فى وطنى.. دماء مستمرة

ـ دماء مستمرة على تراب مصر يبذلها جنود مصريون، كل ذنبهم أنهم يؤدون خدمة لبلدهم، يسهرون فى «أحلك» ساعات الظلام لتأمين طرق وشوارع المحروسة.. فى وقت يهنأ فيه المصريون بنوم دافئ وآمن.
ـ 6 جنود من أبناء جيش مصر، أنهوا خدمتهم الليلية فى طقس بارد.. وأدوا صلاة الفجر، وبعد أن اطمأنوا لمرور الليل وبدء يوم جديد.. ذهبوا لغرفة خدمتهم لسرقة ساعة أو ساعتين من النوم.. فأتاهم مَن يسرق حياتهم نياما.. مُنفذ جبان لعمل إرهابى أجبن.. لم يعطهم فرصة أو حتى حق الدفاع عن أنفسهم، بل حسب ما ذُكر إلى لحظة كتابة هذه السطور، هى عناصر مسلحة مجهولة بادرتهم بإطلاق وابل كثيف من النيران، لتعجل بمنحهم شهادة إلى خالقهم.. بأنهم عيون باتت تسهر فى سبيل الله، هكذا يجب أن نحسبهم.. شهداء الوطن والواجب.
ـ الجريمة ليست الأولى ـ لكنها تمت بأسلوب قريب الشبه بذلك الذى تم به استهداف جنودنا وقت الإفطار فى شهر رمضان الكريم شمال سيناء مع أول أيام حكم «مرسى» ـ متابعة ومراقبة دقيقة للمستهدفين وانتظار غفلتهم وتخليهم عن سلاحهم، تم الانقضاض على فريستهم التى تركت بإرادتها ما يمكن أن تقاوم به.
ـ هذا العمل الإرهابى لن يكون الأخير.. فهناك مخطط واضح لضرب أمن مصر واقتصادها، وحتى أمنها المجتمعى.. علينا أن نبحث جيدًا عن المستفيد من وراء كل ذلك.. إلى أين نتجه؟.. إلى متى تستمر هذه الدماء؟، ولماذا يدفع جنودنا البسطاء أرواحهم فى معركة مع أشباح؟.. لابد من تأمينهم جيدًا، فالحادث يعد تطورًا جديدًا فى العمليات الإرهابية.. التى دأبت على.. استهداف قوات الشرطة.. أما ما نشاهده الآن فهو استهداف لأفراد فى الجيش قرب العاصمة تلك رسالة خطيرة.. علينا الحذر ممن يدفعون إلى جر مصر وجيشها لمعركة داخلية لإضعافها والسيطرة عليها.. ولو اقتصاديا.
على المصريين أن يعلنوا صراحة رفضهم للدماء.. كل الدماء.. لابد أن يبقى الدم المصرى غاليًا كما اعتدناه.. وعلى الأمن أن يعلى من الجهود الاستباقية لاحباط العمليات الإرهابية، فالمعلومة أغلى ما يمكن استخدامه فى منع قتل الأبرياء.. فما الفائدة من قوات كثيرة دون توجهيهها فى الاتجاه الصحيح؟ نعم التواجد مطلوب.. لكن لا ينبغى أن ننسى فى مواجهة الإرهاب، البلطجية واللصوص وتجار المخدرات، فالغفلة عنهم ولو لبعض الوقت، قد تفتح إجرامًا موازيا لا نعلم عنه شيئًا.
.Ahmed met walli @ hot mail com