الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الصوت «عورة».. العقل «ناقص».. والعين «مكشوفة»




«عشان أنت بنت، ناقصات عقل ودين، صوت المرأة عورة، لما الرجالة تتكلم الستات تسكت، ضل راجل، دى قاعدة ستات».. وغيرها من الكلمات التى تُردد على مسامع الفتيات والنساء لسنوات لا تحصى، لا تعبأ لها حينًا، وتضع لها «سجنًا» وهميًا حينًا آخر.
«أصلا صوت المرأة عورة» قالها سائق التاكسى بينما تستقله «أميرة مصطفى» وصديقاتها، فى إحدى «الخروجات»، السيارة خاصة بنقل الأفراد «بالنفر» بينما أراد الرجل استغلال حاجتهن بدفع أجرة زائدة، احتدت الفتيات فإذا به يعلق بتلك الكلمات. لم يكن الموقف الأخير الذى واجه الفتاة العشرينية التى تجد أنه يفضل للبنت عند مواجهة مثل تلك الشخصيات أن تصمت، على عكس صديقتها التى لم تحتمل استغلال السائق فانفعلت رافضة ما يقوم به.
على الرغم من التحاق الكثيرات بكليات الحقوق، وخوضهن للمجال السياسى ومشاركتهن بالثورة وفاعلياتها وتأثيرهن بها غير أن البعض لا يزال لا يفضل اللجوء إلى المرأة المحامية، وينتقص من شأنهن استغلالًا للحديث الشريف بمعناه أن المرأة ناقصة عقل ودين.
«محمد أبو ليلة» أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إنه من «السفه»، حسب وصفه، الحكم بالأحاديث على ظاهرها خاصة من قبل غير المتخصصين، فحديث المرأة ناقصة عقل ودين قصد به الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك احكامًا دينية تسقط عنها فترة الحيض والنفاس، كالصلاة والصوم، كذلك الحال بالنسبة لناقصات عقل فـ«عقل المرأة نصف شهادة الرجل»، يعنى بذلك أن هناك جزءًا من التكليف سقط عنها بأمر الله، وليس لأنها ناقصة.. ويوضح أستاذ الدراسات الإسلامية، أن الله سبحانه وتعالى خاطب آدم وحواء بالمثنى، ولم يفضل أحدهما عن الآخر، و«بلقيس» كانت ملكة على قومها، يستشيرونها فى أمورهم ويثقون برأيها فكيف تكون غير مؤهلة للتفكير كما يقولون، مؤكدًا أن «الرجال والنساء خلقهم الله ليكملوا بعضهم البعض».
أما بالنسبة لحكم «صوت المرأة عورة» فقال لا يمكن إطلاقه بشكل عام «الحكم يؤخذ بشكل جدى إذا نجحت المرأة وخرجت عن حد الأدب بصوتها»، أو اتخذته وسيلة للغواية أو ما شابه فيما دون ذلك فليس بعورة، وإلا كان صوت النساء اللائى يأتين للنبى لسؤاله بأمور الدين عورة وصوت المرأة التى ردت على عمر بن الخطاب فى إحدى خطبه بالمسجد.. لو كان عورة، لأمرها بالصمت، ولما قال «أصابت امرأة وأخطأ عمر».
«البجحة أم عين مكشوفة»
نظرات، فكلمات تضيق لها نفس «مريم موريس»، فى المرات النادرة التى تضطر لركوب عربة غير المخصصة للسيدات كعادتها، مظهرها كفتاة شعرها مسدل على وجهها، بات مبررا للناس أن ينظر قبلها شذرًا دون تفكير، إذا تضاحكت مع صديقتها أثناء سيرهما وصل الأمر إلى قول أحدهم «اتلموا» بينما قال آخر أثناء ركوبهما خطأً بعربات الرجال «إيه اللى ركبكوا هنا، جتكوا القرف»، فالفتاة تجد أن الحكم يأتى على التصرفات فى غالب الأمر وليس الشكل، حيث أضحت المعاكسات شيئا «عادياً» تتعرض لها جميع الفتيات بصرف النظر عن هيئتهن.
تعبيرات أخرى بعضها يرتبط شيئًا ما بطبيعة المجتمع الذى تنشأ فيه المرأة، مثل الصعيد رغم التطورات التى طرأت عليه وكذلك البدو فالبعض لا يزال يرفض أن «نكشف» على الغرباء مثل «حسين طلب» الذى يؤمن رغم مستواه التعليمى الجامعى بذلك بدعوى «احنا صعايدة بنغير على الحريم بتوعنا»، فالكلمة الأولى تكون للرجل، بينما تلتزم النساء الصمت.
عشان انتِ بنت
لم تكن إحداهن تعلم أن الاختيارات الدراسية، ستحرض أقوال الذين لا يحتفظون بآرائهم لأنفسهم، جملة «دى شغلانة بتاعة رجالة»، لم تبرح مسامعهن منذ اختارت كل واحدة مهنتها أو تخصصها الدراسي.