الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مثقفون: اختيار صابر عرب دليل غياب الحكومة عن الثقافة والمثقفين




كتب- محمد خضير
شكل المهندس إبراهيم محلب الوزارة الثانية بعد ثورة 30 يونيو، وهى الوزارة التى وصفها البعض بالأسرع تشكيلا منذ 30 عاما، وكانت وزارة الثقافة ذات وضع خاص دونا عن باقى الوزارات، حيث تم طرح ثلاثة أسماء خلال ساعات قليلة، حيث تم طرح اسم الدكتور أسامة الغزالى حرب، وتم التراجع سريعا بعد اعتراض المثقفين، ثم ظهر اسم الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، تلاه الفنان محمد صبحى، وقد تفهم المهندس إبراهيم محلب رفض المثقفين لاختيار حرب، الذى عبروا عنه فى بيان رسمي، إلى أن تم الاستقرار على اختيار الدكتور محمد صابر عرب، لتولى الوزارة للمرة الرابعة.

ردود فعل الشارع الثقافى تباينت عقب حلف الدكتور صابر عرب اليمين الدستورية، فقد وجه تيار واسع من المثقفين نقدا لاذعا بسبب هذا الاختيار، بينما رحب البعض الآخر على اعتبار أن المرحلة الحالية لا تحتمل أن يأتى وزير جديد لا يلم بملفات ومشاكل الثقافة.
فى البداية أكد الروائى فؤاد قنديل أن وزارة الثقافة، شاخت بما فيها من بيروقراطية وشللية ومؤامرات مضيفا انه إذا لم يكن الوقت المناسب لم يحن بعد لإلغاء الوزارة، فلا بد من قدوم رجل علمى رصين لا يعترف بأهل الثقة والتربيطات ولا تجمعه صداقة بالمثقفين، ولا يعرف معنى الصداقة، ولكن فقط يعرف الكفاءة والدقة والجدية وطهارة اليد والبعد عن المهرجانات.
قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى إن اختيار أسامة الغزالى حرب، كان موفقًا، ولا أدرى لماذا تم استبعاده مشيرا الى إنه إذا كان المهندس إبراهيم محلب المكلف بتشكيل الحكومة استبعد الدكتور الغزالى حرب بسبب آراء بعض المثقفين المعترضين عليه، فيكون  بذلك مخطئ، لأن هؤلاء المثقفين لا يمثلون جميع مثقفى مصر وخاصة أن مثقفى مصر كثيرون بمختلف اتجاهاتهم، وتياراتهم.
ووصف الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان  عودة عرب انه أصبح مجرد كارت احتياط تستعين به الحكومة بحال الأزمة لا لكى ينقذ الوزارة من مشاكلها بل لكى لا يكلف الحكومة شيئا على المستوى المالى، لأنه لا يضع خطة تطوير تستحق دعماً مالياً وهذا ما لمجلس الوزراء على الوزير وما على الوزير لمجلس الوزراء.. وكفى المجلس والوزير مصر خير الثقافة.
ويرى الدكتور طارق النعمان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة ان بقاء وزير الثقافة السابق الدكتور محمد صابر عرب، ومن يردد أنه الأفضل، فأنا ضد هذا على الإطلاق، ومع احترامنا لكل هذه الآراء، وما أريده الآن جملة مفيدة على سؤال محدد: ما الذى فعله الدكتور محمد صابر عرب، للثقافة المصرية؟ مضيفًا: بل سنجد ما أساء فيه «عرب» للثقافة والقائمة كبيرة.
وقال الدكتور النعمان ان ما أفكر فيه هو أن اختياره بناءً على خلفيته السياسية، وهل سيكون لهذه الخليفة أثر فى أدائه فى الثقافة أم لا؟ مضيفًا، والثقافة فعل سياسى، ومن يقولون برفضهم لتسييس الثقافة لا يفهمون شيئًا فى الثقافة، فهناك فارق بين تحزيب الثقافة وتسييس الثقافة فهى بطبيعتها مسيسة، ومن يقول إنه لا علاقة بالثقافة بالسياسة ليس بمثقف ويجهل ماهية الثقافة.
قال الفنان الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لقد عملت مع الدكتور صابر عرب، وأعتقد أنه الأنسب لتولى وزارة الثقافة فى هذه الفترة.
واشار الدكتور المليجي، لقد عرفت مدى إخلاص عرب وجهده فى كل ما يخص الشئون الثقافية، ومن أهم الأمثلة على ذلك المجهود الكبير، الذى بذله فى فتح المتاحف المتوقفة، والتى وصلت إلى 8 متاحف من 25 متحفا مغلقا، ومنهم متاحف مغلقة منذ 32 عاما قائلا : «لقد عمل الدكتور صابر عرب فى أسوأ فترة فى تاريخ مصر، مليئة بالإضرابات والشتائم والاتهامات ومع ذلك كان نموذجا للمسئول المتفاني.
ويرى الروائى سيد الوكيل ان عودة الدكتور صابر عرب لوزارة الثقافة من جديد، يؤكد أنها حكومة محلب حكومة أيضا مرتعشة، وغير قادرة على تحمل نتيجة قرارها، وأن المثقفين ليسوا من حقهم فرض مرشحهم على حقيبة الثقافة، لأن ذلك يعبر عن الفوضى، وتقطع الطريق على أسماء محترمة، وأن هجومهم على صبحى وغيره من المرشحين كان جزءًا رئيسيًا من الفوضى التى نعيشها.
واشار الوكيل الى أنه فى الوقت الذى تعد الثقافة هى القاطرة التى تقود العالم، لا يحق للحكومة أن تصيبها بالتكلس بالإصرار على عدم التغيير لوزارئها فى الوقت الذى لم تقدم فيه الثقافة أى تغيير ملحوظ خلال الفترة الماضية، وأن ما كان يحدث من قبل فى عهد صابر عرب كان مجرد تسيير للأعمال.
وقال الناقد أحمد عبد الرزاق أبو العلا أن الفساد مستشرٍ فى وزارة الثقافة منذ عهد الوزير الأسبق فاروق حسني، وأن الدكتور محمد صابر عرب قد جاء واستكمل هذا الفساد.
واشار أبو العلا الى اننا انتقلنا إلى شلليه ومحسوبية فى توزيع الجوائز ومنَح التفرغ إلى مناخ انتفاء الشفافية فى قواعد العمل داخل الوزارة، خصوصا فى الهيئة العامة للكتاب، وهو ما بلغ ذروته فى جوائز المعرض فى دورة هذا العام.
ويرى الشاعر محمود قرنى ان اختيار الدكتور صابر عرب وزيرا للثقافة فى حكومة محلب  يعد عودة للمربع صفر من جديد مشيرا إلى أن فشل الحكومة عن إيجاد وزير ثقافة يعبر عن الحالة الثورية، يؤكد أن الدولة أخرجت ملف الثقافة من دائرة اهتماماتها، وأن كل مطالب المثقفين للتغيير ولإزالة الوجوه القديمة قد تم نسفها وتجاهلها.