الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوجاع.. التيار الشعبى




صعود قياسى لكيان هلامى لا هو حزب سياسى ولا مجمع أحزاب ولا هو بالجماعة السياسية ولا جمعية تخضع لتعريف محدد واضح الشكل والمضمون ومع ذلك يحظى «التيار الشعبى» بالشكل الرسمى فى الاعلام وعند عموم المنضمين له وافضل توصيف له انه ائتلاف بكم هائل من الاختلاف قابل للتفسخ فى أى لحظة وانتاج عدد لا بأس به من المشاكل والاضرابات هل يدرك اقطابه وقياداته ذلك ربما هل هو قانونى الشكل بمصادر تمويل معروفة ومراقبة محاسبيا على الأقل من الجهاز المركزى للمحاسبات هل يمكن القول عنه انه تنظيم غير رسمى مثل جماعة الإخوان الخوارج ولكن بالشكل المدنى الليبرالى وأن هذا التنظيم لم يدخل بعد مرحلة الخطورة على الدولة والوطن والشعب كونه يمارس السياسة فقط بلا حزبية وليس عنده مرشد عام للثورة يأمر فيطاع وهو لذلك السبب فقط ليس هناك تخوف من بقائه واستمراره فى الحياة السياسية المصرية ولكن إلى متى بالضبط وما هى القواعد الحاكمة له أو عليه؟.
التيار الشعبى ردة فعل ظهرت اساسا لتكافئ وتعادل ما عرف إعلاميا وشارعيا بكلمة التيار الدينى وهذا لا يعنى التضاد أو المعارضة ولكن كليهما لعب على محاولة احتواء رجل الشارع المواطن غير المسيس داخله تحت دعاوى نصرة الدولة المدنية بلا طائفية أو الإسلام السياسى الذى آن الأوان ان يحكم بعد الثورة ليعيد مجد خلافته الماضى البعيد، لكن التيار الشعبى لا يزال فى طور التكوين ولم يبلور اهدافا ولا آليات عمله ولا حتى دعاوية ومبرراته ولذلك فهو يفتقر معنويا لايديولوجية واضحة المعالم رغم المنحى اليسارى الظاهر فى عدد لا بأس به من قياداته وإلى الآن لم يصبغ بالمدلولات وذلك (حكمه) وهى حفظه (مجبساً) اطول فترة ممكنة لافراز نخبة جديدة تصل إلى الحكم الملاحظ أيضا أن للدستور والوفد وعدد من الأحزاب نصيب فى التيار الشعبى بمعنى أن الوفد مثلا له ملحقات فى التيار ويسيرون فى ركابه ولم لا وهو حزب عتيد واكبر الأحزاب اليمينية غير أن هذا عكس ما هو حادث بين حزب الكرامة الناصرى والتيار فالكرامة هو الذى من ملحقات التيار الشعبى وليس هذا مفترضاً أن يكون ويصبر الأخوة فى الكرامة انفسهم بأن الزعيم حمدين صباحى هو مؤسس الاثنين (الحزب الرسمى والكيان الهلامى) وتبعا لذلك فسوف يتحدون وذلك لوحدة القيادة غير أن الواقع ليس هكذا فهناك تنافس على صدارة المشهد وتضاد فى الرؤية والأهداف وتنافر بين قواعد الكيانين بالشكل الذى يستحيل معه العمل جنباً إلى جنب اضافة لوحدة صف أو ادعاء قدرات التميز ولنسأل انفسنا هل اتحدت الاحزاب الناصرية رغم اقترابها كفصيل وفكر واهداف.. الاجابة (غير ممكن) لماذا اذن تلك الاحلام الوردية فى التيار الشعبى والظن بأنه تيار موال الا يحدث ان ينقلب السحر على الساحر مثل حركة 6 ابريل أو تنقسم مثل حركة تمرد وسائر الحركات الهلامية الصغيرة أليس ذلك إنذاراً مبكراً.
باحث - معهد البحوث والدراسات الإفريقية