الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الجبهات» الثقافية.. دفاعا عن المبدعين أم تجارة بمطالبهم؟!




كتب- محمد خضير

ظهرت بعد ثورة 25 يناير العديد من الحركات والجبهات والائتلافات الثورية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا، وظهرت معها شخصيات عامة وغير عامة ومؤسسات رسمية وغير رسمية للتأكيد على مطالب الثورة «عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية»، وللمطالبة بتصحيح مسار بعض المؤسسات وضخ دماء شابة فى عروق إداراتها بعدما أصابها الجمود لسنوات. وفى الوقت نفسه كان هناك من يرى أن دور هذه الكيانات والجبهات انحصر فى إصدار بيانات ولم يكن لها تأثير ملحوظ ولم تتمكن من إحداث أى تغيير.


ومن بين هذه الكيانات والحركات التى تنادى بتطبيق مبدأ الحرية للإبداع والثقافة والفن ظهرت «جبهة الابداع المصرى» و»اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع» بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة وغيرها خرجت مع وصول الاخوان للحكم.
«روز اليوسف» رصدت دور هذه الجبهات والائتلافات، واستطلعت رأى عدد من الكتاب والمثقفين فيما تمكنت هذه الجبهة من تحقيقه وما أخفقت فيه على أرض الواقع.


قال الناقد التشكيلى عز الدين نجيب عضو «اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع»: اللجنة تضم مجموعة من الكتاب والشعراء والفنانين التشكيليين والسينمائيين وهى بمثابة رد فعل لتكرار حملات الهجوم على المبدعين وصدور أحكام قضائية ضدهم على اساس دينى مما يعرض حرية الفكر والابداع لخطر شديد.
وأشار نجيب الى ان اللجنة توصلت الى ضرورة تأسيس جبهة للمثقفين تمثل حائط صد للدفاع عن حرياتهم وعن تيار الاستنارة الذى اتخذه الابداع المصرى على مدى اجيال متواصلة واطلقنا المرصد الوطنى ومهمته متابعة انتهاكات حقوق الابداع.
وأضاف نجيب أن المشكلة التى جعلتنا نؤسس جبهة للدفاع عن حرية الإبداع رغم وجود أخريات هى أن المسابقات تمركزت حول فنانى السينما ولم تستطع ان تحتضن جميع تيارات الإبداع والمثقفين والمبدعين فكان تفكيرنا أوسع يستوعب ايضا حركات الابداع الأخرى، فهو تيار قومى واسع.


أما إبراهيم أبو ذكرى رئيس اتحاد المنتجين العرب فقد هاجم «جبهة الإبداع» قائلا: «لقد تحولت الجبهة الى مجلس وصاية على مصر، لا يوجد شيء يعجبهم، مصر بها من المبدعين عدد يسد عين الشمس لكنهم لا يملكوا الميكروفونات التى يملكها أعضاء مجلس الوصاية الذين اطلقوا على انفسهم جبهة الإبداع.
ويقول الشاعر والناقد شعبان يوسف عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق وحريات الفكر والإبداع أننا لا نشبه باقى الحركات فلا ندعو لمسيرات «للشو» الإعلامى فنحاول أن نقدم شيئا جديدا لحركة الإبداع الأولى اننا نرصد الانتهاكات التى يتعرض لها الإبداع فى الفترة الاخيرة ويمكن أن نستعين بقضايا سابقة ونعيد اعتبار مبدعيها مثل نصر حامد أبوزيد وغيره.


وأشار يوسف الى أن اللجنة نقوم من خلال المرصد الذى سيكون له موقع الكترونى والذى سيشرف عليه بالتصدى بالإعلان والأخبار والتحليل، والبحث عن جذور الديمقراطية والثقافة العلمانية، وإعادة الاعتبار للثقافة المهدورة فى المد الظلامى.
وقال الكاتب والشاعر حسام نصار: لم أرى لجبهه الابداع المصرى أثر بعد، ربما لان المناخ الثقافى كله غير صحى وقيد التشكل الآن، إنما من مفهوم سياسي، تصبح مثلها مثل أى جبهة أو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدنى التى تحاول خلق لوبيات لجماعات مصالح فى محالات معينة، وهو شيء صحى على المدى البعيد إن صح البناء السياسى القادم.


وأشار نصار الى انه من المبكر الحكم على تلك الجبهات فى محيط سياسى لم يتبلور بعد، ربما فى المستقبل يكون لهم دور أكبر فى التحريك الثقافى المطلوب بشدة على الساحة الثقافية والمعرفية إذا خلصت النوايا وتم تحديد ما هو خاص وما هو عام وما هو خليط بينهما بدقة شديدة، وهذا يستلزم مهارة إجرائية وخبرة إدارية لا أعتقد أنها متوفرة الآن بغزارة.


ويرى الكاتب ابراهيم عطية ان «جبهة الابداع المصرى» من الاسماء الرنانة عديمة الصلة بالإبداع والمبدعين وما تقوم به نوع من الترويج والدعاية الموجهة لتحقيق أغراض قد تكون سياسية بالدرجة الأولى لصالح أفراد يعملون فى اطار شخصى وليس لها علاقة تماما بالإبداع والمبدعين، متسائلا: من الذى أعطاهم هذه الصفة ونسبوا لأنفسهم فقط دوت غيرهم؟
وقال عطية كفى الثقافة المصرية الداء اللعين المنعوت بالشلليه التى أفسدت واقعنا الثقافى واردت به الى الهاوية، مشيرا الى اننا فى حاجة الى إعادة صياغة حقيقية للمنظومة الثقافية فى مصر تكون صياغة حقيقية للمنظومة الثقافية لا إلى شعارات وبيانات تنتهى بمجرد إصدارها ولا يسمع بها أحد.


أكد عبد الجليل الشرنوبى المتحدث باسم جبهة الإبداع أن الجبهة تدافع عن عدد كبير من المبدعين والإعلاميين المصريين، بعد حادث الاعتداءات الأخيرة على الإعلاميين، خاصة بشأن الهجوم على الحريات من قبل جماعة الإخوان.
وأضاف: الجبهة وقفت ضد استحواذ وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على المؤسسات الثقافية والإعلامية والصحفية، لصالح ترسيخ مفاهيم الجماعة وليس لصالح الوطن.


وقال الشرنوبى ان الجبهة لا تسعى للشو الاعلامى او تحقيق مكاسب خاصة وانما المصلحة العامة ولحرية وحقوق الابداع المصرى ومبدعيه فى شتى مجالات الابداع والثقافة والفنون.


وقال الكاتب يوسف القعيد عضو جبهة الإبداع المصرى ان الجبهة تدافع عن الحريات وعن الابداع، واصدرها لبيانات شخب وتنديد هى وسيلة مشروعة ليست عيبا، خاصة ان البيانات هى الشيء الاول الذى يعمل ليعبر عن هذا الامر ذاك ووجودها يلعب دور جيد.
وأشار القعيد الى ان الجبهة وقفت امام السلطة الحاكمة والسلطة الدينية وتدافع عن وجه مصر الابداعى بالخارج وموقفنا مؤخرا تجاه رفضنا لرفض الازهر عرض فيلم «نوح» واعترضنا بشكل مهذب وطلبنا فى البيان بمناظرة الازهر تجاه تجسيد الانبياء فى الدراما.
واتهم الكاتب والناشر الجميلى احمد جبهة الابداع المصرى بأنها بعيده عن المثقفين انفسهم وانها تعد «سبوبة» بدأت مع اعتصام المثقفين امام وزارة الثقافة فى حكم الاخوان ومحاولة هيمنتهم على وزارة الثقافة المصرية.


وقال الجميلى: «مع احترامى للجبهة ولشخصيات بها الا ان البعض بها مضحوك عليهم  باسم الثقافة والابداع وغيرهم ، وان هذه الجبهة لم تقدم شيئا حقيقيا للثقافة المصرية، وتناست المثقفين واعتمدت على الشلليه التى تبحث عن مصالحها فى المقام الاول، خاصة أن من أعضاء الجبهة من حصل على مكاسب شخصية من خلال اعتصام وزارة الثقافة، ومنهم من دخل لجان المجلس الاعلى للثقافة وقطاعات اخرى مثل قطاع الرقابة على المصنفات الفنية.


وأشار أحمد الى ان دور جبهة الابداع اقتصر على البيانات والشجب والتنديد فقط دون جدوى قائلا: «كنت اتمنى من هذه الجبهة ان تعمل عملا حقيقيا يفيد الثقافة المصرية بصفة عامة بكل تجلياتها سواء كان المثقف او الفنان او الكاتب او غير ذلك والا يقتصر على الفنانين «الخمس نجوم» فقط.