الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جماعة الإخوان جماعة إرهابية




كتب: محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

أعلنت المملكة رسمياً أنها اعتبرت (جماعة الإخوان المسلمين) ومعها عدد من المنظمات المتأسلمة الأخرى جماعات (إرهابية)، وجرمت الانتماء إليها؛ فانضمت بذلك إلى مصر فى تجريم هذه الجماعة. ولم يسبق فى تاريخ هذه الجماعة أن تم تجريم هذه الحركة من أكبر دولتين عربيتين على الإطلاق، ليصبح بذلك الانتماء إلى هذه الجماعة عملاً مدانا من حيث البدء، يضع المنتمين إليها تحت طائلة القانون. وليس لدى أدنى شك أن هذا سيؤثر على الجماعة تأثيراً عميقاً، ويُقيد قدرتها على (الحركة) واستقطاب الكوادر، ناهيك عن قدرتها على تحويل التمويلات إلى كوادرها الحاليين المنتشرين فى أكثر من 80 دولة عربية وغير عربية. خاصة وأن مثل هذا التصنيف سيشجع دولاً أخرى تعانى من ممارسات الإخوان السياسية على التعامل معهم مثل ما تعاملت معهم السعودية ومصر، كما أن قراراً كهذا القرار سيساهم مساهمة كبيرة فى عزل الجماعة على مستوى العالم لما للمملكة من نفوذ وتأثير فعلى فى المنطقة العربية وكذلك فى العالم على المستوى الدينى والاقتصادي. وقد كانت المملكة ودول الخليج قد آوت عدداً من رموز جماعة الإخوان المسلمين وكوادرها بعد صدامهم مع «عبدالناصر» فى مصر فى نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم، وكذلك بعد صدامهم فى سوريا مع الرئيس السورى السابق «حافظ الأسد» الذى أصدر قانوناً يقضى بإعدام كل من يثبت تورطه بالانتماء لجماعة الإخوان. إضافة إلى أن توقيت هذا التصنيف الذى جاء قُبيل زيارة الرئيس الأمريكى «أوباما» للمملكة يحمل إيماءة هامة ذات وزن ومضمون. وهذا ما أشار إليه وزير خارجية مصر الأسبق السفير «محمد العرابي» الذى قال إن توقيت القرار فى هذا التاريخ: «يحمل رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية التى تدعم هذه الجماعات لتحقيق مصالحها الخاصة فى المنطقة». وما من شك أن سلوك جماعة الإخوان فى مصر، واتخاذها الإرهاب منهجاً تواجه به إقصاءها من حكم مصر، قد أضر بسمعة الجماعة، وأظهرها كحركة تؤمن بالعنف والتغيير بالقوة، ولعل هذه النقطة بالذات كانت بمثابة (القشة) التى قصمت ظهر البعير الإخواني، والمنزلق الذى انزلقت فيه قياداتها وسيكون له بلا أدنى شك انعكاسات خطيرة ليس فقط على الجماعة الأم فى مصر، وإنما على كل التنظيمات الأخرى التى تنتمى لفكر الجماعة إقليمياً وعالمياً، وعلى رأس هذه الحركات (حركة حماس) فى غزة.
وكان الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - وزير الداخلية السعودى الأسبق هو أول من ربط بين جماعة الإخوان المسلمين والإرهاب. وكرر مقولته ذلك فى عدة لقاءات صحفية أجريت حينها مع سموه، لتأتى الأيام وتثبت أن ما استنتجه - رحمه الله - كان صحيحاً ودقيقاً. وقد صرح الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير (مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية) تعليقاً على اعتبار الجماعة فى المملكة منظمة إرهابية بالقول: (السعودية فى الماضى أعطت الإخوان الكثير ودعمتهم، ولكنها جماعة لا تعترف بالجميل وقضمت اليد التى أطعمتها مما جعل السعودية تدرك أنها جماعة لا أمان لها ولابد من القضاء عليها. وتابع»: «السعودية أفاقت من كبوتها والموقف الذى اتخذته الدول العربية والاتحاد الأوروبى دليل على أنهم أصبحوا يعرفون حقيقة الإخوان الآن، وأستطيع أن أجزم أن الولايات المتحدة ستتخذ موقفا مشابها من الإخوان هى الأخرى قريبا جدا».
ولو صحّت توقعات سعد الدين إبراهيم واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً مشابها لموقف المملكة ومصر فهذا يعنى أن الجماعة انتقلت فعلاً كحركة سياسية إلى التاريخ.

نقلاً عن «الجزيرة» السعودية