السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإرهاب والتقصير




كتبت: أسماء عبدالفتاح

أصبح الاستيقاظ يومياً على اخبار التفجيرات، ومقتل الجنود والضباط والمدنيين أمراً طبيعياً، الشعب يبكى، وأهل القتلة يكتنفهم الحزن، والحكومة تشجب وتستنكر كل هذا الإرهاب الدموى، إلا أننا نجد متشدقين قضايا حقوق الإنسان يخرجون علينا بمنتهى الاستفزاز يتباكون على التعذيب فى السجون، وعلى الانتهاكات التى يقوم بها ضباط الشرطة والجيش ضد مؤيدى الإخوان متنكرين لإرهابهم وما فعلوه مثلاً فى ضباط كرداسة من تعذيب وحشى، وكأن عيونهم أصابها العمى فلم يصبحوا يرون تلك التفجيرات اليومية والضباط والجنود الذين يسقطون يوميا وهم فى مقر أعمالهم يدافعون عن سلامة وأمن الوطن، ثم تجد بعض الإعلاميين يخرجون علينا بأجنحتهم الملائكية يطالبون الشعب بأن ينسى ما فات وبأن نفتح صفحة جديدة مطالبين بالمصالحة، فى منتهى التناقض المستفز، فكيف تطالب بمصالحة فى حق من أصدر لهم قراراً رسمياً يصنفهم  بجماعة ارهابية، والحقيقة لا أعفى الدولة عن سقوط الضحايا كل يوم من أبناء الجيش والشرطة وكذلك من المدنيين كحادثة الاتوبيس الذى قتل فيه الكوريون مؤخراً، هناك طرق لا بد أن تبحث فيها الدولة لحماية أبنائها غير الشجب والاستنكار والتباكى على أرواح الشهداء، فهناك تقصير واضح لا يمكن إغفاله ودعمنا الكامل للقوات المسلحة والشرطة والحكومة لا يجعلنا ندفن رءوسنا فى الرمال ولا ننتقد الأخطاء، فمثلاً دولة الجزائر الشقيقة مرت بظروف مشابهة لما يحدث فى مصر من إرهاب الاخوان فكانوا يضعون قناصة قبل وبعد أى كمين، حيث فى حالة ضرب الكمين يقوم القناصة بضرب الجناة سواء تقدموا للأمام أو عادوا للخلف، لكن الحقيقة هناك إهمالاً فأنا أستطيع أن أسافر يومياً سواء بالقطار او بالسيارة دون أى تفتيش فهل من الصعب أن يضع أى إرهابى قنبلة على قضبان المترو مثلا فى ظل هذا الإهمال الأمني، هل من الصعب أن يفجر أى إرهابى فى قطار مثلا وليس هناك أى ضوابط أمنية صالحة لحالة طوارئ كالتى نمر بها؟ الحقيقة لا، المشكلة أننا كأبناء الوطن نتحمل ونتكفل إرهاب البعض منا ولكن ما ذنب أجنبى جاء لوطنك كى يستجم أو لأى سبب آخر فلما يعود لأهله قتيلاً.
ما نحيا فيه محاولة هدم دولة فى اقتصادها وسياحتها وبنيتها التحتية وتاريخها أجمع، ولا بد أن تتصدى الدولة بكل قوة لهذا الارهاب الحقير وأن تعمل على تدمير بؤر الإرهاب، وسرعة الحكم على كل شخص له يد فى أى عملية إرهابية حدثت، لأن المماطلة فى الأحكام القضائية والتراخى والتهاون فى الحكم تشجع على الفوضى والإرهاب بشكل أكبر، الحل فى تكثيف الأمن والاستعانة بوسائل فعالة وقوية لمنع الإرهابيين من الوصول لأهدافهم حتى وإن كلف الأمر زرع مخبرين فى كل مكان، فما يحدث فى مصر اكبر من أن يكون انتقاماً من أتباع الإخوان، هناك خطط ممنهجة تندرج تحت استراتيجيات الدول التى هدفها هدم الدولة المصرية بأى طريقة، خاصة أن الاستراتيجية الحديثة للسياسة الأمريكية هى هدم الدول من خلال دعم شخصيات فى الداخل هواهم امريكانى ويتلقون تمويلاً منها، أى من يهدم الدولة أبناء مصر أنفسهم، نحن فى مرحلة خطيرة لابد أن نتصدى جميعاً لهذا الارهاب الغاشم بكل ما أوتينا من قوة وعنف لأن لكل فعل رد فعل لا بد أن يكون مساوياً له فى المقدار ومضاداً له فى الاتجاه.

صحفية وباحثة