الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«آخر الفراعنة» ينتظر «المنصة»





عندما انهمر الرصاص الغادر علي صدر الرئيس أنور السادات صباح 6 أكتوبر 1981 ، اختفي نائبه حسني  مبارك الجالس بجواره أسفل المنصة، فنجا من الموت بأعجوبة ولم يصب سوي بخدش بسيط في يده اليمني أخفاه بلفافة من الشاش الأبيض، وهو ما جعل الشكوك تحوم حول مشاركته «ولو بالتستر علي جريمة الاغتيال»، الأمر الذي أوصل طلعت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل  لأن يقول في جنازة عمه بصوت مسموع: « يقتلوا القتيل ويمشوا في جنازته»، قال ذلك وهو يقف بالقرب من مبارك الذي «أسرها في نفسه»، واتخذ بعدها موقفاً متشددا من طلعت السادات عندما تولي رئاسة الجمهورية، دون بقية عائلة الرئيس الراحل التي كان مبارك يعاملها معاملة خاصة جداً، لدرجة أنه زج بطلعت السادات في السجن الحربي ليقضي فيه سنة كاملة، بتهمة الإساءة للقوات المسلحة.
وكما كان 6 أكتوبر 1981 يوما مشهودا في تاريخ المصريين، لأنه شهد أول جريمة اغتيال سياسي لحاكم مصر، فإن غداً السبت 2 يونيو  سيكون يوما تاريخيا، لأنه سيشهد أول حكم قضائي علي حاكم، الذي استحق بعد ثورة 25 يناير لقب «آخر الفراعنة»، وطبقا لأوراق القضية المتهم فيها مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه وكل من علاء وجمال مبارك ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، يتوقع البعض أن ينجو الرئيس السابق من حكم الإعدام  في تهمة قتل المتظاهرين السلميين في يناير 2011 ، وربما أدانته محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت لكن بعقوبة السجن علي جرائم أخري بخلاف قتل المتظاهرين منها التربح واستغلال النفوذ وإهدار المال العام، فهل ينجو «الفرعون المريض» من إعدام «منصة القضاء»، كما نجا من «منصة العرض العسكري» بجوار السادات؟ احتمال كبير!