الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غياب الموجه والشيخ السياسى




عاطف لبيب النجمى
 
إن الأحداث فى مصر من 25 يناير 2011 وحتى الآن، تؤكد أن اعتماد النظام السياسى على رجال الإدارة والمال والأعمال وصنع نجوم سياسة من بعض الإعلاميين والصحفيين ليصنع من هؤلاء جميعا ظهيرًا سياسيًا بعد تجريف الحياة السياسية من الكوادر السياسية، لم يحقق الأمان للنظام ولا مطالب الشعب وسقط النظام، وظل هؤلاء على استعداد للعب ذات الدور مع كل نظام جديد، وثبت أن البرلمان الخاضع تكوينه للقبلية والثراء لا يعبر عن إرادة الشعب ولا يحمى ذاته ولا النظام وسقط أيضًا.

وثبت أن الأحزاب المدعومة بمائة ألف جنيه سنويا من الدولة، ومملوكة لأشخاص من صنع النظام قبل 25 يناير، لم تكن أقوى من تنظيم الإخوان ولا تختلف أحزاب ما بعد 25 يناير إلا فى مصدر التمويل، فقد حل مكان الدولة الممول المالك للحزب، وفى المجمل هى أحزاب لا تمثل شرائح الشعب المختلفة، ولا تأثير لها فى الشارع، وما قبل 25 كيانات باعت النظام عند سقوطه وراحت تبحث عن مقعد فى قطار يتحرك فى اتجاه النظام الجديد لعلها تنجح معه فى القيام بدورها كما كان مع النظام السابق فإذا كان الماضى شارك النفاق فى جزء كبير من صناعته، فكيف نضمن أن يكون الصدق صانع المستقبل وأن يتنبه النظام المقبل إلى خطورة ما سبق، وفى هذا الاطار نهدى للنظام المقبل مقترحنا بضرورة وضع نظام يضمن به رجال لا تناضل فى فنادق الخمسة نجوم، ولا تكتب بأجر أو سياسى خريج مدرسة السمع والطاعة.

إنا لندعوه لتأسيس المعهد الوطنى للشباب، مدرسة وتنظيم سياسى من القرية إلى العاصمة يكون له بمثابة الظهير السياسى لا يتبع الأحزاب أو الأشخاص.. يتولى تخريج كوادر سياسية واعية قادرة على المواجهة الفكرية، والتغيير، منحازة لحركة الشعب ومؤسساته الوطنية وعلى رأسها قواته المسلحة.
مدرسة وتنظيم سياسى يعمل على تزويد الشباب بالرؤية الفكرية والمهارات القيادية، وانضاج شخصياتهم بما يسمح لهم باكتشاف قدراتهم والاستفادة منها فى مسئولياتهم الجديدة، ويعمل على المزاوجة بين التكوين الفكرى والتزويد بالمهارات القيادية والاختبار الميدانى من خلال الأنشطة السياسية والجماهيرية فى المجتمع الشاب الدارس، قادر على المناقشة الحرة، وليس التلقينى واستخدام المنهج العلمى للبحث والدراسة دارسا وبعمق للمجتمع المصرى وقضاياه ومشاكله الأساسية.

ويتعلم ضبط المفاهيم للمصطلحات السياسية للتعريف بالديمقراطية المباشرة وشبة المباشرة والبرلمانية والتعريف بمهفوم التخلف الاقتصادى ومظاهره ومفهوم التنمية الاقتصادية ومفهوم القومية والقومية العربية وغيرها من القوميات ومفهوم الاستراتيجية والتكتيك والهدف البعيد والأهداف الرئيسية ومفهوم الظاهرة والفرض والنظرية وما الفرق بين الاستعمار القديم والحديث.

ويتعلم الفرق بين أماكن التجمع الجماهيرى والتجمعات الجماهيرية المؤقتة وإعداد خرائط لمواقع الاتصال فى كل تجمع ويتعلم الشاب أن تحديد الأهداف والمهام والوسائل لا يكفى وحده للوصول للهدف بل لا بد من تحديد موقف القوى الاجتماعية من هذه الأهداف والمهام وما هى القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة فى تحقيق الأهداف والمهام وما هى القوى التى تضار مصالحها من تحقيقها، وإذا كان الدارس بالمعهد شباب من سن الثانية عشرة إلى سن الثلاثين فهذا يعنى ان شريحة كبيرة من المجتمع المصرى ستخضع للتثقيف السياسى على يد خبراء فى السياسة وبهذا نتغلب على العيوب والآثار التى جاءت نتيجة غياب الموجه السياسى فى المرحلة السابقة والذى افسح بغيابه المجال للشيخ السياسى وبهذا لا يكون لدينا مجموعة من أصحاب المصلحة والمنافقين وإنما جيل من الصادقين المخلصين للأمة وبالتبعية لكل من يخدم الأمة ملتزما بدستورها وقوانينها كوكيل عنا فى إدارة البلاد.
محام