قفزة المستقبل

أحمد محمد جلبى
 
نحن نعيش فى غرف دون سقف فى سماء مفتوحة بالكامل تنقل عبر الأثير كل تحركاتنا أفرادًا وجماعات، مهمين ومهمشين، الهام لأنه صاحب قرار وبه يتأثر الآخرون والمهمش لانه يسهل توجيهه واستقطابه فيخرج ليضع يده كمواطن له حقوق علي الأرض وبلا فهم أو رؤية وتستفيد الدول الكبرى من تلك الحالة فى تقليب قوى المجتمع على بعضها كما يفعل الطباخ حين يقلب الخضار على النار؟! هناك محطة رصد وتجسس أمريكية فى صحراء النقب وأخرى فى ليبيا الثورية الشقيقة، الأولى تعمل بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، والثانية مع جماعات الإخوان الخوارج فرع التوكيل فى بنغازى وما خفى كان أعمق من الوصول اليه فالولايات المتحدة تتجسس على مكالمات حلفائها الذين يملكون تكنولوجيات مشابهة ومتقدمة ولا يستطيعون مع ذلك مجاراتها كذلك روسيا ثانى أكبر قوة فى العالم مايهم السى اى ايه هو التجسس حتى على الأمور الشخصية وحواديت علان وفلانه بل حتى أطفال الكجيهات فالمحطة مبرمجة بعدد من الجمل والكلمات التى ما إن تقولها حتى تبدأ بأثر رجعى تسجيل المكالمة وتصنيفها وتتبع تحركها إذا كانت متحركة فى خط سير أو ساكنة فى مكان محدود ولا تحدثنى عن انتهاك حرية الأشخاص وكيف يكون الحرص على خصوصيات الأفراد فى العالم المتقدم والنامى وقد بت مقتنعًا بأن تسريبات التسجيلات التى طالت عددًا من النشطاء والمسئولين هى من إنتاج مزارع التجسس الموجودة فى الدول المجاورة فضلاً عن المزروعة على أراضينا ولو ان الشكل الاحترافى كما هو واضح هكذا فإن تزييف الكلام وإضافة الجمل لتشويه صورته أو فضح معاملاته لا تسطعصى على فنييهم ومعاملهم، جيل رابع أو خامس من الحروب يمارس ضدنا، طائرات فى حجم الطيور الجوارح بدون طيار تحلق ماسحة الأرض فى الدلتا والصعيد والصحراء سقط بعضها ولعبت الصدف فى كشفه قبل أن يتمكن المتابع الأرضى العميل من إلتقاطه واخفائه، إلى هذا الحد نكتشف اننا مراقبون، إلى هذا الحد نحن إلى الوراء جيل علمى كامل وقد نظل نلعب دور الضحية لعقد آخر المدهش أن لا أحد يشكو منا حيث تقع الأخطاء والمصائب فى حقنا بكل بجاحه فأسرة مصرية كاملة تقتل فى ليبيا ولا معقب وتصفيات تحدث بلا ملاحقة جنائية وكأن شيكاغو مافيا «أمريكا أوباما» قد افتتحت فروعها فى المنطقة، لدينا سلبيات الكل مشترك فيها ومطالبون الآن بالقوة علي مواجهتها  وذلك بالعمل والإنتاج فمهام  الحكومة عسيرة لتقليل الفجوة وهى أحوج للتعاون معها لتستطيع ايصال المواطن لحياة آمنة وينبغى أخذ تحركها على أنه دائم وليس مؤقتًا ولا مرحلة فنكثف المطالبات ونترك العمل الجاد المفيد، محلب جاء على أساس أنه سيصنع فارقًا ومهامه أصعب من زحزحة الجبال ولا نستبعد أن تتبنى حكومة مصر المستقبلية الخط الاستراتيجى المسئول عن تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات الذى هو محور إعادة تأهيل الدولة الآن، ذلك المقياس سيبين بالقطع مدى تحرك الناس نحو المستقبل فالوضع المهين الحالى مقصود به الشعب ككل وليس حكومة التى هى أداة من أدوات الشعب للحصول على ما يريد لنفسه ومستقبله، هاتوا أياديكم فمعركة البقاء تريدكم جندًا.
باحث