الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثروت الخرباوى فى حواره مع «روزاليوسف»: السيسى المرشح الأفضل.. وحمدين مناضل وطنى




أجرى الحوار ـ مروة عمارة

على قائمة مؤلفاته يأتى كتاب «سر المعبد».. الذى أثار ضجة عقب صدوره، ليشكل حلقة جديدة من حلقات خلافه مع الجماعة وفضح منهجها، إنه القيادى المنشق عن جماعة الإخوان ثروت الخرباوى، بدأ حياته السياسية عضواً فى حزب الوفد، ثم انضم لجماعة الإخوان، ليصبح أحد قياداتها، أسهم فى النجاحات التى حققتها الجماعة فى نقابة المحامين، ثم اختلف معها عقب حبس مختار نوح الإخوانى البارز فى قضية النقابات المهنية، التى حوكم عدد من الإخوان بمقتضاها أمام المحكمة العسكرية عام 2000، وترتب على هذا الخلاف انفصاله عنها عام 2002.

شهد انفصاله هذا ردود أفعال واسعة النطاق، إذ كتب العديد من المقالات ينتقد فيها المنهج الحركى للجماعة المدرجة على قائمة الجماعات الإرهابية «جماعة الإخوان»، كذلك ألف العديد من الكتب أشهرها «سر المعبد».
يرى «الخرباوي» أن المشير عبد الفتاح السيسى هو الافضل لرئاسة الجمهورية، لتوافر العديد من الصفات به، وأهمها أنه رجل دولة ويتمتع بقدرة على إدارة الأزمات واتخاذ القرار، وذلك على العكس من «حمدين»، الذى وصفه بأنه مناضل شعبى.
أوضح «الخرباوى» فى حواره مع «روزاليوسف» أن «سامى عنان» هو مرشح الإخوان لتفتيت الكتلة التصويتية للمشير، وأن «سليم العوا» الخيار الأفضل للإخوان، مؤكدًا أن رفض «أبوالفتوح» يعود لتأكده من أن الاخوان لن يدعموه خلال الانتخابات الرئاسية.
كما أكد أن التيار السلفى سيدعم «السيسى» إذا لم يكن هناك مرشح إسلامي، مطالبًا بعودة الطيور المهاجرة لوزارة الداخلية، التى هى على دراية بمنظمات الإرهاب، وأن الرئيس القادم عليه أن يخلق مشروعا قوميا للبلاد وموارد جديدة.. وإلى نص الحوار:
■ ما موقفك من ترشح المشير عبد الفتاح السيسى؟
- أتمنى أن يرشح نفسه.. فنحن فى مرحلة تحتاج لرجل بمواصفاته، لعدة أسباب، أهمها أن المرحلة حرجة وأن المشير «السيسى» رجل دولة، عمل طيلة حياته فى مؤسسة عسكرية وتدرج فيها حتى وصل لأعلى المناصب القيادية، وأصبح يعرف كيف تدار الأمور فى الدولة، ولديه خبرة رجل الدولة على العكس من الكثير من الشخصبات التى طرحت نفسها ولا تملك تلك الخبرة، كما أنه على دراية بإدارة دولاب الحكومة المصرية ويتمتع بشعبية كبيرة فى الشارع المصرى ولديه القدرة على إصدار القرارات المهمة.
هذا إضافة إلى كونه رجل مخابرات، فهو يعرف كل ما يدور فى الدولة والمخاطر الداخلية والخارجية التى تواجهها، ولديه قاعدة معلوماتية توفر له إدارة جيدة، وتربى تربية عسكرية ولديه عقلية استراتيجية تدير الأمور بتلك الطريقة، وهو ما يساعده فى رسم الخطط ومتابعتها، ووضع الاستراتيجيات لكل مرحلة، ومن ثم، فهو مهيأ لهذا المنصب، وأصبح له وجود على المستوى الدولى، وكان واضحًا خلال الزيارة الاخيرة لروسيا مدى الترحاب به والتعامل اللائق معه كرئيس مستقبلى لمصر.
■ ولماذا لم تفكر فى ترشيح حمدين صباحى؟
- بالنسبة لى.. أرى أن حمدين صباحى مجاهد وطنى، استطاع أن يقدم نفسه للجماهير المصرية وتفاعل مع قضايا العمال والفلاحين والثوار، ولديه خيال سياسى وعاطفة وطنية قوية، ومع احترامى وحبى الشديد لحمدين، إلا أنه يصلح فقط لكى يكون منافسا جيدا فى المعركة الانتخابية، لكن لو وصل للرئاسة، ستكون هناك مشكلات أكبر من أن يستطيع مواجهتها، لأننا بحاجة لرئيس يحسم المعركة بنسبة كبيرة من الأصوات الانتخابية ومن الجولة الاولى، وإذا نجح سينجح بنسبة ضئيلة وبفارق قليل فى الأصوات الانتخابية، ومن ثم سنظل ندور فى دائرة النصف والنصف الآخر، وهو ما لن يحدث مع «السيسى»، وبالتالى سنتخلص من فكرة الانقسام التى عانت منها البلاد مؤخرًا.
■ هل ترى «سامى عنان» مرشح الإخوان المسلمين كما يشاع؟
- بالفعل.. هو مرشح الإخوان، وللأسف أرى أن سامى عنان ليس رجل المرحلة، ومن ناحية السن أو الموقف الوطنى الحاسم، فهو من سلم البلاد لجماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة، وأعتبره أخفق هو وطنطاوى فى إدارة المرحلة الانتقالية، وكان سببًا رئيسًا فى وصول محمد مرسى لحكم البلاد.
■ وهل يثق الإخوان فيه إذا وصل للسلطة؟
- الإخوان إذا أعطوا له أصواتهم الانتخابية فلن يكون من باب الحب أو الثقة، ولكن من باب «كراهية معاوية»، ومن أجل تفتيت وقسمة الأصوات المؤيدة للمشير عبدالفتاح السيسى.
■ معنى حديثك.. أن الإخوان سيشاركون فى انتخابات الرئاسة.. خلاف تصريحاتهم الإعلامية؟
ـ بالفعل.. سيشارك الإخوان والأحزاب التى تشكل التحالف الوطنى لدعم الشرعية فى الانتخابات، ومن المؤكد أنه سيتم الدفع بمرشح يمثل إسلامى، وربما يكون «سليم العوا».
■ وما تفسيرك لإعلان د. عبد المنعم أبو الفتوح عدم ترشحه؟
- أبوالفتوح يعلم جيدًا أن ترشحه أو عدم ترشحه يتعلق بلعبة الحسابات داخل جماعة الإخوان، وقد تأكد لديه أنه لن يلقى الدعم من قبل الجماعة، وأن شبابها لن يرشحوه وسيقفوا ضده، ولهذا فضل الانسحاب.. وليس عدم ترشحه لأسباب وطنية.
■ هل سيدعم حزب «النور» المشير السيسى حال ترشحه؟
- علينا أن نعلم أن هناك فرقا بين حزب النور والتيار السلفى التابع له، فالحزب جهة سياسية وبالفعل ستقف وراء ترشح المشير السيسى، ومن يملك القدرة على الحشد الجماهيرى هم شيوخ السلفية أمثال الحوينى ويعقوب ومحمد حسان.
■ وهل سيوافق شيوخ السلفية على دعم المشير فى انتخابات الرئاسة؟
- بالنسبة لشيوخ السلفيين.. لو كان هناك تواجد لمرشح إسلامى، سيتولى التيار السلفى دعمه حتى لو كان حزب النور يدعم المشير السيسى، أما إذا كانت المنافسة بين السيسى وحمدين، فسيكون الدعم من نصيب المشير "السيسى".
 ■ مقولة "مرشح الثورة".. هل مازالت "أيقونة" الانتخابات الرئاسية؟
 - "مرشح الثورة" تعتبر مقولة خادعة، لأنه ببساطة الشباب فى مصر فئات عديدة، ومنهم شباب مصر العمال والفلاحين والطلاب، ولا يمكن أن نحتكرها فقط على مؤسسى الحركات والائتلافات، فهم قلة نخبوية، وهم من داعوا أنهم لم يصوتوا خلال الاستفتاء على الدستور.
وللعلم.. هناك فئة من شباب الثورة تؤيد السيسى مثل "تمرد"، ومن ثم فأغلبية الشباب فى مصر يؤيدون ترشح المشير السيسى.
■ ما مصير الإخوان فى حال وصول "السيسى" أم "حمدين" للرئاسة؟
- فى الحالتين مصيرهم غير جيد، لأن مشكلتهم مع الشعب المصرى بأكمله، وليست مع المشير "السيسى" أو "حمدين"، ورفض الشعب لن يتغير بوصول أى مرشح، كما يستحيل أن يصل مرشح إخوانى مرة أخرى لحكم البلاد، فشعبيتهم قد انتهت.
■ وماذا عن الضغوط الدولية فى حال وصول "السيسى" أو "حمدين"؟
- العالم يتعامل بسياسة الأمر الواقع، وسيحصد السيسى التأييد الدولى نتيجة التأييد الداخلى، ولكن لو جاء "حمدين"، فسيحظى بمعارضة قوية من قبل التيارات الاسلامية وسيضعف موقفه على المستوى الدولى.
■ القوى المدنية منقسمة بين حمدين والسيسى.. فهل هذا جيد؟
- من الطبيعى أن تنقسم القوى السياسية والأحزاب، ومن العار أن ينجح السيسى بالتزكية، وترشيح حمدين هو من أعظم الأشياء التى فعلها، فمن العيب ألا يوجد فى مصر شخص قادر على منافسة السيسى فى الانتخابات الرئاسية، ولهذا فلابد من وجود تنوع فى الاختيارات.
■ هل ينتهى العنف بعد وصول رئيس للبلاد؟
- المشكلة الحقيقية أن وزارة الداخلية بحاجة لعودة الطيور المهاجرة التى خرجت من الأجهزة الأمنية الحساسة، التى لديها دراية بجماعات العنف والإرهاب، فعودتها أمر مهم وضرورية، ووزير الداخلية للأسف لم يستطع قيادة المنظومة الأمنية بالشكل الأمثل أو القريب من الكمال، ومن ثم لابد من حكومة جديدة ووزير داخلية جديد لديه قيادة أمنية تستطيع مواجهة جماعات الإرهاب.
 هذا.. بالإضافة لضرورة تدشين مؤسسة متتخصصة تعمل على مواجهة الفكر المتطرف تتضمن أطيافًا من كبار علماء الأزهر والإعلام والتعليم والثقافة، وتكون مهمتها مواجهة الفكر المتطرف، وتنشأ فى ظل وجود رئيس جديد، من الممكن بعدها أن يتم تحجيم الإرهاب بشكل كبير.
■ ما هى الأولويات التى يجب أن تكون لدى الرئيس القادم للبلاد؟ 
- الأمن والاستقرار والأمان، لأنه بغير الأمن لن يكون هناك اقتصاد أو سياحة، ولابد من عودة تطبيق القانون تطبيقا صحيحًا على جميع المواطنين، ولابد من الاهتمام بملف التعليم، لأنه عانى من التدهور خلال عهد مبارك، وهو السبب الرئيسى لجميع المشكلات التى نعانى منها الآن، كذلك لابد أن يبحث الرئيس القادم عن موارد جديدة للاقتصاد، ويسعى لعمل مشروع قومى للبلاد. 
■ وماذا عن مبادرة حسن نافعة؟
- أرى أنها لا تصلح، وأن وراء قيادتها الإخوان الذين يهدفون لمعرفة موقف الشارع المصرى والقيادات من فكرة المصالحة وعودتهم للعمل السياسى مرة أخرى، ولكنهم وجدوا أن مصيرها هو مصير جميع المبادرات التى رفضها الشعب، فلا مجال لعودة الإخوان أو التعاطف معهم مرة أخرى.