الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختبأ بها سليم الأول فى زى درويش ‏قبل جلوسه على عرش مصر




كتبت– هاجر كمال

عهدنا سماع كلمة «التكية» كثيرا فى المسلسلات التاريخية، وكما عبر عنها صانعو الدراما فكانت اهم استخدام لرعاية من لا عائل لهم والذين لا ‏يقدرون على الكسب والعجزة وكبار السن والأرامل ‏من النساء إلى جانب الفقراء والغرباء وعابرى السبيل الذين، لا ‏يجدون لهم مأوى فى البلاد التى يمرون بها.. وايضا استخدمت كمكان للعبادة والذكر.

ترك العصر العثمانى وراءه عددا من المبانى التى حملت طابعه المعماري، وكانت التكايا التى انتشرت فى أراضى السلطنة العثمانية، أحد أبرز هذه الطرز المعمارية، وبقيت قائمة حتى الحرب العالمية الأولى، ثم أهملت وما بقى منها فى تركيا ألغاه مصطفى أتاتورك، الذى قام بتحويلها إلى مؤسسات عامة ومتاحف وطنية.

من أشهر التكايا العثمانية فى مدينة القاهرة «التكية السليمانية»، التى أنشأها الأمير العثمانى سليمان باشا عام 950هـ بمنطقة السروجية، و«التكية الرفاعية» الخاصة بطائفة الرفاعية الصوفية، التى أنشأت عام  1188هـ فى منطقة بولاق، وهناك «التكية المولوية» التى ما زالت مستخدمة حتى الآن ويشغلها مسرح الدراويش.

تقع «تكية المولوية» بشارع السيوفية بحى السيدة زينب الحلمية الجديدة بجوار قصرالأميرطاز، تتبع الطريقة المولوية الصوفية التى بدأت فى تركيافى القرن 13 هـ، وترجع تعاليمها إلى مؤسسها جلال الدين الرومي، واتسعت الطريقة المولوية فى دول العالم الإسلامى بعد الفتح العثمانى لمصر، وتتكون التكية من طابق واحد، تغطيها القباب، بمستويات مختلفة،‏ فأكبرها قبة حجرة الدرس، ثم ‏قباب الخلاوي، ثم قباب الظلة، وتتوسط المسرح من السقف قبة تعتبر من أهم العلامات المميزة للتكية، فهى مقامة على اثنى عشر عمودا خشبيا يحوى كل واحد منها اسما من أسماء الأئمة الاثنى عشر عند الشيعة
المسلمين، وتليها مناطق مستطيلة تضم كتابات تراكمية بحروف عربية، أما باطن القبة فقد زخرف بمناظر طبيعية عبارة عن عمائر وأعلام تركية وزخارف نباتية وعدة رسوم معبرة عن الفلسفة الصوفية التى تقوم عليها الطريقة المولوية، وكذلك هناك دوائر ترمز إلى الأيام الستة التى خلق الله فيها الكون وأخرى ترمز إلى الزمن الإلهى المطلق، إلى جانب الطيور المحلقة فى السماء وهى ترمز إلى تحرر النفوس من المادة وقيودها والانطلاق إلى السماء، كما تضم ملحقات التكية المتحف المولوى الذى يعرض ‏صورا ‏فوتوغرافية ووثائق خاصة بالمولوية.

ويعرض ‏المتحف فى أحد أقسامه كتاب المثنوى ‏لجلال الدين الرومي، ‏مؤسس الطريقة المولوية، الذى أهدته وزارة الثقافة التركية ‏للمتحف، أما زى ‏المولوية الشهير، فيعرض فى خزانة أخرى ‏بالمتحف، وفى داخل التكية مقتنيات هائلة، أبرزها مخطوط كبير لإمام ‏الصوفية الراحل جلال الدين الرومي، ‏ولوحة تحمل صورته.. ‏وكان للرومى أثر عميق فى انتشار طوائف المتصوفين فى ‏مصر، مثل ‏المولوية، والخلوتية، والشاذلية، والقادرية، ‏والرفاعية، وأطلق اسم الدراويش المولوية بشكل ‏عام على ‏دراويش جلال الدين الرومي، الذين هم فى الأصل أتراك.

يذكر أن من بين الوقائع التاريخية، التى شهدتها التكية، أن ‏السلطان ‏العثمانى سليم الأول اختبأ فيها مرتديا زى المولوية، ‏قبل ‏استيلائه على حكم مصر بإطاحته بآخر سلاطين المماليك ‏قنصوه ‏الغورى عام 1517م‎.