشق لفن الرسم والتصوير مولع بالألوان محب للتجريب والابتكار، يميل فى أعماله إلى الانفتاح على الحداثة لكن برؤيته وفكره هو، يأخذها إلى مساحات أكثر رصانة وأكثر قربا إلى مرادفات البيئة والمحيط الشعبي، فاتحا الباب على مصراعيه لمخزونه البصرى ورصيده من مشاهدات للفنون المصرية القديمة، فاستوحى من الفن والثقافة القبطية القديمة ملامح وجوه لوحاته متأثرا بمجموعات الأيقونات القبطية خاصة «وجوه الفيوم»، لكنه رسمها أكثر حداثة ومعاصرة بما تحمله من غواية.
نجده خلال مشواره الفنى الطويل مقدما موضوعات عديدة راصدا مجريات الحياة اليومية فى مصر على أن مجموعة رسومه لمجتمع المقاهى بما تحمله من عوالم ومتناقضات ومفارقات كانت أيقونة أعماله، فقدم فى معرضه عددا من لوحاته والتى تحمل مشاهداته ورؤيته الفنية لجلسة القهوة المصرية اختار فيها أن تكون مقدمة اللوحات وسدتها هى مجمل العمل فى حين تظهر خلفيتها كمساحات لونية مجردة، وقد استخدم الفنان فى لوحاته ألوان الأكريلك كخامة راسما على توال أو كرتون فنوع بين درجات الألوان ومقدار سطوعها من خلال مقدار تخفيف الأولان أو من خلال طبقات الألوان المتكررة، التى تقل معطية مشهدا ضبابيا وتزيد مؤكدا بها على مشاهد لوحاته، وتعامل معها بحرية لونية وتلقائية خطية تتوزع متأثرة بضربات فرشاة سريعة وقوية، فى حين نراه قد خرج بحسه اللونى إلى خارج العمل الفنى لتتوزع ألوانه بتلقائية وصولا إلى براويز أعماله ذاتها مما أضفى عليها مقدارا من الثراء البصرى.