الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتخابات حزب الكرامة




كتب: أحمد محمد جلبى


عقد الكرامة مؤتمره العام الأول فى 14 مارس 2014، فى ظروف استثنائية وسط حشد من أعضاء المحافظات لتمتلئ قاعة نقابة الصحفيين بكل رموز اليسار الوسط والمتطرف ومؤيديهم فى مختلف أماكن مصر، الشباب الناصرى الذين لم يعيشوا فعليًا الحقبة الناصرية أشد حماسًا وتوثبًا من القيادات الأكبر سنًا، لكن المهندس محمد سامى وأعضاء مكتبه السياسى كانوا فعلاً همزة وصل بين تلك الأجيال، وإحقاقًا للانصاف تجلت حكمة الخبرة والحلم الواسع على معارضات وطموح الشباب فى إدارة محمد سامى رئيس الحزب وحامد جبر وسيد عطاس فى افشال مخططات الفوضى أو هيمنة كبار تيار شيوخ اليسار على المسار الحر الديمقراطى أو اختيار قيادات شابة وجديدة لشغل مناصب عليا فى إدارة الحزب للمرحلة المقبلة، مثال ذلك حاول بعض «العواجيز» حرمان بعض أعضاء المؤتمر العام من الترشح بحجة أن أماناتهم لم تسدد الاشتراك السنوى زاعمين أن الالتزام الحزبى يجب أن يعبر عنه بالأموال فما كان من حامد جبر الا أن صرخ فى الميكروفون ضد هذا التوجه المعيب ملزمًا نفسه بأن يدفع من ماله الخاص أى متأخرات ليصاب أصحاب هذه المؤامرة الصغيرة بالصدمة والشلل محاولين إثارة اتباعهم لإحداث هرج ولأن القادة أكبر من تلك التفاهات غير الاشتراكية أو الحضارية فوتوا عليهم اللعب بتلك الورقة. بقى أهم جزء من المؤتمر وهو اختيار المرشحين من المؤتمر لشغل مقاعد فى المكتب السياسى للهيئة العليا التى سيناط بها قيادة الحزب فى المرحلة المقبلة، وكان رئيس الحزب قد اشترط أن يكون الثلث من الشباب وحاول  ألا تكون هناك قوائم توافقية ظالمة قدر الإمكان واشترط موافقة أغلبية أعضاء أمانات المحافظة أولاً على تلك القائمة لو أرادوا أن يقبلها ويمررها والنتيجة أن حاول تيار كبار السن أيضًا التدخل فى أن يفرضوا ما يرونه ووقعت اختياراتهم على أعضاء «ريدكياليين» لا يؤمنون باعطاء فرصة لأحد إلا مجموعتهم «شلة يسارية قديمة من أيام السبعينيات» باذلين وعودًا لشباب الحزب للتوافق معهم وتأييدهم وللحق أيضًا نجح ذلك التكتيك فى بعض واسقط الشباب المحاولات الأخرى أما أبرز حدث فهو رفض محافظة القاهرة بأماناتها التوافق على أسماء مرشحين «الحرس القديم» فهناك 38 مرشحًا لشغل 7 مقاعد فى الهيئة العليا والمفترض تركها للشباب والوجوة الجديدة ومن خدم الحزب باخلاص طيلة السنوات السابقة العجاف وتعرض للمضايقات وظل مؤمنًا بمبدأ أهمية اليسار الناصرى فى الحياة السياسية المصرية خاصة أن هؤلاء «الحرس المسنين» لديهم بالفعل ستة مقاعد مصعدة تلقائيًا دون انتخاب فى الهيئة العليا، وتندهش من كم الوعود البراقة والاغراء والتغريز بالشباب ومحاولات ممارسة ضغط عليهم التى لم تفلح لحسن الحظ ليؤجل رئيس الحزب بحكمة وصبر حسم مقاعد محافظة القاهرة لموعد لاحق ويعتمد النتائج الأخرى، إلى هنا تكون هذه التجربة مهمة فاليسار من أصعب التيارات فى تحمل النقد والمعارضة أو التفاعل معها بديمقراطية وقد صادفت شبابًا نشأوا على ما كان عليه اباؤهم من رفض فكرة الحوار والرأى الآخر معتبرين أن ما يحدث يشرخ الحزب ولم تفلح محاوراتى معهم فى تقريب فكرة الرأى المعارض أما المضحك فهو ذلك الشاب «ابن 28 عامًا» الذى أضاف تاريخ يسارية والدة ذات السبعين معتبرًا نفسه اشتراكيًا منذ تسعين عامًا أو يزيد فهل وضحت الرسالة؟ القرعة وشعر بنت خالتها.


باحث ـ معهد البحوث والدراسات الإفريقية