الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عمر زهران: «نايل سينما» الأعلى مشاهدة بحب وإخلاص العاملين فيها




حوار - غادة طلعت ومحمد سعيد هاشم
استطاع المخرج عمر زهران أن يغير مفهوم الكثيرين عن منصب رئيس القناة حيث يمكن وصفه بأنه رئيس بدرجة فنان وذلك من خلال النتائج التى أحرزها خلال مدة رئاسته لقناة نايل سينما التى استطاع أن يحقق بها نجاحاً كبيراً قد يظن البعض إنها خارج منظومة التليفزيون المصرى، وبالرغم من ضعف الامكانيات إلا أنها تتميز بأداء ينافس بل يتفوق على القنوات الفضائية المتخصصة التى ينفق عليها ملايين الدولارات، فأصبحت نايل سينما الشاشة الوحيدة التى
تعرض المهرجانات العالمية بشكل حصرى هذا بجانب انفراداته باستضافة النجوم المصريين والعالميين ومن بينهم النجم عمر الشريف الذى قدم برنامجاً عن حياته هذا بجانب نادية الجندى وغيرهما وأصبحت منبراً لعودة المعتزلات والمختفيات من بينهمن سهير رمزى وسهير البابلى هذا بجانب ماجدة التى قاطعت الفضائيات ما عدا نايل سينما وغيرها من الانجازات التى شهدت الأيام الماضية أحدثها حيث تم اختيار نايل سينما أفضل قناة سينمائية وأعلى مشاهدة فى التليفزيون المصرى.

عن هذا كله يتحدث المخرج الفنان عمر زهران فى حوار خاص ينقل خلاله رؤيته للواقع المصرى وتخوفاته وأمنياته:

■ كيف ترى المشهد السياسى الآن فى مصر؟

- مصر فى محنة كبيرة جداً والمحنة الأكبر هى الشعب المصرى نفسه لأنه أصبح فى مفترق طرق، يجب أن نجتمع على قلب رجل واحد من أجل مصر وأن نضع خلافاتنا جانبا فنحن فى مرحلة يجب أن تكون مصر أو لا تكون.. فلا مجال للأهداف الشخصية وعلينا أن نبدأ فى البناء.

■ فى وجهة نظرك هل الخطر هنا، خطر من يتخاذل من المصريين الشرفاء أم خطر المصريين المنتمين للإخوان؟

- هناك فئة موجودة بالفعل لا أستطيع تصديقها، فليس من الذين هدم مصر فلا بد أن يكون هناك حوار وهذا الحوار لا بد أن تكون كلمة مصر فيه هى العليا، نحن فى عنق الزجاجة حاليا حيث بداية تضاؤل الاقتصاد والاستثمار والانتاج، هناك 4 ملايين عاطل وهذا رقم خطير جدا فهذه البطالة يمكن أن  ستغلها لفعل أى شىء لأنهم أولا وأخيراً يبحثون عن المال.. جميع الدول من حولنا فى تقدم مستمر.. فى الدول العربية لا يمر أسبوع إلا وقد وجد إعلان فى الجرائد عن افتتاح مشروع أو استثمار مهم على عكس الوضع الحالى هنا نحن يوميا نقرأ عن مصانع أغلقت ومشروعات أوقف العمل فيها وكل ما يشغلنا هو الصراع الشخصى.

■ وهل تتفق مع من يرى أن الشعب تسرع فى عمل ثورة 30 يونيو؟

- أنا لست بمفكر سياسى ولكننى سوف أرد من منطلق تجربة شخصية، أنا من الناس كنت مع الإخوان فى البداية وكنت مع إعطائهم فرصة، ولكن وزير
■الإعلام الإخوانى هل كان ينتمى بأخلاقياته وتصريحاته للإعلام؟

فهناك سمفونية من الفشل عمت داخل التليفزيون المصرى فكان من الممكن أن تحدث تغييرات وزارية ولكن كان هناك اصرار كبير على وجوده هنا فقد أدركت أن المصلحة الأولى هى إيجاد كوادر إخوانية، كيف تمر مرور الكرام إذاعة مؤتمر فى غاية الأهمية به أسرار دولة على الهواء مباشرة ويتعامل مع الموقف وكأن شيئاً لم يكن كما أن الثورة لا تكون مرتبطة بتوقيت معين، فالشعب أدرك أنه لا بد من النزول للشارع للحفاظ على بلده.

■ وكيف يساعد الشعب الحكومة فى هذه المرحلة؟

- يجب أن ننزع من عقولنا فكرة أن حكومتنا تمتلك عصا سحرية تغير عالمنا فيما بين غمضة عين وانتباهها، يجب علينا مساعدة الحكومة على الإصلاح، يجب علينا وضع خارطة طريق نتفق جميعاً عليها ونسير على خطاها.

■ هل ترى أن هناك أملاً فى أن الشعب المصرى يستجيب للعمل والسعى نحو مستقبل أفضل أم سيظل بسلبياته؟

أنا متشائم من الشعب، عندما أرجع إلى تاريخنا العظيم وأستعيد ما فعله الفراعنة من انجازات وأقارنه بما نفعله نحن الآن أشعر بمرارة وحزن نحن فى أزمة أخلاقية حادة وإن لم نعالجها بأقصى سرعة فلا يوجد أمل وسوف ننحدر بمصر أكثر مما نحن عليه، نحن نسمح بتشويه رموزنا ونطالب فى نفس الوقت بالتقدم
والرقى وهذا ما أكده لى الفنان نور الشريف فى حديث له معى.. كيف نسمح بهذا؟

■ فكرة تشويه الرموز هذه منذ أن كان مبارك رئيساً، أرى أنه دمر جميع الرموز وأن حرب التشويه هذه تفنن بها نظام مبارك ولدى عدة أسئلة:

1 - مبارك ترك سيناء خالية لمدة 30 سنة وهناك من أكدوا أن كل مشاريع سيناء كانت تلقى فى الأدراج ويغلق عليها بالمفاتيح لماذا؟

2 - لا أستطيع أن أصدق أن مصر منذ 30 سنة ليست لديها القدرة على حل مشكلة رغيف العيش؟ وكيف نصل بالتعليم إلى هذه الحالة المتأخرة؟ فالإعلام الحكومى لم يسع خلال الـ30 سنة إلى تثقيف الناس؟ إذا وجدت اجابات على هذه الاسئلة سوف أجاوب على سؤال من هو مبارك؟

■ تهاجم مبارك بالرغم ما أطلق بأنك الطفل المدلل ولمع أسمك فى عصر مبارك وحكومته؟

- لدى رد واحد وهو أننى حتى الآن لم أحصل على درجة مدير عام، فأنا رئيس القناة الوحيد فى التليفزيون المصرى الذى لم يحصل على درجة مدير عام، فهل لو كنت مدللاً كان لازماً على أسامة الشيخ أن يعطينى هذه الدرجة؟ ولكن تلاميذى حصلوا عليها ومن لديه مستند ضدى فليظهره ولكن ماذا أقول فقد اعتدت على هذه الأمور فمجتمعنا دائما يكافئ الناجحين بتشويههم والهجوم عليهم.

■ ماذا يجبرك أن «تعافر» فى ظل هذه الشائعات والهجوم عليك؟

أنا أعشق العمل ومرتبط بالكوادر التى ولدت أمامى وأنا من تبناها وأرى نفسى فى نجاحها، وكانت أكبر مفاجأة لى هى كلمات أسامة الشريف معتذراً لى عن أنه رأى جميع أوراقى ولم يجد بها أى تجاوزات مادية، وعلى عبد الرحمن رئيس القطاع قال لى إنى دءوب فى عملى.. أنا مؤمن بالجدية فى العمل وأكره الخطأ.

■ لماذا تتمسكك بقناة نايل سينما بالرغم من وجود إمكانية لانتقالك لرئاسة قنوات الاخبار أو القنوات الأكثر جدية؟

- أنا أحلم بعودتى للإخراج مرة ثانية، مثلاً «أوبرا» ألم تكن قادرة أن تحول مسارها إلى السينما وكانت تتلقى النجاح؟ ولكنها متمسكة بالبرنامج لارتباطها الشديد به، أنا عندى طموحات كثيرة لنايل سينما لا أستطيع حصرها ولكننى حين أتأكد من استحالة حدوثها سوف أغادر، هذه القناة ليست قائمة على أحد وإنما قائمة بذاتها، فهناك مخرج يدعى مهاب أنا متفائل به وأرى فيه 10 أمثال عمر زهران.

■ ماذا ينقص درية شرف الدين؟

- الذى ينقصها هو الذى ينقص الفريق السيسى وهو ما ينقص الفريق السيسى اليوم، السبب هو (الناس) وبمعنى آخر الكوادر والمخلصين.

■ ألم تحلم بوزارة الإعلام؟

لا يوجد عاقل اليوم يحلم بشىء كهذا، نحن فى أزمة كبيرة فالمتربصون بنا بالأمس سرا أصبحوا الآن متربصين بنا اليوم علنا.

■ وفيما تخص قناة نايل سينما ما سر تمسكك بالعمل فيها بالرغم معاناتك مع الروتين فى ظل العروض التى تتلقاها من الفضائيات؟

- اعتبر نايل سينما ابنتى وحلمى الذى حققته بيدى وبنيت فيه الكوادر وكل واحد فى هذه القناة يحبها مثل عمر زهران لدرجة أن المخرجين الشباب وجدتهم يسافرون للمهرجانات الدولية ويقومون بالتصوير على نفقاتهم الخاصة لانهم تعودوا أن تكون قناتهم فى المقدمة وهى شاشة المهرجانات الاولى فبرغم الأزمات والمشاكل المادية الا إن الاخلاص والحب هو سر بقائى أنا وأبنائى فى هذه القناة.

■ وكيف وجدت اختيار نايل سينما الأفضل والأعلى مشاهدة فى مهرجان الأفلام العربى الذى أقيم مؤخرًا؟

- الحمد لله هو توفيق من عند الله لأننى أعرف جيداً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا فالنجاح الذى حققته فى هذه القناة ليس فرديًا بل بجهود كل من ينتمى لهذه القناة التى نعمل فيها بالحب وبالشكل لاحترافى ولا ننظر للمحيطين بنا وكيف يسعون لمكاسب شخصية ولهذا تكون النتيجة دائمًا لصالحنا بالرغم من المنافسة.

■ ما الجديد الذى تقوم بتجهيزه لنايل سينما؟

- هناك الكثير من المشاريع التى سوف تسعد جمهور نايل سينما فهناك اتجاه للتصوير بكل الأشكال كما أن هناك عدة اتفاقيات اوشكت على الانتهاء منها وأنهيت بعضها بعرض عدد من الأفلام المهمة والتى افتح فيها أسواقاً جديدة وثقافات للجمهور ولا تقتصر على سينما هوليوود فهناك أشكال جديدة من السينما من فيها السينما الإيرانية والتسجيلية وغيرها من الأفلام المختلفة.

■ ولكن الم تخشى من الهجوم عليك من عرض أفلام إيرانية يتهمها البعض بنشر التشيع؟

هناك لجنة متخصصة وسوف نختار الأفلام بعناية تجعلنا نحقق المكسب الفنى الذى يرتقى بثقافة ووجدان الجمهور مع الحفاظ على هويتنا وثقافتنا

■ وفى رأيك كيف يتم حل أزمات التليفزيون؟

- هناك الكثير من الأفكار التى تحتاج الى من ينفذها ولكن بشرط أن يكون كل شخص حريصاً من قلبه على تحقيق مصلحة البلد وهناك الكثير من الكنوز داخل التليفزيون وعلى سبيل المثال قنوات التعليم هذه من الممكن أن تدخل المليارات وتحل أزمة التعليم بأن يتم فتحها لمدة 24 ساعة للطلاب وتجلب اعلانات وتستغلها كبديل للدروس الخصوصية، كما أن هناك 45 ألف موظف عامل في التليفزيون بينهم فقط 10آلاف معدين ومخرجين وعاملين  بالشاشة والباقى مجرد إداريين وعمالة زائدة فهذا من الظلم والحل هنا الغاء وزارة الاعلام وتسوية معاشات باقى الموظفين أو تدريبهم أو توزيعهم على الوزارات والمؤسسات الأخرى.