الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محنة الاختيار




بقلم :أحمد محمد جلبى
 
لا يمكن أن ترى كم الاعتراضات التى تدخلت فى الوقت المناسب وغير المناسب على اخيارات رئيس الوزراء إبراهيم محلب إلا وتندهش منذ متى كان للجهات إدارية وسيادية الاعتراض على اسم مطروح لتولى حقيبة وزارية وعلانية أيضا وكأن هذه الجهات من صميم اختصاصها اختيار من سيتولى أمر تسير إداتها، فإذا كان ذلك صحيحا فمتى اكتشفتم تلك الوظيفة واللافت للنظر أن بعض تلك الجهات بررت الاعتراض بأنه لا يجب أن يتولى أمرهم الا واحد  من أبناء الوزارة نفسها بمعنى أن أمه التى أرضعته وزارة الكهرباء وغذته تغذية أرضية وبالكابل والحابل والنابل فإذا كانت هذه أمه فمن أبوه مشهد عبثى يجعل الأمل فى حزم وحسم الأمور الغالقه فى الدولة محل شك والإدارى الناجح بغير سلطة عقاب رادعة وقوية على موظفيه عرضة لتخريب عمله وافشال منهجه واستقواء أصحاب الأغراض والنوايا الشريرة ببعضهم وتكوين التكتل الذى يطيح بالحكومات الواحدة تلو الأخرى، لذلك لا تغتروا بموافقة رئيس الوزراء على استبعاد من ترون استبعاده فدوركم قادم سواء فى الاستغناء عن خدماتكم أو كشف الفساد المالى والإدارى الذى يسبحون فيه فالبقع تفجر حملة الاعتراضات فى أكثر من وزارة وقطاع عمل ليس سببه العقل الجمعى لموظفى الشعب بل قلة نافذة ذات مصالح وعلاقات وهى التى حشدت تلك الأصوات وتكتلت لاستبعاد هذا وذاك من التشكيل الوزارى القادم، يعنى ليس مصلحة عامة وطنية بل مصالح خاصة وفساد مستشرى يطوع مؤسسة الحكم لصالحه، مستغلا حالة الفوضى ولك أن تعرف من وراء ذلك لتتأكد، بأن الطابور الخامس ليس بعافية ولم يؤثر فيه  «الحرب ضد الإرهاب» وتحييد الناشطين الجواسيس من الساحة السياسية، أمام حكومة المهندس محلب تحديداً خمسة ملفات أهمها حالة الشلل والعجز الذى يصاحب الاضراب سواء من الاطباء أو سائقى النقل العام أو.. إلخ الملف الثانى أمنى بلا رادع قوى ومباشر كذلك استهداف مواطنين مصريين فى ليبيا لا ينبغى أن يمر دون عقاب وحماس عندما تحشد أنصارها على حدود غزة مع مصر هى فى الواقع تنضم للمشهد السياسى المصرى وتؤثر عليه أما الأحزاب التى تريد استبعاد وزير الداخلية الحالى فقد جانبهم الصواب فى ذلك نظراً لطبيعة المرحلة التى لا تحتمل تغيير أى من قيادات الأمن الآن وشل عملياتهم وخط المواجهة مستعر بقى أن ملفات الصناعة والتجارة والسياحة مرهونة بأخذ المبادرة الجريئة لحل مشاكلها وليس إرجاء الحل بمسكنات وفريق يعمل بالتنسيق المعقول بينهم قد يصل إلى ابطال حالة التخبط فى إصدار القرارات والأهم هو متابعة التنفيذ بحزم وضغط مع التشديد أن الدولة سوف تعاقب المتكاسل والمتباطئ حتى لا تزداد الحالة سوءًا، نتمنى أن تحقق حكومة المهندس محلب النجاح فى مهامها الصعبة وأن تجد من تعتمد  عليهم بحق ويقدرون تلك المسئولية وآمال المواطنين فى التخلص من تبعات وآثار اضطربات السنوات السابقة، نسأل  الله أن يعينها لتأهيل البلاد للحكم القادم.
باحث - معهد البحوث والدراسات الإفريقية