الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطابور الخامس واستهداف شباب مصر




من المهم أن نؤكد أنه ليس بالضرورة أن تكون كل آراء الدولة صائبة.. أحيانًا تكون هناك قرارات هوجاء أو قرارات  عشوائية.. وأيضًا ربما قرارات تنقصها الرؤية السليمة.. ومن المهم أن نقول إن هناك فسادًا تترصده أجهزة الرقابة فى الدولة.. وهناك واسطة مدفوعة الأجر.. وشراء ذمم.. وهناك أيضًا قنابل دخان مفتعلة.. وسحب سوداء.. تسحب تفكير الناس إلى مناطق أخرى للتعمية على كل هذا..
ولا بد أن نعترف أن للدولة أعداء فى الخارج وأيضاً أعداء الداخل.. وهناك الطابور الخامس وهم الفئة الأخطر من قائمة أعداء الدولة.. لأنهم يعملون داخل المنظومة الحكومية.. وعلى الرغم من أنهم يعملون ضمن جهاز الدولة إلا أنهم ضد الدولة بكل أركانها.. ويعملون وفق أجندات مصالحهم وتوجههم الخاص.
وإذا أردنا أن نعرف الطابور الخامس فإن الأعراض التى تظهر عليهم تفضحهم هم ومن يتناولون حبوب الزعامة وأول وأظهر أعراض الطابور الخامس هو التهور.. وإشاعة الأسي.. وزرع اليأس.. ومافيش فايدة.. وخربانة خربانة.. إذا سقط المطر قالوا غضب السماء.. وإذا سقطت صخرة من المقطم قالوا إهمال الحكومة الحالية.. على الرغم من علمهم ويقينهم من أنه ناتج عن إهمال وفساد حكومات سابقة وممتد لسنين عدة ولكن هذه هى طريقتهم لبث التشاؤم وزرع اليأس وإشاعة الإحباط بين الناس.
لا أحد منهم يريد أن يشير إلى أى انجاز تحقق حتى يعطى بادرة أمل فى الحاضر  أو المستقبل.. لقد اتفق أعداء الوطن سواء فى الخارج أو الداخل أو الطابور الخامس على هدف واحد ووحيد.. وهو نشر سحب الكذب السوداء لتحجب الرؤية فلا يرى الناس سوى السواد واليأس من كل شيء.
والسؤال الذى يطرح نفسه ويلح بشدة.. لماذا يفعلون هذا.. والإجابة قلناها مرارًا وتكرارًا فى مناسبات عدة وهى أنهم يعملون على محو الذاكرة الوطنية.. ذاكرة الانتصار.. ذاكرة أن الإنسان المصرى قادر على الفعل وصانع للمعجزات.
يريدون أن ينسى الإنسان المصرى المعجزة التى حققها فى 25 يناير ووقف العالم أجمع منبهرًا غير مصدق هذه الثورة الشعبية الرائعة التى خرجت ضد الديكتاتورية والتزوير والفساد.. لتعلن أن الشعب المصرى يرفض الانكسار والتخلف.. يتطلع إلى التقدم والرخاء..
وعندما شعر المصريون أن ثورتهم تسرق منهم وأن هناك فصيلًا إرهابياً خائناً يريد أن يسرق قوتهم ودولتهم.. ويهدد ويتوعد كل من يفكر فى الثورة عليه.. حيث ظهرت جسارة وجرأة المصري.. فهب مدافعًا عن دولته متحديًا تهديداتهم معلنًا ثورته في 30 يونيو لتنتصر الأمة المصرية من جديد معلنة التحدى لكل كاره أو من تسول له نفسه المساس بالوطن وكرامته.
ومن جديد ينبهر العالم بمصر الوطن والشعب وهذا التلاحم والتوحد العجيب بين الشعب وجيشه وشرطته..
وتتوحد مصر على قلب رجل واحد ويظهر السيسى البطل الشعبى الذى انتظره الوطن والشعب طويلًا ليلتفوا حوله ويصبح أيقونة مصرية خالصة ويعلن منذ هذه اللحظة ميلاد امبراطورية مصر العربية.. أو جمهورية مصر العربية العظمي.. لا فرق اختر ما شئت، ويتكالب الأعداء من كل حدب وصوب خوفًا من الزلزال المصرى القادم ليهز عروش دول تربعت على قمة العالم منفردة.. تخشى مصر الناهضة الفتية.. فتحركت بسرعة غير مخطئة الهدف وأطلقت دخان الحقد والكراهية الأسود الكثيف ليحجب الرؤية ويسرق ذاكرة الانتصار.. فأشعلت الإرهاب فى سيناء.. وساعدت على تهريب السلاح من البوابة الغربية والجنوبية لمصر.. وقتل المصريين فى ليبيا إضافة إلى المظاهرات التى يحركها أعداء الداخل من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية والعنف الفاضح الذى تستخدمه ضد المصريين.
وبمجرد أن عادت الدراسة بعد طول توقف تنفجر مظاهرات الإرهاب الإخوانى فى الجامعات.. متحدية القانون غير عابئة بحرمة دور العلم.. لا هدف لهم سوى الأموال التى تتساقط على أعضاء الإرهابية كالمطر.
التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية يعقد اجتماعات فى الشرق والغرب تحت سمع وبصر وعلى أرض أوروبا القارة العجوز التى ترتجف من مصر الناهضة الفتية.. ورعاية أمريكا التى تنفرد بقمة العالم وتعانى الشيخوخة والزهايمر تجاه انكساراتها وفشلها شرقًا وغربًا ولا تريد لأى دولة أن تشاركها القمة.
هل أدركت الآن لماذا هذه الحرب الشرسة ضد مصر وجيشها؟! وأساليبهم الدنيئة.. فى إلهاء المصريين لإبعادهم عن الهدف الحقيقي.
هل علمت لماذا لا يريدون لمصر الاستقرار؟
منذ أكثر من عشر سنوات قرأت كتاباً عن صراع الحضارات يقول مؤلفه «إن أوروبا العجوز وأمريكا التى بدأت تظهر عليها علامات الشيخوخة تخشى من مصر الفتية لأن أكثر من 70٪ من سكان مصر شباب..  وهى أمة ناهضة قادرة ومؤهلة لأن تحتل قمة العالم.. وكان الحل الذى توصل إليه مفكريهم هو إشعال الفوضى وشغل المصريين بالفتنة وتقسيم الشعب إلى طوائف هذا صعيدى وذاك فلاح وآخر نوبى ورابع بورسعيدى وهذا مسيحى وذاك مسلم.. حتى تخلق حروبًا طاحنة داخل المجتمع.. فتعجز مصر وتتفتت ولاتستطيع تحقيق تقدمها.
الآن هل فهم شباب مصر لماذا يتم استهدافهم .. لأنهم القوة والأمل وعصب التقدم إذا ماتوافرت لهم المنظومة الصحيحة لاستغلال طاقاتهم وتوظيفها فى المكان الصحيح.
وعندما بدأت الظروف تتهيأ  وظهر فى الأفق الزعيم الشعبى الذى التف حوله الوطن.. تم استهداف الشباب فهم المقصودون بهذه الحرب القذرة.
هل حان الوقت لتستفيق الأمة وشبابها من هذه الغفلة وهذا النوم العميق وتتوحد من أجل الهدف لذى أعلنه السيسى بطلها الشعبى امبراطورية مصر العظمي.
هل تستيقظون قبل أن يسرق شبابكم فيكون استيقاظكم هو الموت بعينه.
هذا الوطن لن يقوم له كيان إلا بعقول وسواعد أبنائه لا بد من طريقة مثلى نتعلم بها ألف باء الجدية فما أحوجنا لقراءة تاريخنا المشرف الذى سطعت شمسه على الدنيا.. نريد جدية تجمع الجادين فى بلدى وهم كثر يشقون نهرًا للتقدم فى كل ناحية وقرية.
جدية تحارب التسيب والتساهل والتراخي.. جدية تضع الإنسان المناسب فى المكان المناسب ولا مجال للصدفة أو الخطأ.
جدية مهمة.. العمل فيها بلا صوت عال وبلا ذنب ولا خواطر ولا حسابات..
مازالت وستظل مصر الأمل هى ضوء الشمس فهل هناك من يملك أن يحجب ضوء الشمس.