الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لعبة الحرب الإلكترونية بين أوباما ونجاد




كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قرر تسريع وتيرة الهجمات الالكترونية على البرنامج النووى الإيرانى رغم تسرب أحد عناصر البرنامج والكشف عنه فى عام 2010 بسبب خطأ فى البرمجة جعله ينتقل عبر الإنترنت إلى العالم، وقد بدأ الخبراء بدراسة الفيروس الذى طوره الأمريكيون والإسرائيليون معا ومنحوه اسم ستاكسينت.
 
 
ورغم الكشف عن هذا الفيروس، فإن أوباما أصر على الاستمرار فى الهجمات بعد أن أبلغه الخبراء أنه ما زال يسبب الدمار للمنشآت النووية الإيرانية،اذ تمكنت الهجمات بعد الكشف عنه فى أسبوع من إصابة ألف جهاز طرد مركزى من أصل 5000، حسب الصحيفة.
 
 
واعتمدت الصحيفة فى تقريرها على الجهود الأمريكية والإسرائيلية لتدمير البرنامج النووى الإيرانى على مقابلات على مدى 18 شهرا مع مسئولين سابقين وحاليين من الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين الذين شاركوا فى برنامج الهجمات، فضلا عن خبراء من الخارج، لذلك لم يسمح أحد منهم بالكشف عن اسمه لأن جزءا كبيرا من البرنامج ما زال سريا.
 
 
ولكن هؤلاء المسئولين قدموا تقييمات مختلفة بشأن مدى نجاح برنامج التخريب فى إبطاء التقدم الإيرانى نحو تطوير القدرة على بناء الأسلحة النووية.
 
بينما أشارت تقييمات من داخل البيت الأبيض إلى أن الجهود أدت إلى تراجع القدرات الإيرانية من 18 شهرا إلى عامين، فإن بعض الخبراء داخل وخارج الحكومة يشككون فى ذلك، وقالوا ان مستويات تخصيب اليورانيوم تعافت بسرعة.
 
وقالت نيويورك تايمز إنها المرة الأولى التى تستخدم فيها أمريكا بشكل متكرر الهجمات الإلكترونية لتدمير بنى تحتية لبلد آخر، وتحقق من خلال نظام شفرى ما لا يمكن إنجازه حتى ذلك الحين إلا عبر القصف أو إرسال عملاء لزرع المتفجرات.
 
 
فى سياق متصل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون امس الاول ان القوى الكبرى ستعرف فى غضون أسابيع ما إذا كانت إيران تعتزم القيام بتحرك ملموس لإظهار ان برنامجها النووى مخصص للأغراض السلمية.
 
 
ومن المقرر أن تعقد القوى الست الكبرى جولة ثالثة من المحادثات مع إيران فى موسكو يومى 18 و19 من يونيو يأمل الغرب أن يقنع خلالها إيران بالرد على تساؤلاته بشأن برنامجها النووى الذى يشتبه الغرب فى انه ستار لتطوير أسلحة نووية.
 
 
وقالت كلينتون «سنواصل دفع الأمور قدما فى محادثات الدول «5+1» لكننا نبحث عن أفعال ملموسة وسوف نعرف فى الاجتماع القادم فى موسكو فى غضون بضعة أسابيع ما إذا كانت إيران مستعدة للقيام بمثل هذه الأعمال».
 
 
فى سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا السبت خلال قمة فى سنغافورة ان الولايات المتحدة ستعيد نشر القسم الاكبر من اسطولها البحرى باتجاه المحيط الهادئ بحلول العام 2020 فى اطار استراتيجية عسكرية جديدة تتمحور حول اسيا، موضحًا أن واشنطن ستنقل غالبية سفنها الحربية الى منطقة آسيا والمحيط الهادى خلال السنوات المقبلة وستحتفظ بست حاملات طائرات فى المنطقة.
واضاف بانيتا ان قرار نشر مزيد من السفن فى المحيط الهادئ بالتوازى مع تعزيز الشراكات العسكرية فى المنطقة يندرج فى سياق جهد «متعمد» يرمى الى تفعيل الدور الأمريكى فى منطقة حيوية لمستقبل الولايات المتحدة.
 
وجاءت تصريحات بانيتا امام مسئولين عن الدفاع فى المنطقة فى الحوار حول الامن فى سنغافورة، وهى قمة ينظمها المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية الذى يتخذ مقرا له فى لندن.
 
وسعى ايضا بانيتا الى تبديد فكرة ان التحول فى التركيز الامريكى الى منطقة اسيا والمحيط الهادى جزء من محاولة امريكية لاحتواء ظهور الصين كقوة عالمية، معترفاً بوجود خلافات بين أكبر اقتصادين فى العالم بشأن سلسلة من القضايا من بينها بحرالصين الجنوبى.
 
وقال بانيتا أمام المؤتمر الأمنى العالمى فى سنغافورة الذى يشارك فيه زعماء سياسيون وقادة عسكريون من 30 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادى «لسنا ساذجين بشأن هذه العلاقة ولا بشأن الصين».
 
 
وأوضح انه «بحلول العام 2020، ستعيد البحرية نشر قواتها من نسبة حوالى 50%-50% حاليا بين المحيط الهادئ والمحيط الاطلسى الى نسبة 60%-40% لصالح المحيط الهادئ، بما يشمل ست حاملات طائرات، اضافة الى اكثرية سفننا وغواصاتنا».
 
وتعد البحرية الأمريكية حاليا حوالى 285 قطعة ينتشر نصفها حاليا فى المحيط الهادئ.
 
من جانبه، دعا رئيس البرلمان العربى على سالم الدقباسى إيران إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وإثارة النعرات الطائفية بهدف زعزعة أمن واستقرار هذه الدول، وذلك فى محاولة منها لتحويل الأنظار عما تتعرض له من ضغوط دولية بسبب برنامجها النووى، وأيضًا عما يعانيه النظام فى إيران من مشاكل داخلية متفاقمة.