السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العون: «مبارك» كلمة السر فيما فعله الإخوان بمصر




كتب- علاء الدين ظاهر
قال الكاتب والروائي محمد العون أنه انتهي من كتابة رواية جديدة بعنوان"سجن الطاووس"، وكان يتوقع أن دور النشر الكبيرة  ستهتم بها ولكن خاب ظنه واتضح ان الموضوع اصعب مما كان يتخيل، حاورنا العون لنعرف منه حكاية"سجن الطاووس"، وسألناه عن رايه في النشر الأليكتروني وبعد الناس عن القراءة، وأشياء أخري كان أكثرها إثارة أنه يري مبارك المسئول عن ما فعله الإخوان في مصر..إلي الحوار.

■ كيف تري الثقافة "وزارة وحالة عامة" وسط الأحداث التي تمر بها مصر الآن؟
وزارة الثقافة تعتمد على التمويل الحكومى -فهى وزارة غير انتاجية- مثل السياحة والبترول مثلا، لذلك فهى تعانى من مشاكل مالية كثيرة، وأى وزير لها سيجد صعوبة فى التعامل مع هذه المشاكل، فهى أزمة دولة وليست أزمة وزارة بعينها.
أما الثقافة ذاتها فهي طبعا تعيش حالة ركود منذ سنوات، ولا جديد فيها، والوضع الثقافى صعب جدا لأنه مرتبط بوضع مصر عامة، وعندما تهبط الأمة فإن حال الفن والثقافة يتدهور ولا ينتعشان الا مع وجود الاصلاح الجاد والاستقرار وكذلك الرخاء الاقتصادى، فعلى سبيل المثال سعر الكتاب فى مصر أصبح يمثل مشكلة لدى القارئ، وهذا معوق كبير جدا فى انتشار الثقافة، والحل ليس فى تخفيض سعر الكتاب بل فى تقوية عملة البلد واصلاح اقتصادها بحيث يصبح سعر الكتاب متاح للناس، ومتوازن مع دخولهم وأجورهم.

■ الناس أصبحت بعيدة عن القراءة .. هل هذا صحيح؟
طبعا صحيح، الانسان المثقل بهموم الحياة اليومية الذى يعيش فى فقر وفى منطقة سكنية تعانى من سوء الخدمات لا يستطيع أن يجد عقلا يقرأ به.

■ كيف تنظر بعين الأديب والروائي للأثار والتعديات عليها خاصة في شارع المعز؟
هذه أحد مأسى مصر الآن ونتاج طبيعى لحالة الفوضى والتسيب الأمنى، أما شارع المعز فقد كنت فى زيارة له منذ شهرين تقريبا وهو بحالة جيدة بالنسبة لما يحدث لباقى المناطق الأثرية فى القاهرة ومصر عموما، وضع الأهرامات مثلا الآن يمثل مأساة مهولة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، حيث وصل الحال إلي أن زيارة الأهرامات أصبحت غير آمنة للسياح وللمصريين أنفسهم بسبب وجود البلطجية والمتشردين.

 ■ من المتسبب في الإرهاب الموجود حاليا في الشارع المصري؟
هناك عوامل كثيرة ومتداخلة اسهمت فى وجود الارهاب فى مصر الآن، مخططات معدة ووجود كيانات داخلية معادية وتعمل علنا ضد مصلحة الوطن، بالاضافة لتردى أوضاع الشبان فى الفقر والبطالة وهم الوقود الذى يتم استغلاله والسيطرة علية ثم توجيهه لضرب الوطن، مستغلين حالة الجهل والفقر، والإخوان ومناصريهم مشاركون بالطبع أو منفذون على أرض الواقع لكنهم ليسوا المتسببين فى هذا العنف!!

■ هذا الأمر يحتاج لتوضيح .. كيف؟
هم ينفذون على الارض لكن نظام حسنى مبارك هو الذى هيأ لهم هذه الارض بالتقاعس وعدم الوعى والاستهتار، وأنا أعتبر حسنى مبارك هو المسئول الأول عما يجرى فى مصر الآن من ارهاب وتسيب وغياب القانون وتراجع دور الدولة، لأنه أسس للفساد وقاد مصر للفقر بضعف رؤيته وقصور تفكيره - انا اعتبره من أسوأ الذين حكموا مصر عبر تاريخها - ومن سوء حظنا أننا شهدنا فترة حكمه وعشناها، ورأينا على مدى السنوات كيف انهارت القيم وانتشر القبح فى كل مكان وتدهورت احوال مصر على يديه شهدنا هذا بأنفسنا ونحن نتحسر دون أن يكون باستطاعتنا فعل شىء، ومازال هذا الوضع ساريا حتى الآن، دولة القمع والغباء والجهل مازالت قائمة وتسود قيم القاع بما فيها من سوقية وانحلال وخلل فى الفهم كل المجتمع.

■ كيف تري مصر وما حدث فيها من 30 يونيو حتي الآن؟
بشكل عام الثورات الكبرى مثل ثورة يناير تحتاج من خمس الى سبع سنوات حتى تستقر الأوضاع بعدها، ونحن الان فى منتصف هذه الفترة.

■ الناس يرون أن المثقفين يستخدمون لغة بعيدة عنهم ويعيشون في برج عاجي..ما رأيك؟
لم يعد أحد فى مصر يعيش فى برج عاجي، الجميع مطحون فى هموم الحياة ومشاكلها، ولا توجد فى مصر ابراج عاجية الان، والقليل جدا منهم وأغلبهم من الأكاديميين حيث لم يعد المثقف الان كما قدمته السينما المصرية ايام يوسف وهبى الذى يرتدى الروب على القميص والبنطلون وهو فى البيت، المثقف الان يتشعبط فى الأتوبيس ويعانى زحام المترو ويسكن فى الاحياء الفقيرة ويفهم لغتها، لأنه لا يكسب ما يكفيه ليعيش حياة كريمة فضلا عن ان تكون مرفهة.

■ ما الذي أخر خروج رواية "سجن الطاووس" للنور؟
رغم حصولي علي جائزة الدولة التقديرية إلا أنه علي ما يبدو أن الناشرين لا يهتمون إلا بالجوائز العربية الخليجية أكثر بكثير من جوائز الدولة فى مصر، وقد ظللت لأكثر من أربعة أشهر أنتظر ردا من دور النشر التى كلمتها لنشر سجن الطاووس" بلا فائدة، والدور الكبيرة لم تهتم وظلوا يسوفون فى الرد، والدور لم يأت بعد لقراءة روايتى، أما دور النشر الأصغر "دكاكين النشر" طلبوا أن أدفع تكاليف الطباعة.

■ هل الرواية بها أي إسقاطات علي الأحداث التي شهدتها مصر؟
لم اقترب من الاحداث الاخيرة نهائيا، بل تعمدت الابتعاد عن هذه منطقة الثورة وما بعدها، لكن الاحداث تدور فى ذروة حكم مبارك، وبالنسبة لاحداث ثورة يناير اكتفيت بما كتبته عنها فى روايتي السابقة "ليلة التحرير" التى رصدت احداث الـ 18 يوما حتى تنحى مبارك.