الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تعلمهم فن إدارة عقولهم وتحميهم من الانتحار




تحقيق - دنيا نصر

الأحداث المتلاحقة والسريعة التى مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير.. شكلت ضغوطا نفسية رهيبة مما كان لها أثر عميق وانعكاس واضح على الشباب بشكل عام وشباب الجامعات بشكل خاص.


حيث لاحظ خبراء علم النفس والتربويون بجامعة عين شمس تأثير الأحداث السياسية والاجتماعية بشكل كبير على طلبة الجامعة الأمر الذى انعكس سلباً على هؤلاء الطلبة سواء فى الانضباط داخل الحرم الجامعى وسلوكيات الطلبة بشكل عام وأيضا انعكس على التحصيل الدراسى لدى طلبة الجامعة مما أثر على المستوى العلمى لديهم.. اضافة إلى الضغوط العصيبة والنفسية التى يتعرض لها الطلبة داخل أسرهم أو اثناء فترات الامتحان.


كل هذه الأسباب وغيرها دفع جامعة عين شمس إلى إثناء اكثر من «6» عيادات نفسية لبحث مشاكل الطلبة ومساعدة من يلجأ من الطلبة إلى هذه العيادات فى إيجاد حلول مناسبة لما يعانى منه اضافة إلى تعليم الطلبة على كيفية ادارة عقولهم فى أوقات الضغط النفسى والعصبى وأوقات الامتحانات ولأن التجربة جديدة وجديرة بالمناقشة كان لروزاليوسف هذه الجولة فى العيادات النفسية والحديث مع القائمين عليها.


تعرض طلاب الجامعة لأمراض نفسية نتيجة الضغوط الأخيرة وذلك لتشجيع بقية الجامعات على القيام بهذا القرار الذى سوف ننقذ به شباب الجامعات المصرية.. وقد رحب عدد كبير من أطباء علم النفس بجامعة عين شمس بهذا القرار الذى اشاد به الدكتور مصطفى مرتضى استاذ علم النفس بكلية آداب جامعة عين شمس وأكد على أنه قرار رائد مطالباً بتطبيقه على مستوى جامعات مصر لأن الطلاب بالفعل يعانون من احباط شديد بسبب المشاكل الاجتماعية التى وصلت لدرجة القلق والاكتئاب مضيفا إن هذه خطوة عظيمة ورائدة وهى تتفاعل مع الأحداث لأن الطالب الجامعى تدهور معنويا واجتماعيا ودراسيا ومن الممكن أن يلجأ إلى الانتحار وهذا القرار يجب أن تلجأ إليه باقى الجامعات فى الفترة الأخيرة وذلك للاعلاء من شأن الطب النفسى من خلال انشاء أكثر من عيادة نفسية لمساعدة طلاب الجامعات على استعادة خطواتهم المستقبلية.


وأشار مرتضى إلى أن العيادات النفسية بالجامعات سوف تساعد كثيرا على رفع مستوى التعليم لأنه بهذا الشكل سوف يؤثر ايجابيا على وظيفة الحماية والأمان للطالب الجامعى.


إن نسبة المترددين على العيادات النفسية ومراكز الاستشارات الاجتماعية خلال الفترة الأخيرة للعلاج من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية والتى فى مقدمتها الاكتئاب والوسواس والخوف والاضطراب النفسى اصبحت اكثر من «الهم على القلب» وذلك على حد تعبير الدكتور محمد فرغلى استشارى الطب النفسى والذى يتصدى حاليا للاضطرابات النفسية من خلال وقفته مع قرار العيادات النفسية الذى أصبح منتشرا أولا بجامعة عين شمس وذلك لما شهدته الجامعة مؤخرا من احداث سياسية كان لها العديد من الآثار السلبية على العملية التعليمية بالجامعة وزيادة درجة القلق والاكتئاب بين الطلاب مضيفا أن هذه خطوة استباقية من قبل هذه العيادات النفسية وخطوة استنفار لأن هؤلاء الشباب هم المستقبل.


وأشار فرغلى إلى أنه يجب على جميع الجامعات المصرية اقامة ندوات ثقافية ونفسية واجتماعية لفهم الآخر وفهم النفس أيضا لأن وظيفة الطب النفسى فى النهاية هى الحماية والأمان مؤكدا أن هذه خطوة عظيمة ورائدة فى عالم الطب النفسى وأن الاستعانة بهذه العيادات لم يعد مرفوضا اجتماعيا كما كان من قبل لأن الضغوط التى تغطى عقل الانسان ونفسه ما هى إلا ضغوط لها وقتية وتنتهى بالعلاج بسرعة كبيرة.


وحذر أيضا بعضا من الخبراء النفسيين من عدم تقبل المجتمع للتعامل مع المريض النفسى أو اعتباره مرادفا للجنون لافتين إلى أن الصورة النمطية للمريض النفسى والطبيب المعالج فى السينما العربية بعيدة تماما عن الواقع وخلقت ثقافة مجتمعية مشوهة يجب

 

تصحيحها.. ولذلك اكدت الدكتورة أمل مبروك استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أن قرار فتح 6 عيادات نفسية بجامعة عين شمس قرار له قيمته العالية لأنه  بذلك سوف تصبح نصف جامعات مصر متقدمة فكريا لأن نفس الطالب وعقله الأهم فى المجتمع.
وعندما يكون سليماً نفسيا ومعنويا واجتماعيا لأن اغلب المشاكل النفسية التى تحدث للطالب الجامعى هى نتيجة ضغوط وصراعات عائلية تؤثر بشكل كبير على الطالب وتجعل مستواه الذهنى والدراسى فى الانهيار لذلك فهو «قرار صائب فى محله». «الطب النفسى فى العصر الحديث مزج بين الجانب النفسى والجانب الدينى نتيجة ارتباط الجانبين فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومن هذا

 

المنطلق اصبحت الدول الغربية تدخل فى علاجها الجانب الدينى كنوع من غرس القيم النفسية داخل الشخص». هكذا بدأت حديثها الدكتورة أمينة الهيل المسئولة عن عيادات الطب النفسى بجامعة عين شمس مضيفة أن العلاج من المتاعب النفسية لدى طلاب الجامعات ليس عارا وانما حافزاً لهم حتى يستعيدوا قوتهم العقلية والنفسية هذا بجانب أن نظرة المجتمع للطب النفسى حاليا تغيرت كثيرا بتطور التكنولوجيا من جهة والتقدم العلمى والتقنى الهائل من جهة أخرى اضافة إلى تحول العالم إلى قرية كونية صغيرة مشيرة إلى أن طلاب

 

جامعة عين شمس بالاخص لهم الحافز الأول والأخير لأنهم عانوا كثيرا خلال الفترة الماضية من اضطرابات نفسية واجتماعية وسياسية أيضا أثرت بطريقة سلبية على مستواهم الذهنى والنفسى والدارسى والاجتماعى معبرة عن رفضها للتعقيد الحياتى الذى يعيشه الطالب داخل الحرم الجامعى وذلك بفعل ايقاع العصر البالغ التشابك فى مختلف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية هذا بجانب الظروف الضاغطة التى تحيط بهم من جميع النواحى.


واضافت أمينة أن الطالب الجامعى فى الدول المتقدمة يعتبر الذهاب إلى العيادات النفسية بالجامعة ضرورة للوصول إلى الصحة النفسية الكاملة وقد يكون احيانا نوعا من المباهاة الاجتماعية والدليل على ذلك انتشار عيادات ومراكز الاستشارات النفسية فى الجامعات الغربية أكثر منها فى الجامعات العربية.

 

ويؤكد هذا الرأى الدكتور أحمد غالب طبيب أمراض نفسية بعيادات عين شمس الذى يؤكد على ضرورة تغيير ثقافة المجتمع المصرى ونظرته للطب النفسى وتقبله فكرة اللجوء إلى الطبيب النفسى للعلاج هذا بالاضافة إلى الظروف الدراسية المزعجة التى يمر بها الطلاب وذلك أثناء فترة الامتحانات التى تؤثر نفسيا على الطالب وتجعله فى أصعب حالاته النفسية التى يمر بها أثناء تلك الفترة التى تتطلب منه زيادة وعيه الذهنى جيدا واذا تطلب منه الأمر اللجوء إلى الطبيب النفسى لادارة عقله جيدا عند التعرض لضغوط نفسية غير محتملة تؤثر على سلوكياته فمن باب أولى اللجوء إليه حتى يحدث له صفاء ذهنى ليتقدم ذهنيا ودراسيا واجتماعيا ايضا وسوف يؤثر على حياته

 

الاجتماعية بشكل صحيح سوف يتحقق بسهولة فى ظل الانفتاح وزيادة نسبة التعليم والثقافة ومعرفة هذه الأجيال بكل شىء يحدث بين دول العالم واجادتهم جيدا لما يدور حولهم من تقلبات وتغيرات تجعلهم يتمردون على الواقع الذى يعيشونه.