السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناع الفن يطالبون بعرض نوح ويعتبرون رفضه عودة للجاهلية




كتب - آية رفعت - سهير عبد الحميد - محمد عباس

فى الوقت الذى تتزايد فيه الحاجة إلى التنوير والتفكير المتفتح فوجئ الكثيرون من مشاهدى السينما ومتابعيها لمنع عرض فيلم «نوح» مما شكل صدمة كبيرة للكثيرين بعد أن استندت الجهات المطالبة بمنع عرضه وهى الأزهر والأوقاف إلى حجة منع تجسيد الأنبياء على الشاشة وهذا يمثل عودة إلى الوراء والتمسك بالتابوهات البالية والتى مر عليها الزمن ففى الوقت الذى ينشغل فيه العالم بأمور قد تغير مسار الكون وتقلب توازناته تعود هذه القضية الجدلية للظهور من جديد فى مصر وذلك بالرغم من عرض اعمال تجسد الأنبياء بشكل أو بآخر من بينها فيلم «حياة وآلام يسوع المسيح» الذى تم عرضه تجاريا فى مصر فى مطلع الخمسينيات وتم انتاجه فى 1935 وشاركت فى دبلجته الفنانة سميحة أيوب وعزيز حلمى فى دور «مريم» أما المسيح جسده الفنان أحمد علام.
هذا بجانب فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون والذى تم عرضه قبل 10 سنوات وهذا يظهر تناقضا غريبا فى المؤسسات المصرية التى تحرم تجسيد الأنبياء وهذا لم يعد مقبولا وموقفها نفسه حيث تسمح بعرض افلام عن المسيح فمن التسامح أن يتم عرض الأعمال التى تتناول هذه الشخصيات المقدرة حتى يستنير الجمهور والجيل الذى هجر القراءة ومازال ولعا بالفن والسينما، استنكر عدد كبير من صناع السينما ومحبيها موقف الاوقاف والأزهر الذى اعترض شيوخه وعلماؤه على عرض فيلم نوح بمجرد طرح «البرومو» الخاص به فى دور العرض السينمائى مما جعل الجهات المعنية بمنح تراخيص عرض الافلام تتراجع عن موقفها وتعلن تأييدها وتبعيتها للأزهر فى الأعمال التى تتعلق بالموضوعات الدينية ومن بينها غرفة صناعة السينما التى أبدت موقفا متخاذلا واعتبر سيد فتحى عضو غرفة صناعة السينما أن عرض هذا الفيلم فى دور العرض المصرية تهمة الغرفة بريئة منها وقال إن برومو الفيلم المنتشر بالستينيات لم يعرض على الغرفة وانه تم تسريبه من أحد مواقع التواصل الاجتماعى حيث أوضح فتحى أن الغرفة تابعة فى هذه القرارات للازهر الشريف وبدا أن الأزهر يرفض ظهور الأنبياء فى الأعمال الفنية فإن غرفة صناعة السينما بالتأكيد تؤيد قرارات الأزهر وعن عرض أعمال فنية أخرى عن الأنبياء مثل مسلسل يوسف الصديق وفيلم «آلام المسيح» فإن الأزهر هو المسئول عن هذا الموضوع ويختص بالأعمال التى تتناول شخصيات دينية.
وفى مفاجأة أكد عبد الستار فتحى المشرف العام على الأفلام الأجنبية بجهاز الرقابة أنه تمت بالفعل مشاهدة الفيلم وأن هناك اتفاقًا تامًا بين الرقباء على اجازة الفيلم لانه جيد جدا على المستوى الفنى ولا يسىء للأنبياء وقضية تجسيد الأنبياء كما أن قضية تجسيد الأنبياء قد حُسمت من قبل بعرض أعمال درامية تتناول تجسيد الأنبياء.
واستكمل، أطالب بإجازة الفيلم بشكل نهائى خاصة أن الأمر الأول والأخير فى يد رئيس الرقابة أحمد عواض.
وكشف فتحى أنه ليس لمشيخة الأزهر أى دخل بموضوع الفيلم ولن يتم عرضه عليها لأن هذا مخالف قانونيا لأن الأزهر لا يشاهد سوى الأعمال المصرية فقط وليس الأجنبية، فالفيلم الأجنبى لا تطبق عليه الشروط المحلية والأمر كله بيد الرقيب عواض.
وعلى الجانب الآخر وجدت هذه التصريحات هجوما شديداً من صناع الفن ونقاده حيث رفض الناقد طارق الشناوى أن قرارات الأزهر وغرفة صناعة السينما بمنع عرض الفيلم من دور العرض موضحا أن الجمهور المصرى لديه وعياً كبيرا بأن الشخصية التى أمامه هى لممثل وليس للنبى «نوح» نفسه واشار إلى انه عندما تم عرض فيلم «آلام المسيح» منذ عشر سنوات لم تثار هذه الضجة ولم يعترض الأزهر على عرض الفيلم كما أننى أرى أن الجمهور يستفيد كثيرا من عرض هذه الأعمال ويتعرفون على الأنبياء واخلاقهم بشكل أكبر والدليل على ذلك نجاح مسلسل «يوسف الصديق».
وعلى الجانب الآخر علق المنتج محمد العدل على منع فيلم «نوح» من العرض قائلا مثل هذه القرارات تعيدنا إلى عصور الجاهلية  فمن المدهش أن تعود للحديث عن حرمة تجسيد الأنبياء والشخصيات الدينية من عدمه ونحن فى عام 2014، معربا عن تساؤلاته لماذا يتم عرض الاعمال التى تتناول المسيح بينما الاعمال التى تتناول محمد صلى الله عليه وسلم ونوح وغيرهما يتم منع عرضها فما هو المعيار فى هذه المنطقة ولماذا يثار هذا الجدل لابد من التعامل مع هذه الاعمال على انها منتج فنى وثقافى وحسب دون التمييزات الأخرى واعربت الناقدة ماجدة خير الله عن استيائها من هذه النوعية من الافلام قائلة اشعر ان هذه الأمور تكون بهدف الضجة المطلقة حيث سمحت الجهات المصرية بعرض افلام تتناول انبياء فى مصر وحققت نجاحات كما تم عرض يوسف الصديق بالرغم من الجدل والهجوم كما انه اصبح من التخلف ان نمنع عرض فيلم لتوقفنا عند تابوهات قديمة وغير مناسبة لعصورنا فالجمهور حاليا لم يعد يتوقف عن قرارات هذه الجهات الرقابية العقيمة بل يتخطاها من خلال الانترنت واليوتيوب الذى حرر الأعمال الفنية من قبضة وتحركات جهات غير واعية وتفوق الجمهور فى وعيه وتحرره وتفتحه منها بكثير لهذا اطالب بعرض الفيلم والحكم وقتها سيكون للجمهور.
السيناريست بشير الديك يرى أن قضية منع الأزهر للأعمال الفنية التى تجسد الأنبياء امر يحتاج لمراجعة خاصة ونحن نعيش فى ظل السموات المفتوحة واذا تم منعه من العرض على شاشة السينما فالفضائيات واليوتيوب موجود وان عدم موافقة الأزهر على عدم عرض هذه الاعمال يزيد من رغبة الجمهور لمشاهدة هذه الافلام التى تثير الجدل وهذا حدث مع اعمال مثل «آلام المسيح» لميل جيبسون الذى قدم عام 2004 وعرضت الفضائيات بعد ذلك ايضا مسلسل «يوسف الصديق» الذى مازال يعرض حتى يومنا هذا ومسلسل «عمر بن الخطاب» ومسلسل «مريم» واضاف الديك انه لا يوجد نص قرآنى يحرم تجسيد الأنبياء فى اعمال فنية وان الاصل فى الأمور الإباحة وليس المنع وان قرار الأزهر جاء حفاظا على مشاعر المجتمع.
وتابع قائلاً: امامنا فترة طويلة حتى نتقبل ظهور الانبياء والصحابة فى الاعمال الفنية وان هذا الأمر يختلف من مجتمع لآخر بدليل ان ايران تجهز لفيلم عن حياة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
من جانبها اصدرت جبهة الابداع المصرى بيانًا عبرت عن غضبها من سبب تحريم مؤسسة الأزهر عرض ومشاهدة فيلم «نوح» ووصفت ذلك بانه تعد على دور الرقابة على المصنفات الفنية وهى الجهة الرسمية الوحيدة المنوط بها الموافقة أو الرفض لأى عمل فنى بجانب أن النبى نوح عليه السلام يخص الديانتين المسيحية واليهودية وكليتهما لاتحرمان ظهور الأنبياء فى الصور أو الأعمال الفنية ونص البيان على التالى: تحريم تجسيد الانبياء والصحابة فى الأعمال الفنية لازال حتى الآن لا يتعدى كونه اجتهادًا من الشيوخ والفقهاء ولا يوجد نص قرآنى أو حديث شريف مثبت بشكل واضح ينهى عن ذلك وان كان اجتهادًا فى التأويل فربما كان على شيوخنا الأجلاء مناقشة هذا الاجتهاد مع المجتمع والمفكرين باعتبار ان باب الاجتهاد مفتوح منذ انقطاع الوحى وانه لا يمكن المنع الفعلى لان الفيلم يتحول الآن لوسيط ينتقل عبر الانترنت ولا يستطيع كائن أن يمنع مواطن من مشاهدته وان وجب الاعتذار على الشيخ الذى طالب بحرق السينمات التى ستعرض الفيلم.
وفى نهاية البيان اعلن اعضاء الجبهة عن استعدادهم لعمل مناظرة فكرية مع أى من شيوخ الازهر اصحاب فكر المنع للمجابهة بالرأى والرأى الآخر.
 
 
 
«نوح»

انتاج شركة باراماونت بيكتشرز بطولة راسل كرو - جينفر كونلى وايما واتون واخراج ارنوفسكى ويجسد الفيلم قصة سيدنا نوح وسفينته الشهيرة - انتاج 2013.
 
 
«الخروج»
 

فيلم بطولة كريستيان بيل واندريا فالما وبين كينجلى واخراج ريدلى سكوت - سيناريو وحوار ستيف زيلين وادم كوبر وبيل كولاج - انتاج فوكس للقرن العشرين 2013 وهو عن قصة سيدنا موسى.
 
 
«الآلهة والملائكة»


يحكى ايضا قصة سيدنا موسى وكان من المقرر أن يخرجه المخرج ستيفن سيبليرج لكنه اعتذر وذهب الفيلم للمخرج الصينى «انج لى» وانتاج وارنر بروز.
 
 
«آلام المسيح»

 

انتاج 2004 انتاج واخراج وتأليف ميل جيبسون - مقتبس من الأحداث التى واجهت المسيح من اعتقال ومحاكمة وصلب وهو تجسيد لآخر 12 ساعة من حياة السيد المسيح.