السبت 30 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإخوان والسلفيون يؤممون كباريهات شارع الهرم




«شارع الهرم» كان يحوي سابقاً، عدداً كبيرًا من الملاهي الليلية التي بدأت تتقلص تدريجياً  بعد عودة الإسلاميين إلي الساحة السياسية وإعلانهم سعيهم لتطبيق الحكم الإسلامي مؤكدين أنه لا  ينبغي ان يوجد في القاهرة عاصمة الازهر، كباريهات تبيع الجنس، ولا ملاه ليلية رخيصة ينتشر بها، اللهو الرخيص الذي يعتبر سبة في جبين قاهرة المعز.
الفنان المعتزل وجدي العربي أحد الذين أثاروا هذه القضية عندما  تساءل في مؤتمر لحزب الحرية والعدالة عقد منذ عام في القليوبية قائلاً: «كيف تكون مصر بلد الازهر الشريف ووجود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ويكون بها شارع الهرم وما يوجد به من كباريهات وملاه ليلية».
وقال العربي: «إن شارع الهرم سبة في وجه المصريين، خصوصا أن مصر بلد الأزهر الشريف، لافتًا إلي أن معظم الزائرين العرب يأتون إلي مصر من أجل شارع الهرم.
وكان العديد من ممثلي الحركات والتيارات الإسلامية، قد عبروا عن رغبتهم في التصدي لانتشار الملاهي الليلية والكباريهات ومنع إصدار تراخيص بيع الخمور أو إقامة حفلات راقصة، فور فوزهم بالانتخابات للبرلمان، ودخول الدكتور محمد مرسي في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية.
كما ترددت أنباء عن قيام أثرياء «الإخوان المسلمين» وبعض القيادات السلفية بالتفكير جديًا في شراء الفنادق والملاهي الليلية بمنطقة الهرم، للحد من نشاطها المخالف للشريعة الإسلامية.
في حين نشطت حركة شراء الملاهي الليلية حتي المغلقة منها، من أجل تحويلها إلي محال تجارية، في إطار خطة شاملة للإسلاميين لشراء كل الأماكن التي تحمل ترخيصاً باحتواء الخمور، حيث بدأوا يعرضون مبالغ مالية ضخمة لشراء الفنادق المنتشرة في شارع الهرم، خاصة التي تحتوي علي صالات ديسكو وكازينوهات وملاهٍ ليلية، لتحويلها إلي فنادق فقط، وإغلاق صالات الديسكو والقمار.
في الوقت الذي طالب فيه رموز الإخوان والسلفيين نقيب الموسيقيين الفنان إيمان البحر درويش في اتصال هاتفي بضرورة اتخاذه موقفا حاسما ضد راقصات شارع الهرم وإغلاق كباريهاته باعتبارها أحد مظاهر العلمانية، وتقف عقبة في تكوين الدولة الإسلامية في مصر.
وأكد الإسلاميون أن الدعم الذي حظي به  «درويش» في الانتخابات الأخيرة من التيارات الدينية هو الذي أوصله إلي كرسي النقيب، وكان رد نقيب الموسيقيين في التصريحات التي نسبت إليه حول نية النقابة إغلاق الكباريهات في مصر ومنع المطربات من الغناء وإيقاف الراقصات عن العمل أنها مجرد شائعات لا تستحق التوقف عندها.
كما نظم بعض أهالي الطالبية بالهرم مسيرة تأييد لهدم الكباريه وهللوا وكبروا وحمدوا الله وسط سعادة غامرة من شيوخ السلف بالمنطقة ،وعلي ما يبدو أن هناك محاولات أخري لإعلان توبة وتطهير شارع الهرم من كل الكباريهات خاصة في ظل الانتشار السلفي الكبير في المنطقة حيث اكتسبوا مساحة عالية من الرضا الشعبي بعد ثورة يناير.
«روزاليوسف» تجولت في شارع الهرم.. والتقت بعدد من العاملين في الفنادق والذين أكدوا أن أعضاء ورجال أعمال بارزين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمون يفكرون جدياً في شراء فنادق وملاهٍ ليلية في المنطقة، حيث تلقي أصحاب هذه الفنادق عروض شراء جدية من قبل أعضاء في الجماعة.
وقال أحد العاملين في فندق أوروبا، الذي يتوسط شارع الهرم، إنه بالفعل توجد عروض جدية من رجال أعمال ينتمون للتيار الإسلامي لشراء فنادق وملاهٍ ليلية، و بدأوا منذ فترة يبحثون شراء كافة الفنادق التي تحتوي علي صالات ديسكو، لإغلاق هذه الصالات بعد شراء الفنادق، ومنع تقديم الخمور أو الغناء فيها.
وأشار أحد العاملين بفندق حور محب أكبر الفنادق في شارع الهرم، إلي أن صاحب الفندق تلقي عرضاً خلال الفترة الماضية من أحد رجال الأعمال، الذين ينتمون لـ«جماعة الإخوان المسلمين»، لشراء الفندق، ولكن حدث خلاف علي السعر، حيث عرض رجل الأعمال 19 مليون جنيه، فيما طلب صاحب الفندق 25 مليونًا.
بينما نفي «عرفة السايس» سمسار بمنطقة الهرم الشائعات التي ترددت حول أن هناك مجموعة من المنتمين للتيار الإسلامي اشترت الملاهي الليلية الموجودة في شارع الهرم لإغلاقها.
وروي السايس قصة كباريه «الجندول» الذي كانت تملكه الفنانة صفية حلمي.. مؤكدًا أنه في ظل ما يتمتع به السلفيون من ثقل ومكانة شعبية الآن في منطقة الهرم، فقد استطاعوا أن يقنعوا صاحبه بهدم الكباريه وتحويله إلي مبني سكني خدمي الذي يقع أمام كايرو مول وكانت تقدم فيه منوعات ورقص شرقي وخلافه، وكان يخضع في ملكيته لورثة الفنانة وكان أحدهم هو المنتج شريف عبد العظيم.
وأضاف قائلاً: المهندس عادل شعبان أحد الشيوخ السلفيين في منطقة العمرانية دعا صاحب الكباريه إلي التوبة عن هذا العمل الذي يضر بالمجتمع المصري وتقاليده الإسلامية، واستمرت تلك المحاولات نحو 8 سنوات إلي أن هداه الله إلي هدم الكباريه عن اقتناع كامل منه.
وأوضح أنه لم يتب من العاملين بالجندول سوي المنتج شريف عبد العظيم الذي كان يساهم فيه بنسبة تتعدي 60% وكان هو أحد أهم الورثة حيث إن الفنانة صفية حلمي التي لم تنجب أبناء وكان هو ابن شقيقتها فورث الكباريه عنها.. وأضاف قائلاً: أما الراقصات فقد تم تسريحهن حيث اتجهن للعمل في كباريهات أخري بشارع الهرم.
وأشار إلي أن هناك شركة تمتلك سلسلة محلات تجارية شهيرة تخطط لشراء كل الملاهي الليلية الواقعة في شارع الهرم، بهدف تحويلها إلي محلات بيع ملابس وأدوات منزلية.
بينما أكد صاحب ملهي «صن» الشهير  في شارع الهرم أنهم تلقوا عروض شراء جدية  من أثرياء « الإخوان والسلفيين» لقاء مبالغ مالية ضخمة لتحويل نشاطها المخالف للشريعة الإسلامية من بيع الخمور وإقامة الحفلات الراقصة، وتحويلها إلي محال تجارية كبري لبيع الملابس والأدوات المنزلية.
ولم تهدأ تخوفات راقصات مصر وشارع الهرم وقدمن بالفعل شكاوي إلي مجلس نقابة الموسيقيين حول تخوفهن من وقف أنشطتهن ودعوات إغلاق مصدر رزقهن المتمثل في الكباريهات الليلية وأرجعن أسباب ذلك إلي العلاقة الخاصة التي تربط نقيبهن بالقوي الإسلامية خاصة بعدما أصبحت حياتهن بعد الثورة علي «كف عفريت» نتيجة الاعتداءات عليهن من البلطجية والعديد من الجماعات الإسلامية المتشددة وقيام بعضهم بحرق الكباريهات والملاهي الليلية، مما أسفر عن إغلاق بيوت العديد من الراقصات.
 فيما نفي محمد بدر أحد أعضاء «الإخوان المسلمون» ما تردد عن عزمهم شراء الملاهي الليلية وإغلاق كباريهات شارع الهرم ومنع الناس من الرقص مؤكدًا أن عدد أثرياء «الإخوان المسلمين» قليل جداً في مصر، لأن النظام السابق ساهم في انحسارهم ومنعهم من الاستمرار في أنشطتهم الاقتصادية بشكل حيوي.
 وأشار إلي أن الجمهور المصري يتخوف من انتشار عدوي  هذه الأفكار من قطاعات مثل بيع الخمور والملاهي إلي قطاعات أخري مثل التدخين لأسباب متعلقة بالحلال والحرام، مما يعني أن في حالة فوز « الإخوان» في الانتخابات الأخيرة لن تقدم حلولا للاقتصاد المصري، وإنما ستوضع قيود علي قطاعات ناجحة يعيش منها مئات الآلاف من المصريين.
في حين أكد «ماجد سليمان» صاحب شركة سمسرة ان هناك ثلاث سيارات كانت تحمل مبلغ 300 مليون جنيه قيمة تعاقد رجل الأعمال «سيد رجب السويركي»  الذي يحسب علي تيار الإخوان المسلمين لشراء ثلاثة كباريهات كان من أبرزها «الجندول» وقد شملت الصفقة بيع كبارية الجندول وثلاث كباريهات اخري لم تحدد أسماؤها لدي «السويركي» وذلك في شهر إبريل الماضي وقد نقل الجندول بالفعل نشاطه إلي فندق «أوروبا» والمجاور لنفس الكباريه.
وأضاف «سليمان» أنه حتي الآن لم يعرف مصير هذه الكباريهات وما هو النشاط الذي يقرر السويركي ان يخوضه خاصة وان بعض الأشخاص أكدوا أنه من الصعب ان يفتتح فروعًا للتوحيد والنور في شارع الهرم خاصة أن هناك فرعًا بالفعل والمنطقة لاتستوعب هذا الكم من المحلات التجارية.
وأضاف أن الرقم الذي دفعه السويركي مبالغ فيه جداً خاصة ان هناك قطعة ارض تابعة لبنك مصر أضعاف هذه المساحة تقدر بـ150 مليون جنيه .
بينما اكدت الراقصة المصرية الشهيرة «لوسي» عدم وجود مخطط لرجال أعمال ينتمون إلي التيار الديني لشراء نوادي شارع الهرم الليلية لتغيير نشاطها.
وشددت لوسي علي أنه لم يعرض أي رجل أعمال ينتمي للتيار الإسلامي عرضاً كهذا، مشيرة إلي ان الإسلاميين لن يتمكنوا من إغلاق الملاهي الليلية لأنها «فاتحة بيوت»، علاوة علي انها جزء لا يتجزأ من السياحة التي تعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر.
وكشف عدد من أعضاء مجلس الشعب عن جماعة «الإخوان المسلمين»، أنهم يسعون إلي شراء الكازينوهات وتحويلها إلي أعمال تجارية تخدم جميع المواطنين، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أنهم لا يسعون إلي الصدام مع أصحابها الذين يرفضون تحويلها إلي أي نشاط تجاري آخر، إلا أنهم سيساعدونهم علي تحقيق الربح الحلال إذا أرادوا.
وقال «محمود خطاب» عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن هناك العديد من رجال الأعمال الذين يرغبون في شراء مراكب خمس نجوم ولكن ما يمنعهم هو شرط توافر الخمور، مشيرًا إلي أنه اقترح علي حزب «الحرية والعدالة» تشكيل لجنة تختص في كل ما يتعلق بالسياحة والآثار لدراسة جميع مشاكل هذين القطاعين والعمل علي حلها.
وأضاف خطاب قائلاً:  «نتمني تحويل كل الكازينوهات إلي مشاريع تجارية إلا أن هناك عقبتين تجعلان هذا الأمر صعبًا، أولاهما أن أغلب أصحاب الملاهي الليلية سيرفضون بيعها بسبب الأرباح الكثيرة التي يحققونها، أما الأمر الثاني فهو عدم قدرة الإخوان علي شراء كل هذه الملاهي في حالة موافقة أصحابها علي بيعها، إذ إن الأمر يحتاج إلي تضافر العديد من رجال الأعمال الصالحين».
إلا أن  «صبحي صالح» القيادي بجماعة الإخوان، وعضو مجلس الشعب أكد أن سياسة الإخوان هي عدم التعرض لأحد في شيء وتقديم البدائل دوما قائلاً: «لا نطلب الكف عن شيء معين دون توفير البدائل».
وأضاف «صالح» إن شراء الملاهي وتحويلها لمراكز تجارية ليست استراتيجية أو خطة للإخوان في حد ذاتها ولكن تأتي في إطار توفير البدائل.. لكنه أكد أن أصحاب الملاهي الليلية إذا كان لديهم النية للتخلص من هذا النشاط فالإخوان لديهم استعداد لمساعدتهم في إقامة مشاريع أخري تربحهم أكثر من الملاهي الليلية ويكون دخلها حلالاً.
بينما نفي اللواء عادل عبدالمقصود رئيس حزب الأصالة السلفي ما نشرته الصحف علي لسانه قوله «الملاهي الليلية والكباريهات محلات دعارة ومحلات الخمور محلات للفجور، ولذلك سوف نغلقها بشرط أن يكون الشعب كله معي في هذا القرار»، وقال إن هذا الكلام قصده التشهير ويأتي في إطار خطة ممنهجة للهجوم علي التيار الإسلامي في مجلس الشعب.