الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.عايدة عبد الكريم: «المرأة» ملهمة الجميع والتجريب حتما يأتى بالإبداع




حوار - سوزى شكرى


فى احتفالية يوم المرأة العالمى بدار الأوبرا أقيم معرض للفن تحت عنوان «المرأة والإبداع» بمختلف مجالاته النحت والتصوير والخزف والرسم، شارك فى المعرض نحو 124 فنانا وفنانة من مختلف الأجيال والاتجاهات الفنية، تناول المعرض إبداعات المرأة المصرية عبر الأجيال المختلفة، كما تناول علاقة المرأة بإبداع الرجال باعتبارها من أهم مصادر الإلهام.
حيث قام وزير الثقافة بتكريم الدكتورة عايدة عبد الكريم (77 عاماً) رائدة فن النحت الزجاجى فى مصر والعالم العربي، و»عبد الكريم» فنانة من طراز رفيع، أستاذ النحت المتفرغ بكلية التربية الفنية، هى أول امرأة تخصصت فى فن النحت الزجاجى فى المعهد العالى لمعلمات الفنون الجميلة عام 1947، وهى عاشقة لمصر، تستكمل بأعمالها مسيرة زوجها الفنان الراحل» زكريا الخنانى» فى انتشار فن الزجاج، تحملت مسؤولية نشر هذا الفن الجديد القديم وتعليم الشباب تقنية العجائن المصرية، بحسب قولها»إنها تقنية مصرية فرعونية وأعاد الخنانى اكتشافها»، وتدعو الجميع لزيارة متحف «زكريا الخنانى وعايدة عبد الكريم» التى أقامته بالهرم لتخليد فن الزجاج والذى أهدته لوزارة الثقافة ليتوافد عليه الرواد من المصرين ومن الأجانب ضمن رحلاتهم السياحية للأهرامات وسقارة.. عن تكريمها فى يوم المرأة العالمى وغيره من الموضوعات كان لنا معها هذا الحوار.. فإلى نصه.
■ ما هو شعورك بالتكريم فى يوم المرأة العالمى؟
- تكريمى فى هذا اليوم أسعدنى جدا، فهو شعور مختلف عن تكريمى فى يوم آخر، المعرض الفنى المقام تحت عنوان «المرأة والإبداع» عنوان يحمل معانى كثيرة بأن المرأة خلاقة ومبدعة، أشكر دار الأوبرا المصرية على الاحتفال بالمرأة فكل امرأة من حقها التكريم كل يوم وليس فى يوم واحد من العام، مخطئ من يتعامل مع المرأة على أن الله كرمها بالانجاب فقط، فقد كرمها الله فى كل شيء وأعطاها قوة تحمل، وجعلها تحمل على أكتافها أجيالا جديدة على قدر المسؤولية فى التاريخ القديم والحديث والمعاصر،المرأة فى العصر الفرعونى حصلت على حقوق لم تحصل عليها امرأة أخرى فى الحضارات السابقة، فكانت تشارك فى الحياة العامة وتخرج بدون غطاء للشعر، وتولت إيزيس الحكم فهى أكثر النساء شهرة فى التاريخ الفرعونى بل إنها أحياناً ترمز إلى مصر نفسها فأثبت وجودها وتواجدها.
■ حدثينا عن المرأة فى أعمالك الخزفية والزجاجية وما رؤيتك لها فنيا؟
- المرأة بطلة أعمالى وبطله أعمال كل الفنانين سواء فى النحت أو التشكيل، فى أحد أعمالى للنحت الزجاجى عبرت عن «المرأة الجبل»، فخورة بشكل شخصى أنى أول امرأة تخصصت فى فن النحت من المعهد العالى للمعلمات الفنون الجميلة عام 1947، وأول سيدة نفذت الخزف بالعجائن المصرية التى أبدعها «الخنانى»، والمرأة عنصر غنى فنياً، فكل التعبيرات التى تريد أن تعبر عنها نجدها فى المرأة، المرأة المكافحة، الفلاحة، الأم، تتحمل مسؤوليات وتصنع انجازات، المرأة هى ركيزة العالم، المرأة هى الحياة، أسعد بكل امرأة تحقق انجازات وتتألق على جميع المستويات، من الزجاج قدمت أعمالا كثيرة منها الأشكال المسطحة والأطباق وحدات إضاءة الأشجار، النبات، المرأة فى حالات كثيرة جدا، التكوينات الحرة، الأشخاص وهم يؤدون حركات مختلفة لها معانى، وأحيانا اترك الزجاج على لونه الطبيعي، لكن أكثر الأشياء التى لا تعجبنى فى المرأة وتحزننى أن أراها «مغلفة» اقصد المرأة المنتقبة، فليس التدين بالشكل، الدين جوهر وعلاقة الإنسان بربه ولا تحتاج إلى إثبات، للبشر أو للعامة، الرب رب قلوب، المهم فى الدين الإنسان بأعماله وحسناته.
■ فى حديثك عشق لمصر.. لماذا تعشقين مصر كل هذا العشق؟
- من الشخصيات التى علمتنى حب مصر هو أستاذى «حامد سعيد» الذى كان يأخذنا ونحن طلبه فى الكلية ونسافر للنوبة و أسوان و الأقصر، كل مكان لنرى قيمة مصر وأرضها، مصر الفرعونية، مصر القبطية، مصر الإسلامية، مصر وحضارات وإبداع الإنسان، إبداعات الرموز والعناصر النقوش الزخرفية، ما فى عشق فى الحياة اغلى من عشق مصر، لو كل إنسان راجع نفسه وعرف دورة الحقيقى ورسالته التى خلق من أجلها سوف «تتعدل» أحوال مصر.
■ ماذا تقصدين بأن يراجع الإنسان نفسه ويعرف دورة الحقيقى ورسالته؟
- للأسف الجميع سواء من يعلم أو لا يعلم مشغول بكل الموضوعات، و سؤال يجب أن يسأله الإنسان لنفسه، ماهو الدور الذى تواجدت فى الحياة من أجله؟ هذا السؤال مهم جدا جدا، ربنا خلق الإنسان مبدع ونشكر الله على هذه النعمة، وعلى كل إنسان أن يبحث عن نفسه ليصل إلى التميز، أنا مثلاً أدركت رسالتى الأساسية فى التعليم، والتعليم عندى ارتبط بما أعطانى الله من موهبة، شعرت كم أنا من الأثرياء بوجود هذا الفن بداخلي، كل فنان لابد أن يدرك انه مميز من الله، وانه مهما حدث فى الحياة فهذا الثراء لا يزول إلا لو قصرت فى الحفاظ على الموهبة، والموهبة لا تسرق، الموهبة مسؤولية لابد أن انقلها إلى الآخر، الموهبة رسالة من الله سبحانه وتعالى، لذلك اخترت التعليم ليكون رسالتي.
■ وكيف قدمتى واستمررتى فى تقديم هذه الرسالة؟
- استكمال رسالتى فى تعليم وتدريب الشباب والدارسين على تعلم تقنية فن الزجاج والنحت بالعجائن المصرية، بالإضافة إلى أننى تحملت بعد وفاة رفيق عمرى الراحل الخزاف زكريا الخنانى أن أكمل مسيرته فى انتشار فن الزجاج وتعليم الشباب، فن الزجاج هذا الفن الجديد والقديم، لان «الخنانى» هو أول من بدء فن الزجاج وأعاد اكتشاف تقنية عجينه الزجاج، وهذه عجائن مصريه قديمه لها تركيبة من وحى التراث الفرعونى وهى تقنيه مصرية والتى أخذها منا هم الفرنسيون، الأعمال أساسها الطين قبل الزجاج ثم كل الأشكال يصنع لها قالب حراري، وكل فترة أقيم معرض للطلبة بالمتحف ومعرض لأعمالى أنا والخنانى لتذكرة الناس بقيمة هذا الفن الذى اندثر من مصر، أتمنى أن يستمر ويصل إلى كل الأجيال.
■ من صاحب فكرة إنشاء المتحف؟ ومما يتكون؟
- فكرة المتحف قررناها أنا والخنانى من 30 عاما، أن يكون مكان يحفظ الأعمال وعرضها الدائم للجميع، وان يكون المتحف نفسه معهدا معدا لتعليم الأجيال الجديدة، لكن للأسف رحل الخنانى صاحب فكرة إنشاء المتحف قبل أن يرى المتحف مكتمل انا منذ وفاة «الخنانى» عام 2000 وآنا أجهز هذا المتحف، وكان «الخنانى يرصد مكافئه ماليه لتشجيع الشباب وقدمناه فى جميعه محبى الفنون الجميلة فى معرض الطلائع، إنما فن الزجاج لم يأخذ حقه من الاهتمام، واعشق فن الزجاج بدرجة غير عاديه، وحين أسست متحف زكريا الخنانى فى الهرم جعلته قريب من إبداعات الفن الفرعونى وقمة النحت الفرعوني، المتحف فى ثلاث قاعات منها للعروض ومنها قاعات للورش العمل وجهزناها للشباب للتعليم أدعو كل الشباب فى كل الفئات ليس بالضرورة أن يكونوا من دارسين الفن أن يزوروا المتحف، فى المتحف أيضا يوجد غرفه للأفران، ومعروض به تقريبا أكثر من 1000 عمل زجاجي.
■ هل تواصلين مع الشباب من الفنانين من خلال معارضهم.
- أنا متفائلة بالشباب الجديد وأتابعهم فى المعارض وهم من يكمل مشوارنا، وأشعر وأنا فى كلية التربية الفنية بطاقاتهم الإبداعية ويشجعونى على العطاء، لديهم أفكار جريئة ولا يخشون من التجارب، فهذا ما نحتاجه فنان يجرب والتجريب حتما سوف يأتى بالإبداع، واحضر أيضا معارض فى كل مجالات الفنون.
■ من خلال خبراتك الحياتية كيف ترين مصر فى هذه الفترة؟
- حزينة لما وصلنا له اليوم من عدم محبه، لا تسير الحياة بدون حب، حب الآخر حب العطاء، لماذا رحلت وهجرت المحبة القلوب، مؤسف جدا مما نحن فيه اليوم، لذلك أنا اكره العنف ويؤلمنى ما اسمعه من عنف ضد المرأة أو عنف الإرهاب الذى تعيشه مصر، بعد ثورة 25 يناير بفترة شعرت بضيق وخوف على مصر، ابتعدت عن مشاهده الإعلام  ولا أريد أن اعرف الأسماء والشخصيات وما فعلوه فى مصر، أغلقت التليفزيون ولا أشاهدها ولا أقرء الصحف فقط أتابع القناة الأولى المصرية أخبار الساعة التاسعة اخذ فكرة فقط عن ما حدث وأغلق التليفزيون بعد الأخبار، ارفض ان يحكى لى أصدقائى أى أخبار عن العنف، لأنى لما اسمع الأحداث أظل أتألم لفترة طويلة وأقول مش عايزة أشوف مصر كده، مش عايزة اصدق الأحداث، مصر بالنسبة لى الحب كله.