الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

غدا.. الكنيسة تحتفل بالذكرى الثانية لمعلم الأجيال البابا شنودة الثالث




تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية غدا بالذكرى الثانية لرحيل البابا شنودة الثالث البابا الـ117 وذلك فى احتفالية خاصة له ستقام بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون حيث يرقد فى مزار خاص له يقصده كل محبيه، وكان البابا شنودة الثالث قد رحل عن عالمنا السبت 17 مارس من عام 2012 بعد خدمة دامت نحو 40 عاما
طفولة البابا شنودة:
ولد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل فى الثالث من شهر أغسطس لسنة 1923، بقرية سلام- مركز أبنوب - محافظة أسيوط.
دراسته
التحق بجامعة فؤاد الأول، فى قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليريكية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج فى الكلية الإكليريكية وعمل مدرساً للتاريخ ثم حضر فصولا مسائية فى كلية اللاهوت القبطى وكان تلميذاً وأستاذا فى نفس الكلية فى نفس الوقت.
كان يحب الكتابة خاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير فى مجلة مدارس الأحد وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين فى الكنيسة وكان خادما فى مدارس الأحد.
انخراطه فى العمل الدينى
كان نظير جيد (اسمه الحقيقى) خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا فى منتصف الأربعينيات.
رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) فى يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال إنه وجد فى الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة فى مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات فى الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس فى عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962.
بابويته
وعندما مات البابا كيرلس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة.
فى عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما فى ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وكان يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا فى الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها فى الكنيسة القبطية حيث تمت فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى اندثرت.
فى عهده زادت الايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر. فى عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف؛ بما فى ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة فى القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. فى عهده زادت الايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية.
البابا والسادات
تعتبر حادثة الخانكة أول حادثة طائفية من نوعها فى مصر وبعدها تفجرت حوادث العنف ضد الأقباط حيث أشعل المسلمون النار فى مبنى الجمعية، اتخذ المسيحيون منزلا للاجتماع فأنشأوا الدكاكين حولها وفى قلبها ملعب ثم جاءها مذبح فى ذات يوم ودشنها أحد الأساقفة وتمت الصلاة فقام المسلمون بصدام واعتداء على الأقباط وساروا فى مظاهرات تهدد رجال الأمن وحرقوا المنزل ونهبوا محتوياته.
وفى يوم الأحد التالى 12 نوفمبر 1972 اقبل عدد كبير من القساوسة بالسيارات ومعهم (400 مواطن قبطى) واتجهوا إلى أطلال الجمعية التى أحرقها المسلمون واقاموا شعائر الصلاة فى الخلاء.
وأرسل البابا شنودة عدداً كبيراً من الأساقفة والمطارنة فى الصباح التالى واستقلوا أتوبيساً قاصدين الخانكة وكانوا يريدون أن يقف الأتوبيس على مشارف البلدة ويترجلون إلى مكان الكنيسة ليباشروا الشعائر الدينية وإذا لم يصلوا وقابلهم المسلمون المجرمون فإنهم يبغون الاستشهاد على اسم المسيح. ويتقدمون موكباً ضخماً من القسس صفاً يعد صف إلى ما بقى من مبنى «الكنيسة» ثم يقيمون القداس على أطلاله، وكانت الأوامر أن يواصلوا التقدم مهما كان الأمر حتى إذا أطلق عليهم البوليس نيران بنادقهم ولكن البابا نفى ذلك قائلاً «لم تصدر منى تعليمات بتنظيم أى مسيرات ولكن حقيقة ما حدث أن بعض الكهنة ذهبوا فى اليوم التالى ليروا المبنى المهدم فى سيارات وأتوبيسات، فأنزلتهم الشرطة قبل المكان بمحطة أتوبيس، ولهذا ظهرت شائعة المسيرة، ولو كانت الشرطة سمحت للسيارات بالوصول إلى مقر الحادث لما رآهم أحد ولما ظهرت الشائعة، وأدلى البابا بتصريح حيث قال: «قررت ألا ترانى الشمس آكلا أو شاربا حتى تحل المشكلة» وغضب السادات واتهم البابا بأنه يثير أوضاعا بالغة الخطورة لا سبيل إلى معالجتها وقال السادات لمحمد حسنين هيكل «إن شنودة يريد أن يلوى ذراعى، ولن أسمح له أن يفعل ذلك» ومنذ هذه اللحظة بدأ السادات يشعر ان البابا يقود الاقباط وكأنه زعيم سياسى وليس رجل دين وأعتبر هذه المسيرة غير المسبوقة، تحديا مسيحيا وتمردا علنيا على حكمه.. وكانت كل الموارد والأعصاب مرهونة بالمعركة مع إسرائيل وكان هناك نقد شديد يوجه للرئيس، وفى مؤتمر صحفى عالمى عقده الرئيس السادات فى قريته ميت ابو الكوم فى 9 سبتمبر 1981 علق السادات على هذه المشكلة وقال: بالنسبة للبطريرك فإن مهمة البابا أولاً أنه- قس، ثم المهمة الثانية مسئوليته فى رعاية الكنيسة. وإنى أتوجه لشعبى المسيحي، وأود هنا أن أقول إنهم انتخبوه بناء على قوانين الكنيسة على أنه بابا، والدولة فوراً أصدرت ما تسميه بالقرار الجمهورى لتعزيز هذا الانتخاب، وهو أمر حيوى بالنسبة لأى بابا ليعمل. وان ما حدث هو لا يمكن لأحد أن يكون له أى دخل بالقوانين، ولكن ما ألغيته بالفعل هى النقطة الثانية، التى لدى السلطة أن ألغيها، وهى إعلانه أمام الدولة وأمام العالم بأسره على أنه رئيس الكنيسة. ولهذا فإننى عملت فقط داخل حدود مسئولياتي، ولكن لو طلبت أن أعدل عن فكرتي، فإنى أقول إنه يتعين على الرجل أن يبقى فى ديره كما كان الحال فى الماضي.
وأقول هنا إن كل ما أحدثه من دمار بالنسبة لشعبي، فانه يتعين على شعبى أن يقف إلى جوارى وأن يمنعوا ما حدث وأن يمنعوا إثارة الفتن كما حدث من جانب بعض المسيحيين فى الخارج. ولذا أفضل أن يبقى فى ديره ولن أقبض عليه أبداً. فعليه أن يظل فى ديره، وأن اللجنة التى تم تشكيلها قد عينت طبقاً للنظام الدينى وقوانين الكنيسة وليست تخرج عن قوانين الكنيسة.