الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ولكنه ضحك كالبكاء




بقلم:
ناصر عبد المنعم
 
قبل أيام قليلة، وفى حادثة ليست الأولى من نوعها وداخل السيرك القومى بالعجوزة أثناء حفل صباحى مخصص للأطفال، هاجمت الأسود مدربها ومروضها « مدحت كوتة» بشكل مفاجئ أثار حالة من الذعر فى نفوس جميع الأطفال وذويهم المرافقين لهم وسكان المنطقة المحيطة بالسيرك والعاملين بالسيرك الذين سارعوا لإنقاذ زميلهم،الذى سقط غارقا فى دمائه، بإطلاق أعيرة الخرطوش النارية فى الهواء لإخافة الأسود وإجبارها على الابتعاد حتى تمكنوا من الخروج بزميلهم من داخل الحلبة وسارعوا به إلى المستشفى وقد حل به ما حل من إصابات وجروح .. وفى محاولة لتهدئة الوضع والتقليل من الذعر الذى أصاب الأطفال، تقدم اثنان من مهرجى السيرك لينتزعا الأطفال من رعبهم بتقديم فقراتهم التى تبعث على الضحك،
فعل المهرجان هذا وهما يتحاملان على نفسيهما وينحيان جانباً مشاعر الحزن والمرارة على حال زميلهما وعلى حال كل العاملين بالسيرك الذين يعملون فى ظروف استثنائية، فبينما يحملون البهجة والدهشة والضحكة الصافية النابعة من القلب، لجمهورهم العاشق لفنون السيرك.. ومثلما يروضون حيوانات مفترسة ويقدمون لعبات خطرة قد يدفعون حياتهم ثمنا فى حالة حدوث أى خطأ أو سوء تقدير أو تراخ.. تلك المهنة الإستثنائية تتطلب إجراءات وإحتياطات استثنائية أيضا.. أتصور أن الآوان قد آن لكى لا يمر هذا الحادث مرور الكرام، كما مرت الحوادث المشابهة  قبلاً.. فنحن فى حاجة لطرح قضايا ومشكلات السيرك والعاملين به للنقاش العاجل والتحلى بثقافة المواجهة والتخلى عن السلبية وعادة تزيين الواقع والتشدق بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان .. علينا طرح الأسئلة الاولية.
وفى مقدمتها : هل أصبح مقبولاً أن يكون السيرك فى قلب منطقة سكنية مأهولة بالسكان، ماذا لو نشب، لاقدر الله، حريق بالسيرك وخرجت الحيوانات المفترسة بذعرها لتنجو بنفسها، هل يمكن عندها قياس حجم المخاطر التى يمكن أن يتعرض لها الحى السكنى؟.. وهل تحظى العروض التى يتم تقديمها بخيمة السيرك الحالية بمواصفات ومتطلبات الأمان والسلامة المطلوبة؟ وهل يتمتع فنانون السيرك المعرضون للخطر، فى كل لحظة، بالتأمين اللازم على حياتهم وأثناء أدائهم العمل ؟وهل تتوفر لهم رواتب تضمن لهم حياة كريمة أثناء الخدمة وبعد التقاعد؟ الإجابة على هذه الأسئلة المهمة.
ضرورة ملحة حتى لا يبقى ضحك، من يصنعون البهجة، كالبكاء.