الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإرهاب وحقيقته




كتب: محمد جلال عبدالرحمن


الإرهاب الحالى الذى يقع تنفيذاً لمشروع إجرام جماعة الاخوان ويضرب الشعب المصرى المسكين بهدف إجباره على الخضوع والاستسلام، وقلب الاوضاع الاقتصادية وإثارة الرعب والفزع فى نفوس الآمنين باسم الدين هو فى حقيقته غطاء لضرب الإسلام نفسـه.
فالإرهاب يكون ضد اعداء الله، وأعداء المسلمين، ولا يكون موجهاً الى المسلمين، ورد لفظ الارهاب فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ». وقوله تعالى: «سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب»، وقوله تعالى: «وقذف فى قلوبهم الرعب»، والآيات هنا واضحة الدلالة على أن من يوجه اليهم الإرهاب هم الكفار وقد ورد هو لفظ (رهبة) فى حديث البراء بن عازب الذى يرويه فى الدعاء: «وألجأت ظهرى إليك رغبة ورهبة إليك» قال الحافظ فى الفتح: أى رغبة فى رفدك وثوابك، (ورهبة) أى خوفًا من غضبك وعقابك.
والحقيقة أن الارهاب موجود منذ وجود البشرية ولا يرتبط نشوءه بالإسلام، وكان فى عهد أثينا القديمة، وكذلك الحضارة العراقية القديمة. استعملت أسلوب الاغتيال ومارسته بشكل واسع ضد أعدائهـم وأول حركة ارهابية ظهرت فى عهد الحكم الرومانى فى القدس فى الفترة ما بين 73-66 ق.م، اما فى العصور الوسطى فعرف من خلال حركة ثورة العبيد الذين تكونوا لممارسة الاعمال الارهابية بالقتل والسرقة والفوضى، والعصر الحديث فى بداية القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة الامريكية فظهرت حركات التحرر وحركات عنصرية كان هدفها ارهاب الزنوج والملونين، ومن أهم المنظمات الارهابية التى ظهرت فى العصر الحديث الفوضوية والعدمية وانتشرت فى سائر أوروبا فى بداية القرن العشرين من خلال منظمة «العصابة السوداء» التى مارست الاعمال الارهابية فى مهاجمة الكنائس والمؤسسات، وعرف العرب الارهاب قبل الاسلام من خلال ممارسات الصعاليك ومن الفرق التى اشتهرت بالعنف والإرهاب «القرامطة».
وكان من ضحايا الارهاب فى العصر الحديث عشرة من رؤساء الدول والحكومات وهـم: «إبراهام لنكولن وجيمس جارفيلد وقيصر روسيا «الكسندر الثاني» ورئيس وزراء ايرلندا «اللورد فردريك كافندش»، والرئيس الفرنسى «سارى كارنو»، ورئيس إسبانيا «انتونيو كانفوس»، وإمبراطورة النمسا وهنغاريا «اليزابيث» وملك بريطانيا «إمبيرنوا دلال»، والرئيس الامريكى «وليم ماكنلي»، ووزير الداخلية الروسى «سباياجين»، وكذلك اغتيال الدوق الاكبر «سيرجى الكسندر رغيتش» ورئيس وزراء روسيا «بيتر ستولين»، ورئيس وزراء إسبانيا «جوس كاتالياس» ورئيس مصر الاسبق «السادات»، وغيرهم الكثير.
إن الارهاب الذى تواجهه مصر فى الفترة الحالية والقادمة ذو بعد رمزى ويصاحبه أغراض، وهو يتميز عن أعمال العنف الاخرى كجرائم السطو المسلح وغيرها من جرائم العنف، فليس المقصود به الأهداف التى تحققها العمليات الارهابية فقط بل هو خطاب دموى موجه الى الشعب لنيل المطالب التى يريدها ولأهل القرار لإجبارهم على اتخاذ قرار يصب فى مصلحتهم ومن هم على شاكلتهم.