الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نحتاج رئيسـًا يوحد شعب مصر




لا يخفى على أحد أن الهدف السياسى والاستراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط هو بسط الهيمنة على دول هذه المنطقة.. واستغلال ثرواتها ومواقعها الاستراتيحية وتوظيفها من أجل خدمة الصراع الكونى بين أمريكا وأعدائها التقليديين أو الصاعدين والمنافسين لها على الساحة الدولية.. ولتحقيق ذلك كانت خطتهم الشيطانية بتقسيم دول المنطقة عرقيًا وطائفيًا ومذهبيًا إلى دويلات ضعيفة تسبح كالتوابع فى الفلك الأمريكي.. وهذا المخطط أعلنه جورج بوش فى 2003 وعبرت عنه وزيرة خارجيته كونداليزا رايس فى عام 2006 باسم «الفوضى الخلاقة».
وقد اتضحت أبعاد المؤامرة فى التقرير الصادم الذى سربته المخابرات الروسية عبر وسائل إعلامها لتتناقله الصحف والمواقع الإخبارية فى العالم لتكشف الوجه  القبيح للولايات المتحدة الأمريكية. حمل التقرير السرى عنوان «خطة أوباما» لإقحام الجيش المصرى فى حرب أهلية تطيح بوزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى» وأشار التقرير: «إذا لم يجد المصريون المبرر والسبب ليقتل بعضهم بعضًا فإنه يتحتم على الإدارة الأمريكية أن توجد هذا السبب، وذكر التقرير أن هدف أمريكا الرئيسى دفع الجيش والشعب إلى قتال بعضهم البعض أى خلق حرب أهلية قبل عام 2015.. لأنه إذا بقى الوضع المصرى كما هو فإن أمريكا ستواجه عبد الناصر جديدا فى إشارة واضحة بتشبيه المشير السيسى بالزعيم جمال عبدالناصر.
وقبل تسريب تقرير الولايات المتحدة الأمريكية.. كتبت فى هذا المكان ومبكرًا جدًا أن المشير عبدالفتاح السيسى هو فرض الضرورة الأنسب ليكون رئيس مصر القادم.
كانت الصورة واضحة أمامى جدًا على الرغم من إدراكى أن خصوم الرجل السياسيين سواء فى مصر أو خارجها سيكونون حجر عثرة أمام تقدمه ولن يكون بعيدًا أن تتكتل عليه القوى الدولية والإقليمية والداخلية، وتعطل تجربته ومشواره من أجل النهوض بمصر.
لكنه فى الوقت نفسه هو الرئيس الضرورة الذى يمكن بحسمه وحزمه أن يسير بمصر إلى الأمام خاصة تجربته فى القوات المسلحة ثم تجربته فى إدارة الصراع مع الإخوان الإرهابيين والمتحالفين معهم بعد 30 يونيو.. تجعلنا نطمئن إليه وهو يقود سفينة الوطن.
لا أتحدث عن السيسى بالطبع على طريقة دراويشه، هؤلاء الذين يتعاملون معه على انه المهدى المنتظر أو من يملك مصباح علاء الدين يستطيع من خلاله حل جميع الأزمات والمشاكل.
ولكننى كنت وما زلت أنظر إليه على أنه مشروع للاستقلال الوطنى واسترداد قيمة ومكانة وكرامة مصر.. ويجب على الجميع أن يقف إلى جواره لأن هذه ليست معركته وحده.
السؤال المهم الآن: ما  الجهة التى تراهن عليها أمريكا لتحقيق هدفها طبقًا للمخطط الموضوع وبأسلوب الفوضى الخلاقة المرسوم؟ الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن أمريكا راهنت على جماعة الإخوان الإرهابية لكونها أكثر الجماعات الدينية والسياسية تنظيمًا.. فضلًا عن انتشارها فى أكثر من ثمانين دولة مستهدفة من قبل أمريكا.. هل أدركتم الآن سر استقواء الجماعة الإرهابية بأمريكا وإصرار المعزول مرسى على أنه الرئيس الشرعى؟
نعود إلى التقرير وما يعكسه محتواه  من تشبيه للمشير السيسى بـ«ناصر جديد» إن ما يمثله السيسى من شخصية وطنية مستقلة تحظى بقبول كبير من الشعب وأنه لا يعبأ بتهديدات أمريكا أو الاتحاد الأوروبى أو أى دولة بقطع المساعدات عن مصر.. أو حتى تجميد العلاقات معها كما فعل الاتحاد الإفريقى وبالتالى نشأ القلق الأمريكى من زعامة السيسى وتأثيره على مصالحهم والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط وعزز من هذا القلق والمخاوف الأمريكية من وصول السيسى إلى رئاسة مصر..لما يملكه من مشروع قومى متكامل لإنقاذ مصر من حالة التردى الأمنى والسياسى والاقتصادى والاجتماعى التى تحياها.. فضلًا عن حالة الانقسام الذى أوجدته جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها فى المجتمع المصري.
إن قدرة السيسى على توحيد الشعب المصرى من ورائه على جميع طوائفه وفئاته لتنفيذ مشروع قومى للنهوض بمصر.. وأيضًا إدراكه للقدرات المادية والمعنوية التى تتمتع بها مصر.. وغير مستغلة من أراض.. وأغلبية السكان من الشباب القادرين على العطاء وموارد طبيعية وخبرات علمية.. وتكنولوجيا.. يمكن من خلال برنامج طموح يخطط له السيسى استغلال جميع هذه الإمكانات.. للقضاء على ما تعانيه مصر من مظاهر تخلف فى الميادين المختلفة ويدفع بها إلى مصاف الدول المتقدمة أو على أقل تقدير تكتفى ذاتيًا فى الغذاء والسلاح وتستغنى عن الخارج فى احتياجات شعبها.. وبالتالى تحرير الإرادة المصرية والقرار المصرى من الضغوط الخارجية.. ولا ننسى أن من يملك قوته يملك إرادته.
إن المشير السيسى لا يتمتع بدعم ومساندة الشعب المصرى فقط.. لكن معظم الدول والشعوب العربية ترى فيه منقذًا.. ومثالًا يحتذى فى البحث عن مثيله فى الشعوب العربية والإسلامية.
لذلك فإن تحول السيسى من بطل قومى مصرى إلى بطل قومى عربى وإسلامي.. هو ما يقلق الولايات المتحدة ويجعلها تشن حربًا كونية ضد السيسى الذى أفسد مخططاتها فى المنطقة.
والسؤال الذى يفرض نفسه: هل يوجد على أرض مصر من يرفض السيسى رئيسًا لمصر؟! لا أعتقد.
تبقى نقطة واحدة لم أكن أريد التطرق إليها لولا أن تقريرهم المستفز لكل من يملك كرامة وعزة نفس أشار إليها وهو ما يتعلق بطائرة تجسس أمريكية بدون طيار اسقطتها قوات الدفاع الجوى المصرى فى 2 نوفمبر الماضي.. حيث ذكر التقرير -  على غير الحقيقة - أن هذه الطائرة اسقطت بأسلحة روسية متقدمة حصلت عليها مصر مؤخرًا نقول لهم إنه استنتاج خاطئ حيث تم اسقاط هذه الطائرة بواسطة وسائل دفاع جوى مصرى وخبرات حرب إلكترونية مصرية مائة بالمائة.. نجحت فى اختراق التردد الذى تعمل به هذه الطائرة.. وبالتالى التحكم فى حركتها وإسقاطها.
حفظ الله مصر.. جيشًا وشعبًا.. ووقاها شر الفتن.