الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البيت» و«مونودراما يوم جديد» و«معروف فى بحر الحروف» مسرحيات ممنوعة من السفر




حالة من الاستهتار والعشوائية تدير بها العلاقات الثقافية الخارجية شئون العروض المسرحية حيث قرر المسئولون بالعلاقات فرض وصايتهم وسيطرتهم فى منع العروض من المشاركة بالمهرجانات الدولية، فبالرغم من أن هذه العروض تأتى لها دعوات مباشرة لطلب المشاركة ضمن فعاليات هذه المهرجانات إلا أن المسئولين بالعلاقات الثقافية الخارجية يساهمون بتعمد وتعنت شديد فى تعطيل سفر هذه الأعمال أو منعها و استبدالها بعروض أخرى وبالتالى ذهب أصحاب هذه العروض لتقديم مذكرة لوزير الثقافة محمد صابر عرب شاكين فيها المسئولون بالعلاقات الثقافية.
وكان من أبرز هؤلاء المخرج المسرحى عمرو قابيل والذى قال فى مذكرته للوزير: «أتقدم لسيادتكم بهذه المذكرة للتحقيق فيما حدث معى من ظلم وفساد بين فى قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.. والأمر باختصار هو أننى تلقيت دعوة رسمية للمشاركة فى فعاليات مهرجان «24 ساعة مسرح بالكاف» بالجمهورية التونسية، بأحد العروض التى أخرجتها من خلال فرقتى المستقلة، فتوجهت بطبيعة الحال إلى العلاقات الثقافية الخارجية لدعمى كما هو المتبع، ولكنى فوجئت بتعامل غير مسبوق من التعنت و«التجهم «إن لم يكن» التطفيش» إن جاز التعبير من الموظفة المختصة والتى تدعى مدام / حياة.. وأخبرتنى بشكل مباشر أن عرضى «ماينفعش يسافر المهرجان ده» وعندما سألت عن السبب أخبرتنى أنهم قد رشحوا عرضا آخر من إنتاج البيت الفنى للمسرح لهذا المهرجان ولم يقم المهرجان بالرد عليهم».
ويقول عمرو: يبدو أن هناك مصلحة يجنيها هؤلاء من العروض التى يقومون بترشيحها فبعد أن أرسل لى المهرجان دعوة للمشاركة ضمن فعالياته فوجئت بالعلاقات الثقافية تقوم بترشيح عرض آخر وهو «طقوس الموت والحياة» من إنتاج مسرح الطليعة وتابع للبيت الفنى للمسرح، لكن لأننا فرقة مستقلة تم التعامل معنا باستهتار وتجاهل وفى النهاية يقال أن لجنة المسرح هى من تفصل فى حسم أمر سفر العرض رغم أن هناك قراراً من اللجنة نفسها بأن أى عرض تتم توجيه دعوة إليه بشكل مباشر يسافر دون احتياج لموافقة اللجنة.
ويضيف: الغريب أن عرض «طقوس الموت والحياة» الذى تم ترشيحه من قبل العلاقات الثقافية الخارجية فى الأساس لا يناسب طبيعة المهرجان لأن المهرجان سيقام بمناسبة اليوم العالمى للمسرح وخلال هذا اليوم تقدم عروض مسرحية لمدة 24 ساعة على مدار يومين 26 و27 مارس الجارى، إلى جانب أن إدارة المهرجان بتونس ليست لديها أى فكرة عن هذا العرض خاصة وأن العلاقات الثقافية فى النهاية ليست جهة فنية تقوم بترشيح عروض بل هى مجرد جهة إدارية مسئولة عن تسهيل السفر للعروض لأن أى مهرجان دولى يستضيف الفرق المشاركة فقط والإنتقال والديكور  يكون على الفرقة نفسها وهو ما تسهله العلاقات لنا لكن بالطبع تتدخل فى أشياء ليست من شأنها وتكون النتيجة هى التحكم فى العروض المشاركة واختيارها وهذا بعيدا عن اختصاصها تماما وتسببت فى عمل أزمة وتعطيل لأكثر من عرض مسرحى أخر ويكفى أنهم أضاعوا على مصممة الأزياء والديكور نعمية عجمى فرصة التكريم كأفضل مصممة أزياء بمهرجان فى شرق أسيا بسبب المماطلة فى انهاء اجراءات أوراقها وتوفير تذكرة السفر!!
يقول أيضا سعيد سليمان مخرج عرض «البيت» عن نفس المشكلة: العلاقات الثقافية الخارجية تسببت فى ضياع فرصة مشاركة عرضنا ضمن فعاليات مهرجان «مراءة» وهو أول مهرجان يقام للمرأة فى تونس وكان موعد عرضنا هناك خلال الأيام القادمة لكن بسبب التعطيل وتسويف الأمور ضاعت علينا فرصة السفر لأنهم اشترطوا أن يذهب العرض للجنة المسرح وفى النهاية اكتشفنا أن لجنة المسرح ليس لديها علم بأى شىء ولا أعلم لماذا تم وضع هذا الشرط خاصة وأن المهرجان أرسل دعوة مباشرة للفرقة ووافق مسرح الغد ثم أن عرض «البيت» حصل على جائزة أفضل عرض مسرحى متكامل بالأردن. ويقول: ذهبت بالطبع للعلاقات الثقافية حتى أفهم ماذا حدث فلم أجد رد منطقى والدكتورة كاميليا صبحى لم تجيبنى إجابة شافية كل ما ذكرته أن الموظفين لم يقصروا فى شىء، وفى النهاية لم أصل إلى شىء لأنه ببساطة تتم المحابة لعروض غريبة وتسافر للمهرجانات بسهولة دون أى تعقيدات لذلك توجهت بمذكرة لوزير الثقافة حتى يضع حدا لهذه المهزلة لأننا حرمنا من المشاركة بالمهرجان بلا مبرر أو سبب منطقى والعرض نزل بجدول المهرجان لكننا بالطبع لن نتواجد فى الموعد المحدد.
     واجهت أيضا فرقة الأراجوز المصرى للعرائس التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة نفس الأزمة حيث قال عنها عبد الناصر ربيع مدير الفريق: فرقة الأراجوز المصرى للعرائس هى الفرقة الوحيدة بالهيئة العامة لقصور الثقافة المتخصصة بمسرح العرائس وسبق وحصل عرض الفريق «رحلة ورد» على جائزة أفضل عرض بالثقافة الجماهيرية وتم عرضه من قبل بمهرجانات دولية، ورشح العرض للسفر لمهرجان «بن عروس» فى تونس فى البداية حدث تعطيل لسفر العرض بالعلاقات ثم بعدها تم الإنتهاء من الورق كنوع من الترضية لأننا جاءت لنا دعوة أخرى من مهرجان مسرحى بالمغرب لمشاركة عرض «معروف فى بحر الحروف» وبالطبع تم تعطيل ورق العرض دون إبداء أسباب رغم أن العرض حصل على موافقة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وليس هناك أى مانع من السفر لكننا فوجئنا بجواب أرسلته العلاقات الثقافية الخارجية تخاطب فيه إدراة المهرجان وتطلب منهم أن يضعوا خانة العرض فارغة وهم من سيرشحون لها عرضا للمشاركة بالمهرجان !!
وكذلك قال محمد فوزى المسئول عن كيان ماريونت:
حدثت معى نفس الأزمة عندما عطلوا لى سفر عرض «مهمة رسمية» للمشاركة بمهرجان تايلاند ووقتها فوجئت أنهم أرسلوا جواب المهرجان الذى يطلب العرض لمسرح العرائس وكيان ماريونت فرقة مستقلة ليست لها أى علاقة بمسرح العرائس ثم شكلت لجنة وهمية وغريبة من المسرح لمشاهدة العرض حتى تتم الموافقة عليه وكتبت اللجنة فى النهاية تقرير سييء عن العرض حتى يمنع من السفر لكننى لم أصمت على هذه المهزلة وسافر العرض فى النهاية لكننى اتسأل لصالح من تفعل العلاقات الثقافية هذه الأشياء وإذا كانت المهرجانات ترسل دعوات مباشرة للعروض المسرحية بالإسم فلماذا يتدخل موظفو العلاقات فى ذلك رغم أنهم ليس لهم أى علاقة من قريب أو بعيد بترشيح العروض لأن الجهة الوحيدة التى لها هذا الحق هى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة.
ويقول المخرج المسرحى عصام السيد أحد أعضاء لجنة المسرح:
        اللجنة لديها قرار بالإجماع أن أى عرض مسرحى توجه له دعوة مباشرة من أى مهرجان يسافر فورا دون الرجوع إلى اللجنة لكن اللجنة من حقها أن تحدد سفر عروض فى حالة إذا أرسل المهرجان طلب بترشيح العروض الجيدة للسفر فى هذه الحالة تنعقد لجنة المشاهدة لمشاهدة العروض الموجودة واختيار العروض المناسبة منها.
ويضيف: أما فيما يخص العلاقات الثقافية الخارجية أعتقد أنها أصبحت تشترط موافقة لجنة المسرح لأننا سبق واعترضنا على طريقة العلاقات الثقافية لأنها للأسف كانت ترشح عروضا للسفر دون علمنا وتسبب ذلك فى سفر عروض دون المستوى وحدثت فضائح وكنا نسمع تعليقات سيئة للغاية من المهرجانات حول هذه العروض لذلك اشترطت لجنة المسرح أن تقوم هى بترشيح العروض المشاركة فى أى مهرجان دولى فيما عدا العروض التى تأتى لها دعوة مباشرة من المهرجان اللجنة أجمعت بأحقية هذه الأعمال للسفر مباشرة دون الرجوع لها لأننا لا نحجر على أحد.