السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اليوم الكنيسة تحتفل بمرور 43 عاما على ذكرى البابا كيرلس الـ116




تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد البابا كيرلس السادس البابا الـ116 حيث توفى فى التاسع من مارس من عام 1971 الا انه وعلى الرغم من مرور 43 عاما على وفاته الا ان الكنيسة تحتفل به هذا العام بشكل خاص ومميز
فلقد قام المجمع المقدس بالاعتراف بقدسيته وبالتالى اصبح يذكر فى صلوات المجمع المقدس كما تم بناء اول كنيسة له وتدشينها بصفته قديساً وذلك بدير مارمينا بكينج مريوط ذلك الدير الذى قام ببنائه شخصيا واوصى ان يدفن فيه وبه كل متعلقاته الشخصية وذلك بسبب حبه الشديد لمارمينا العجائبى.

كما قامت قناة مارمرقس القبطية بعمل احتفاليه خاصه وذلك بالمركز الثقافى القبطى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ودعت كل الاقباط الذين يحملون اسم كيرلس او اذا كانوا ولدوا يوم 9 مارس بارسال صور من شهادة الميلاد وسيتم توزيع هدايا تذكارية لهم بمناسبة عيد البابا كيرلس السادس
ولكن من هو البابا كيرلس ؟
ولد باسم عازر يوسف، ببلدة طوخ النصارى بدمنهور فى الجمعة 2 أغسطس سنة 1902، ووالده هو يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها المتفانى فى خدمة أمه الأرثوذكسية حريصًا على حِفظ تراثها.
ابتدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت فكان ينام على حجر الرهبان.. فكان من نصيبهم ولاسيما وأن بلدة طوخ هذه كانت وقفٌ على دير البراموس فى ذلك الوقت ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع فى طقوس الكنيسة.
بعد أن حصل على البكالوريا، عمل فى إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية واسمها «كوك شيبينج» سنة 1921 فكان مثال للأمانة والإخلاص ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.
ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد فى حياة نسكية كاملة.
 انطلاق للبرية
فأوفد البابا معه القس بشارة البرموسى (الأنبا مرقس مطران أبو تيج) فاصطحبه إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا باضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان    تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب والقمص يعقوب الصامت، أولئك الذين كان الدير عامرًا بهم فى ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك. ولم تمض سنة واحدة على مدة الاختبار حتى تمت رسامته راهبًا فى كنيسة السيدة العذراء فى الدير ودعا بالراهب مينا وذلك فى السبت  الموافق 25 فبراير سنة 1928.
 شهادته للحق
   حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الامر أسرع اليه مستنكرًا ما حدث منه، ثم خرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألمهم النفسي، ثم توجه معهم إلى المقر البابوى وعندما استطلع البابا يوأنس البطريرك الأمر أمر بعودتهم إلى ديرهم وأثنى على القديس المتوحد.
   إلا أن استأذن فى أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط، ولكن إذ لم يحصل على الموافقة توجه إلى الجبل المقطم فى مصر القديمة - واستأجر هناك طاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش سنويًا وأقام فيها وذلك فى الثلاثاء 23 يونيو عام 1936.
وفى عام 1944 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بمغاغة، وتتلمذ العديد على يديه فترعرع الدير وازدهر وفى وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة الزورة (التابعة الآن لمركز مغاغة محافظة المنيا).
وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف فى ذلك الوقت رتبة الأيغومانوس (القمصية).
اختياره للباباوية
   كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب. وفى اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأى على تنحى الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس. ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا فى أصوات المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية فى الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس فى ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا «يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين» وكانت هذه هى نتيجة القرعة.
   ودقت أجراس الكنائس ليكون القمص مينا البرموسى البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول.
   وقد سأله وقتئذ أحد الصحفيين عن مشروعاته المستقبلية، فكانت إجابته «لم أتعود أن أقول ماذا سأفعل ولكن كما رأى الشعب بناء كنيسة مارمينا بمصر القديمة وكان البناء يرتفع قليلا قليلا هكذا سيرون مشروعات الكنيسة».
  زيارته إلى إثيوبيا
اهتم بأبنائه من الشعب الإثيوبى عندما لبى دعوة إمبراطورها لزيارة أثيوبيا زيارة رعوية تعمل على تدعيم الصلات التاريخية ليجمع شمل الكرازة وأعطى أذناً صاغية لمطالبهم. كانت لهذه اللفتة أثرها الكبير فى تدعيم الروابط، حيث عالج تلك الأمور بروح الأبوة وروح المحبة والحكمة، فصفت النفوس وأخذت المحبة تسرى من جديد فى عروق الكنيستيين،. وتزايدت من روابط المحبة بين شعبى الكنيستين - وكانت فرحة الشعب الإثيوبى غامرة، فزار خلال رحلته القصيرة كثيراً من الكنائس والأديرة فى معظم المقاطعات.
وكان الشعب يخرج بأسره للقاء باباهم لأول مرة فى تاريخ كنيستهم مستبشرين بمقدمه ملتمسين بركته وكان ذلك فى عام 1960م.
المؤتمر الأرثوذكسى الأول (الرابع المسكونى)سنة 1965م
من المميزات التى تختص بها الكنيسة القبطية عن سائر الكنائس الأرثوذكسية أنها صمدت عشرين قرناً لم تغير أو تحذف شيئاً حريصة على ما تسلمته من الرسل وآباء الكنيسة الأوائل من تعاليم وصلوات وطقوس لهذا أطلقت عليها باقى الطائفة الأرثوذكسية اسم «الكنيسة التقليدية المحافظة». وقد أدت التغييرات التى حدثت فى باقى الكنائس أنها باعدت الأيام بين الكنيسة القبطية وبين باقى الكنائس الأرثوذكسية المتحدة معها فى الإيمان، والتى تسمى «بالكنائس غير الخلقدونية» ولما كانت الحاجة ملحة لضرورة لقاء هذه الكنائس معاً.
وقد قام الأمر جلالة إمبراطور الحبشة هيلاسلاسى بدعوة رؤساء هذه الكنائس إلى انعقاد مجمعاً فى أديس أبابا. ولما كانت إحدى ألقاب باباوات الإسكندرية «قاضى المسكونة» فقد أوكل إلى غبطته رئاسة المؤتمر، وساد المؤتمر جوا من الألفة والمحبة بين أعضائه وانتهوا إلى تثبيت الإيمان الأرثوذكسى كما تسلمناه من الآباء القديسين، وكما أقرته المجامع المسكونية الثلاثة. كما استنكروا وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح التى نادى بها مؤتمر الكنائس الكاثوليكية. ومما قاله قداسته « أنه إذا كانت الكرازة لازمه بين المتطلعين إلى المسيحية فهى إلزام بين المسيحيين أنفسهم لكيلا يكونوا مسيحيين بالاسم، بل متمسكين بمسيحيتهم عن إيمان كامل».
امتداد الكرازة للخارج
تكاثرت الرسائل إلى الدار البطريركية من الدول الأفريقية طالبة من غبطته الإسراع إلى معونتهم لأنه كانت قد حالت حوائل الماضى دون اتصال بمن وضع تلك البذار، ومن غرس نبتتها الأولى وتعهدها بالسقى والنماء، ثم اشتاقت وأخذت تتطلع إلى الكنيسة الأم تلتمس رعايتها، وبالفعل أوفدت الكنيسة تلبية لهذه النداءات المقدسة رهباناً إلى أواسط أفريقيا، كما استقبلت عدداً من أبناء الشعوب الأفريقية (غانا-الكمرون-كينيا-الحبشة-السودان) ليتعلموا من تعاليمها النقية ثم يعودون كارزين فى بلادهم.
 وقد أخلى لهم غبطته المقر الصيفى فى كوتسكا للإقامة فيه، وأجريت مباحثات انتهت بانضمام كنائس أوغندا وكينيا وتنزانيا إلى الكنيسة القبطية. هذا بالإضافة إلى الكنائس التى أقيمت فى ربوع العالم لخدمة أبنائها المصريين المغتربين فى كل من أمريكا وكندا وأستراليا والكويت.
إحداث حدثت خلال فترة حبريته
ظهور العذراء بالزيتون فى 2 أبريل سنة1968م: بدأت أم النور تتجلى بطريقة لم تحدث من قبل فى جميع ظهوراتها فى الزيتون تكراراً أياماً وسنين متواصلة، والشعب صامد طوال الليل يرفع الصلوات والابتهالات تتمة لوصية غبطته الذى كان يعلم دائماً ويعمل «صلوا» فجاءت أم النور بطريقة لم يسبق لها مثيل على مدى الأجيال، وأكدت أهمية تنفيذ هذه الوصية الإلهية،.
رجوع رفات مارمرقس: كذلك مارمرقس الكاروز الذى مر على سرقة جسده ألف سنة بالتمام، أقبل مسرعاً فى نفس العام يقطع آلاف الأميال عبر الجو ليعبر عن فرحته بأمانة خليفته المطلقة. ولعل أعجب ما كان يلحظه أى شخص ويثير انتباهه، أن معظم المشكلات كانت تحل فى عيد هذا الكاروز.
وقد استقبله البابا بأعظم الترحاب، وربما كانت لحظة وصول هذا الرفات المقدس هى أشد المواقف التى تطلبت منه جهداً بالرغم من وهن صحته، لأن الكنيسة لم تشهد يوماً حافلاً كذلك اليوم البهيج. لاسيما فى اللحظة المهيبة لوصول الطائرة التى كانت تحمل رفات الكاروز مناسبات فريدة.
اثنا عشر عاماً غير كاملة ازدهرت كلها باحتفالات روحية قلما يسعد أحد بحضور إحداها. ولكنها تجمعت كلها ضمن تلك الفترة القصيرة التى لرئاسة البابا كيرلس السادس ندرجها تباعاً حسب ترتيبها الزمني:-
 فى عام 1959م: وفى أول عيد للشهيد مارمينا بعد رسامة البابا أقيم بالكنيسة الأثرية بصحراء مريوط سرادق كبير أقيمت فيه صلوات العشية والقداس الإلهي، ثم اتجه البابا إلى الأرض التى اشتراها من هيئة تعمير الصحارى وصلى ووضع حجر أساس دير القديس مارمينا.
فى عام 1961م: أقيم الاحتفال بمناسبة مرور 100 عام على نياحة أبو الإصلاح الأنبا كيرلس الرابع الذى أكمل جهاده عام 1861م.
فى عام 1964م: احتفل بمرور 50 عاماً على نياحة المغبوط الأنبا إبرام أسقف الفيوم عام 1914م حيث قرر غبطته مع المجمع المقدس إدراج اسمه ضمن قديسى المجمع فى القداس الإلهي.
تشييد الكاتدرائية المرقسية الجديدة:وقد تم وضع حجر الأساس يوم 24 يوليو 1965م بحضور رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر، وفى 25 يونية 1968م احتفل رسميا بافتتاح الكاتدرائية بحضور الرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسى إمبراطور إثيوبيا وممثلى مختلف الكنائس، وقد عبر الجميع عن مشاعر الغبطة والبهجة لهذا الحدث.
وفى عام 1967م: طبخ الميرون المقدس للمرة الخامسة والعشرين منذ القرن الأول المسيحى حتى اليوم. وقد أتم ذلك فى الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية فى أبريل 1967م، حيث اشترك فى الصلاة العديد من الآباء الأساقفة والكهنة. ثم أخذت كل أبروشية نصيبها منه وهكذا الأحباش أيضاً.
وفى عام 1968م: كان الاحتفال بمرور 19 قرناً على استشهاد مارمرقس الرسول وكان هذا الاحتفال مشهوداً لأنه كان مزدوجاً فى بهجته، وذلك بسب إرجاع رفات القديس ناظر الإله من البندقية إلى بلدنا بعد مرور 1000 سنة كاملة على سرقته.