الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأمهات المثاليات رحلة كفاح لا تنتهى




الأم كرمها الله عز وجل عندما قرن حسن معاملتها بعبادته فى قوله تعالى: «وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا» واوصى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما سئل من أحق الناس بحسن صحابتى يارسول الله «قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك»
وقال أيضا صلى الله عليه و سلم «الجنة تحت أقدام الأمهات»
لذلك اختارت الدولة المصرية يوم 21مارس من كل عام عيدا للأم حيث تقوم وزارة التضامن الأجتماعى باختيار 10أمهات مثاليات على مستوى الجمهورية وتختار مديرياتها 10 آخرين على مستوى كل محافظة.
على صدر هذين الصفحتين رصدت «روزاليوسف» قصص كفاح الفائزات بلقب الامهات المثاليات لهذا العام من يقراها سيجد أن أمير الشعراء أحمد شوقى لم يبالغ يقول «الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق»
هنا ستجد حكاية الأم الاعتبارية بأسيوط التى تكلفت بتربية نجلة ابنتها.

 

اعتبارية أسيوط: أمنيتى أن أحج لتعويض ما قاسيته فى حياتى وتعب الدنيا

أسيوط ـ إيهاب عمر
 حاولت وفاء رد الجميل لجدتها التى ربتها وعلمتها وزوجتها بعد وفاة والدتها حين كان عمرها عامين فقامت بالتقديم لها فى مسابقة الأم المثالية وبالفعل اختارتها وزارة الشئون الاجتماعية الأم الاعتبارية نظرا للمعاناة التى عاشتها فى تربية حفيدتها التى كان عمرها عامين بعد وفاة والدتها والتى كانت تعانى من شلل نصفى.
 قالت آمنة صابر عبدالعال عاشور 82 سنة تزوجت وكان عمرى 12 عاماً وأنجبت 3 من البنين و5 من البنات وتوفى زوجى الذى كان يعمل مراكبى منذ 32 سنة كان وقتها أبنائى فى سن الطفولة وكان منزلنا بالطين ليس بالطوب وقمت وقتها بدق الطوب الذى بنى به منزلى 12 ألف قالب طوب على ركبى وساعدنى ربنا وبنيت أول دور فى المنزل وأولادى قاموا ببناء الدور الثانى.
 وروت آمنة قصة كفاحها مع ابنتها «أم وفاء» وحفيدتها قالت إن ابنتها الكبرى أم وفاء اصابها شلل وكان عمر ابنتها وفاء فى ذلك الوقت عامين وتركتها لها بعد أن أصيبت بجلطة دماغية أدت إلى شلل نصفى وروماتيزم بالقلب وطلقها زوجها بسبب مرضها وتركها تصارع المرض وجاءت وجلست معها فى المنزل وظلت ملازمة الفرش فى المنزل لـ10 سنوات فتركت أولادى وأبناءهم للتفرغ للاهتمام بابنتى المريضة وابنتها الطفلة وكانت وصيت ابنتى لى قبل أن تموت إننى لا اترك بنتها ترجع إلى والدها الذى تزوج حتى لا تكون خادمة لزوجته وتقول الام الاعتبارية: ظللت أعمل فى صناعة حويات من زعف النخيل وأقوم ببيعها للإنفاق على ابنتى وحفيدتى حتى   توفيت ابنتى بسبب المرض وتكفلت بتربية حفيدتى «وفاء» وبالفعل نفذت وصيت ابنتى لى لأنها كانت أمانة فى رقبتى والحمد لله أن ربنا أراد لها الستر ونجحت حفيدتى وكانت تذاكر بجوارى على «الطبلية» وعلى إضاءة اللمبة الجاز وأنا بجوارها بخيط وكنت أذهب لتوليد السيدات بالقرية كنت أعمل «دايه» علشان مكنش فيه مستشفيات بجوارنا وقتها وكنت أيضا بستر الميت «مغسلة» وفضلت أجاهد عليها حتى علمتها ووظفتها ممرضة وجهزتها حتى تزوجت وحتى الآن لم أتركها وأولادى على الله مفيش واحد منهم موظف غير بالأجر يعملون سائقين.  
وقالت آمنة إنها تتمنى من الله أن يكرمها بالحج لتعويض ما قاسته من الأيام وتعب الدنيا خاصة وأن نظرها ضعيف جدا.  
 أما الأم المثالية لمحافظة أسيوط فقد فوجئت باختيارها بعد أن قدمت لها إحدى زميلاتها بمسابقة الأم المثالية دون علمها إنها فايقة عزيز حبيب موسى 58 سنة باحث قانونى بالوحدة المحلية بمركز ومدينة أبنوب.
 وقالت فايقة: كنت حاصلة على دبلوم تجارة وتم تعيينى عام 77 بالوحدة المحلية بقرية الوسطى التابعة لمركز الفتح وبعد ذلك قمت باستكمال تعليمى منازل حيث حصلت على الثانوية العامة وبعدها ليسانس حقوق تزوجت عام 86 ونقلت للعمل بمجلس مدينة أبنوب وظللت لخمس سنوات لم أنجب وربنا كرمنى بعدها وأنجبت ثلاث بنات وكنت أسمع من حولى يقولون أن خلفتى بنات ولكن لم يؤثر ذلك فى بل زادنى إصراراً على إننى أعلمهم وان يكونوا أفضل من البنين وبالفعل ربنا كرمنى فيهم فالابنة الكبرى طالبة بالسنة السادسة كلية الطب أسيوط، والثانية بالسنة الرابعة بكلية الصيدلة أسيوط، والثالثة بالسنة الثانية طب أسيوط والحمد لله كانوا فى مدارس حكومية وكانوا مجتهدين منذ صغرهم.