الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نيويورك تايمز: آلاف البرديات المصرية نهبت منذ بداية الربيع العربى




كتبت- داليا طه

تناولت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا للكاتب دوجلاس بوين تطرق خلاله إلى قضية نهب الآلاف من البرديات الأثرية المصرية، وعدم الالتزام بالمواثيق والعهود الدولية التى تتناول هذا الإطار، كما تناولت تفشى السلب والنهب فى الدول التى انطلقت فيها ثورات الربيع العربي.
وقال الكاتب إن عالم البرديات بجامعة اكسفورة ديرك أوبينك تلقى اتصالا من أحد هواة جمع المقتنيات الثمينة، مفاده أن بحوزته قطعة من ورق البردى مستخرجة من غطاء مومياء فرعونية، وأخبره أن قطعة البردى تحتوى على كتابات طلب مساعدته فى فك طلاسمها.

وأضاف الكاتب أن عالم البرديات أوبينك حدد ماهية تلك الكتابات بأنها سطور من قصيدتين مجهولتين للشاعرة الإغريقية صافو، وأحدث ذلك الاكتشاف، الذى نشرته الجارديان فى يناير الماضي، جدلا كبيرا، انعكس بتعليقات مختلفة للعديد من الصحف والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار الكاتب إلى أن علماء الآثار والبرديات حذروا كثيرا من انتشار موجة من نهب الآثار فى دول الربيع العربي، كما تساءل حول كيفية الحصول على بردية صافو التى ولدت عام  610 قبل الميلاد على جزيرة ليسبوس الإغريقية، واشتهرت بأبياتها عن الحب.

وأضاف الكاتب إن هذه القضية تثير قضايا قانونية وأخلاقية، فغلاف المومياء التى وجد عليه البردية من مصر، حيث اشتهر المصريون القدماء بتلك الطقوس والممارسات فى عملية الدفن، كما ساهم المناخ المصرى فى حفظ مئات بل آلاف من ورق البردي، لكن معظمها تم تصديرها خارج مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حينما قام علماء بانتزاع أجزاء من نصوص البردى من مدينة أوكسيرينخوس(مدينة قبطية قديمة فى صعيد مصر).
وأضاف الكاتب أن النهب أصبح كارثيا فى مصر خلال الأعوام الأخيرة، من نهب مواقع بما فى ذلك مواقع عسكرية.

ولم تنج المتاحف من موجات النهب، ففى عام 2011 تعرض المتحف المصرى بالتحرير لعملية سلب على أيدى مخربين، وتم إرجاع نصف المسروقات التى بلغت 50 قطعة أثرية، لكن الوضع بات خطرا جدا فى فبراير 2012  لدرجة دفعت المجلس الدولى للمتاحف إلى شن قائمة حمراء عاجلة بالآثار المصرية التى تواجه خطر السرقة، وضمت أوراق بردى ومومياوات وغيرها.

وأشار الكاتب إلى أن مثل هذه المخاوف لا تزال مثارة بشكل حاد فى سوريا والعراق وليبيا، ففى سوريا تعرضت أعمال فسيفساء أثرية وغيرها من الأعمال الفنية للسرقة من مواقع يفترض أنها محمية، ووصف اليونسكو حجم سلب الآثار بأنه يفوق الخيال.