الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رينوار .. أيقونة الفن العالمى صانع البهجة




كتب – أحمد سميح
خلال القرنين التاسع عشر والقرن العشرين كان للفنان العالمى أوجست رينوار (25 فبراير 1841 - 1919) دور هام فى تحرير الفن التشكيلى العالمى والأوربى منه من كلاسيكيات القرون الماضية إلى عالم فنى أكثر حداثة وتحررا، فقد جمع فى لوحاته بين المبهج والمشرق من ألوان وبين شاعرية التناول من خلال التغنى بالنماذج البشرية والأزهار مع تمجيد للطفولة، فقد عاش الفنان حتى بلغ الثامنة والسبعين من عمره قضى معظمها فى رحلة فنية دؤوبة من الإبداع

شهد خلالها قمة عصر التحول والتطور الصناعى فما كان منه إلا أن توجه نحو الطبيعة يستلهم منها ويستخلص من مفرداتها معالم الجمال والإبداع، ليشكل إلى جوار الفنان مونيه أحد أهم المدارس الفنية التى تبنت تمجيد الطبيعة والتحرر من قيود الماضى والتى حملت فيما بعد اسم «التأثيرية»، تلك المدرسة الفنية التى انعقدت جموعها فى رحاب مقهى «جيربوا» وشهد حى «مونمارت» وهو ملتقى الفنانين والمفكرين فى باريس انطلاق تلك النهضة الفنية حتى أصبح اسم هذا الحى ملازما تاريخيا بهذه الحركة المتحولة فى تاريخ الإبداع العالمي.
ولعل رينوار كان قد انتهج أسلوبا مختلف عن نظراءه التأثيريين الذين اتجهوا إلى رسم الطبيعة فكان رينوار يرى فى رسم الجسم البشرى وتجسيد الطفولة غاية مراده ومبتغاه، كما كان يرى أن لصناعة البهجة فى العمل الفنى دور كبير خاصة وأنه قد عمر حتى مابعد الحرب العالمية الأولى، شهد خلالها تحولات فنية متتالية أعقبت التأثيرية وسميت «مابعد تأثيرية» وتلتها مدارس أخرى مابين وحشية وتكعيبية وتجريدية وغيرها من المدارس الفنية، وفى تجربة الفنان العالمى رينوار محطات منيرة عديدة حتى أواخر حياته فظل يبدع ويبدع حتى وهو على فراش الموت، فكان يربط أصابعه ويمسك فرشاته بيد مرتعشة حتى يغيب عن وعيه من فرط الإجهاد، وقد زار رينوار متحف اللوفر لأخر مره فى حياته, ليرى لوحاته معروضة جنبً إلى جنب مع لوحات الفنانين الكبار.