«السيمفونية البيضاء» واكتشاف أسرار اليأس والفرح

كتبت- رانيا هلال

تحكى رواية «السيمفونية البيضاء» للكاتبة البرازيلية أدريانا ليسبوا، الصادرة مؤخرا عن دار «العربى للنشر والتوزيع الترجمة العربية» قصة شقيقتين من البرازيل يتقاسمان سراً عائلياً مظلماً من طفولتهما، خلال فترة الديكتاتورية العسكرية فى الستينات والسبعينات، وتعكس الكاتبة عبر الصمت العائلى صدى فظائع الديكتاتورية العسكرية التى استمرت عقدين فى البرازيل.

اعتبرت «ليسبوا» أهم الكتاب البرازيليين المعاصرين بعد صدور روايتها «السيمفونية البيضاء» التى حازت على جائزة «خوسيه سارماجو» للأدب 2003، كما تم اختيارها ضمن أفضل 39 كاتباً لاتينياً معاصراً تحت سن التاسعة والثلاثين عام 2007.

أحد الأفكار الرئيسة فى الرواية هى لوحة الفنان «جيه.ام.ويسلر»: «السيمفونية البيضاء رقم 1: الفتاة البيضاء». وهى الصورة التى يستدعيها توماس عندما يرى ماريا آينس لأول مرة تقف فى النافذة بمنزل عمتها برنيس فى ريو. وكما استخدم ويسلر ارتباطات موسيقية فى لوحاته، كذلك تبنى ليسبوا «السيمفونية البيضاء» بزخارف موسيقية على طول روايتها لقصة الشقيقتين. ومن الجدير بالذكر ان لشبونة حصلت على شهادة فى الموسيقى وعملت كمغنية جاز لفترة فى باريس.

تسمح الكاتبة لشخصيات الرواية الرئيسية بعزف ألحانهم الخاصة بطريقة تذكرنا بتقنية الكاتبة تونى موريسون فى روايتها «جاز».
السيمفونية البيضاء، هى الرواية الثانية لـ ليسبوا والأولى التى تترجم إلى الإنجليزية، وأثنى النقاد على اسلوبها ووصفها وموسيقية كتاباتها. ومن المتوقع أن تحضر الكاتبة إلى القاهرة قريباً للترويج لعملها ومقابلة القراء، كما توجه القارئ لاكتشاف الأسرار الخفية لليأس والفرح، ومعاناة الإنسان من أجل البقاء.