السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسئول الإعلام بتنظيم القاعدة: «السادات» و«مبارك» و«أبو غزالة» أشرفوا على إرسال المجاهدين إلى أفغانستان




 
انطلقت العديد من الآراء حول الدور المحورى الذى لعبته مصر والسعودية فى القضية الأفغانية عن طريق تجارة السلاح وتمويل الجهاد الإفغانى والتحالف مع الأمريكان وجمع التبرعات من الدول العربية ورجال الأعمال والاختلافات حول أموال الصندوق «الدوار فى جنيف» المشترك بين السعودية وأمريكا، حول هذه الآراء كان لنا هذا الحوار مع أيمن محمد الفايد المستشار الاعلامى لتنظيم القاعدة سابقا والأمين العام للجنة الشعبية لتوحيد الأمة.. وإلى الحور.
 
■ تحدثت وسائل الإعلام كثيرًا عن دور مصر والسعودية فى القضية الافغانية واستفادة السادات ومبارك وابوغزالة والأمير فهد من الجهاد الافغانى، فما حقيقة ذلك؟
 
 
ـ نعم كانت هناك علاقة وطيدة مع المجاهدين الأفغان لعدم ظهور القاعدة فى هذا التوقيت، وبدأت بعد لقاء الرئيس الراحل أنور السادات بــ (زبجينو برجنكسى) مستشار الأمن القومى الامريكى فى ابريل 1980، وقرر السادات حينها التدخل الرسمى فى أفغانستان وقال «اننا على اتم استعداد بأسرع ما يمكن ان نساعد فى أفغانستان وان نتدخل لنصرة اخواننا المجاهدين هناك سواء طلبوا منا المساعدة او لم يطلبوها، وسأله فى هذا الوقت المتحدث الرسمى لإدارة الاستعلامات المصرية، «هل تتضمن المساعدات لمجاهدى افغانستان شحنات اسلحة» كان رد السادات «نعم» ما سوف نعطيه لإخواننا من الاسلحة هو بعض ما كان عندنا ولم نعد فى حاجة اليه وذلك ابسط واجب نؤديه نحو اخواننا فى الاسلام.
 
 
■ وهل كان لمبارك دور فى كواليس هذه العلاقة؟
 
 
قال (جون كولى ) المؤرخ العسكرى، ان «السادات» كلف نائبه حسنى مبارك بالاشراف على المجهود المصرى فى «الجهاد الافغانى» وكان مسئولاً عن الاجهزة الامنية الداخلية والخارجية فى ذلك التوقيت وتابع مبارك هذا الملف وقدم خدمات جليلة للجهاد الافغانى وكان يشرف على سفر المجاهدين إلى أفغانستان بأموالهم وأمتعتهم وأسلحتهم أيضا بالاتفاق مع الإدارة الأمريكية .ويرسل لهم قوات لتدريبهم، لكن لم يستمر هذا الوضع طويلا ثم كلف به المشير عبد الحليم ابو غزالة والذى استكمل المهمة تحت اشراف مبارك بعد ان اذن السادات باستعمال مطار قنا العسكرى كقاعدة للتخزين والتشوين لخدمة «العمل الجهادى فى افغانستان وكانت طائرات الشحن الامريكى العملاقة تهبط فى هذا المطار كل مساء ويجرى تحميلها بالاسلحة والذخائر لكى تطير قبل منتصف الليل وتهبط قبل الفجر فى المطارات العسكرية الباكستانية وفى بعض المرات كان هناك أفراد مصريون يصحبون هذه الشحنات لاتمام اجراءات التسليم والتسلم.
 
 
■ وماذا عن باقى نقاط التخزين؟
 
 
 ـ ميناء بور سعيد أيضًا كان فى ذلك الوقت قاعدة خلفية للتخزين والشحن الى كراتشى وكانت الشحنات من مصر بالدرجة الاولى اسلحة وذخائر ومعدات سوفيتيه الصنع او سوفيتية النوع، وكما قال جون كولى المؤرخ العسكرى ان المخازن المصرية افرغت كلها فى ذلك الحين مما كان فيها من أسلحة وهى كان بعضها مستخدمًا فى الجيش المصرى وجرى الاستغناء عنها وبعضها ما أنتجته المصانع العسكرية المصرية ومنها مصنع حلوان وهو الذى أجرى له المشير ابو غزالة تعديلاً فى بعض آلاته لكى ينتج رشاشات سوفيتية التصميم لاستمرار ارسال سلاح سوفيتى الصنع وذلك من تخطيط الامريكان لابعاد الشبهة عنهم لعدم الدخول فى حرب مع السوفييت، وابتداء من ربيع 1980، كانت الحركة على الجسر الجوى بين مطار «قنا العسكرى» وبين مطار «بيشاور العسكرى» وبين بورسعيد وكراتشى فيضا يتدفق ليلا ونهارا ودون توقف.. وكان دافع الحماس عند الإدارة المصرية فى شحن الاسلحة الى الجهاد الافغانى الرغبة فى التخلص من السلاح السوفيتى لان تغيير الأحوال قضى ان يكون تسليح الجيش المصرى أمريكيا يعتمد على مساعدة عسكرية امريكية ملحقة باتفاقية «كامب دايفيد» وبمقتضاها يجرى تخصيص مبلغ «بليون دولار» سنويا لمشتريات سلاح أمريكى يتفق عليه.
 
 
■ وماذا عن أبرز الأسلحة الأمريكية التى وصلت لأفغانستان؟
 
 
ـ ومن المفارقات ان السلاح الامريكى الوحيد الذى وصل الى ايدى المجاهدين فى أفغانستان هو الصاروخ المتقدم ضد الطائرات من طراز «إستينجر» وقد باعت منه وزارة الدفاع الامريكية الى صندوق الجهاد الاسلامى (الدوار) فى أفغانستان 900 صاروخ ثم راجت شائعات بأن مجموعة من هذه الصواريخ وقعت فى يد إيران وعلى الأقل معروضة للبيع وسارعت وكالة المخابرات المركزية لشراء ماوصل الى ايدى قادة الجهاد من صواريخ «إستينجر» وكانت الوكالة تطلب استعادة كل صاروخ منها بما يوازى خمس مرات سعر بيعه الاصلى لأنه لايوجد من هذا النوع غير فى اسرائيل وكوريا الجنوبية وهى تحت سيطرة الامريكان وتمكنت الوكالة من استعادة 260 صاروخا وما بقى منها فى ساحة الجهاد بعد ذلك جرى اعتباره انه مفقود مع تعهدات من القادة بانه اذا ظهر من هذه الصواريخ شىء فالاستعداد لشرائها مازال قائما وايران كانت قد حصلت بالفعل على بضع عشرات من السلاح وقامت بتصنيع نموذج ايرانى له دخل الى الخدمة العاملة فى قوات الحرس الثورى.
 
 
■ تداولت احاديث كثيرة عن تمويل القاعدة من الدول العربية وعدم مصداقية امريكا فى دفع ما عليها من التزمات بصندوق الدوار فى «جنيف» فما صحة هذه الادعاءات؟
 
 
ـ قضية التمويل منقسمة الى شقين الاول ذاتى وهو ممثل فى أسامة بن لادن والتجارة فى الحاصلات الزراعية والثانى المساعدات من الدول ورجال الاعمال العرب وهذا ممثل فى التمويل المشترك ويتساوى بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية عن طريق صندوق دوار تأسس فى «جينيف» بمبلغ قدره مليار دولار تجدد تلقائيا بمقدار ما يصرف منه وكانت الجهات المكلفة بالاشراف على التنفيذ من الجانب الامريكى وكالة المخابرات المركزية (وفيها الاميرال ستانسفيلد) ومن الجانب السعودى هيئة المخابرات العامة السعودية والممثل فيها «الامير ترك بن فيصل» الذى جاء الى هذا المنصب خلفا لخاله كمال أدهم مؤسس حزب الهيئة، حيث تبين بعد ذلك أن أمريكا لم تسدد نصيبها فى الصندوق والذى اعلنه رئيس المخابرات المركزية بان الميزانية فى الوكالة عنده لاتسمح، وطوال فترة الثمانينيات كانت اموال الجهاد ضد الالحاد فى افغانستان تتدفق من العالم العربى فكان على الرشيدى يصرف شهريا مبلغ 4ملايين ريال سعودى من احدى أخوات الشيخ أسامة بن لادن الذى يعطيه الشيك بنفسه لصرفه من احد البنوك الباكستانية.
 
 
■ وهل اشتركت دول أخرى فى التمويل؟
 
 
ـ تحققت ثروات بالملايين وعشرات الملايين لأصحابها فى هذه الفترة فى السعودية ولبنان والاردن والمغرب ومصر والاساس فيها فيض الخير من أموال الجهاد فى أفغانستان وكان هناك المجاهدين من رجال الاعمال فى العالم وفى مصر تحديدا أغرت هذه الاموال الكثيرين الذين تواجدوا فى ميدان الاعمال اصلا او سعوا اليه باعتقاد ان هناك فرصة متاحة للغنى الفورى وذلك بمعرفة السلاح المطلوب ولم يعد كفاية فى المخازن العسكرية المصرية وقد سارعوا ايضا بتوريدها وكانت الاسعار فى بعض الاوقات تتضاعف ولكن الاحتياجات كانت ملحة والطلبات عاجلة.. وذكر (احمد رشيد) ان ما صرف فى هذه الحرب يقدر بـ45مليار دولار وبالفعل هذه الثروة قد اطاحت ببنك الاعتماد والتجارة بعد ان قام لسنوات طويلة بدور الممر المالى الظاهر لاموال الجهاد الاسلامى فى أفغانستان.. كما ان الامير فهد بن عبد العزيز ولى العهد فى هذا التوقيت كان دائما يريد عدم القصر على الدعم المادى فقط ولكن كان يريد قيادة المعركة من فوق أراضيهم.
 
 
■ هل هناك مصلحة تعود على جهة معينة لنشر هذه الشائعات وصناعة الفتنة؟
 
ـ نعم للاسف شارك فى الترويج لهذه الأكاذيب أناس مثقفون وعلماء ومفكرون وخبراء فى الحركات الاسلامية ورجال دين من التيارات الاسلامية نفسها هم صناع الفتن فى الاوطان العربية نفسها.. تنفيذا منهم للاستراتيجية الاسرائيلية «تجميع الفرقاء» فاتفقوا مع الامريكان والايرانيين على ضرب القاعدة والحكومات العربية واسرائيل وفتح وحماس والتيارات الاسلامية من جانب آخر التيارات الليبرالية والقومية واليسارية، حيث خرج على العالم كله جورج بوش الابن مدعيا ان المخابرات الامريكية الـ «cia» ضللته وفبركت له هذه التقارير سار على نهجه «تونى بلير» وقس على ذلك تفجيرات «نيروبى ودار السلام» فى كينيا وتنزانيا واحداث 11سبتمبر والمدمرة كول فى خليج عدن وقصة الرجل الثانى أيمن الظواهرى والذى لم يدخل القاعدة اصلا وكان يعمل طبيبًا بالهلال الاحمر الكويتى وأعاد تنظيم الجهاد فى افغانستان والرجل الثالث محمد المكاوى الذى لم يدخل القاعدة على الاطلاق، فأمريكا تستعمل القاعدة كفزاعة لمحاربة الاسلام واحتلال الاوطان وهذا حق امتياز لها ممنوع ان يستعمله غيرها مثل القذافى وعندما أعلنت الصين عن وجود القاعدة فى مظاهرات إقليم «سيانج يانج» كذبتها امريكا فى هذا الادعاء، ويتكرر نفس النفى من امريكا عندما اعلن العقيد القذافى وبشار الاسد عن وجود القاعدة فى ليبيا وسوريا فقالت امريكا واعوانها حتى القوى الاسلامية ان القذافى وبشار يكذبان.. وهذا تفسير سر اعلان امريكا على مقتل الشيخ اسامة بن لادن والمتغيب من 2003 حتى لاينقلب السحر على الساحر الامريكى وتستخدمه دول غيرها كفزاعة.
 
 
 

 
 
السادات