الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يطالب الصحة العالمية باتخاذ التدابير اللازمة لمنع المندسين بين صفوفها للقيام بأعمال غير مشروعة




طالب الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بضرورة قيام علماء الأمة بدعم حملات التوعية ضد مرض شلل الأطفال، ونشر الوعى السليم بخصوص مقاومة الأمراض وعلاجها، وضرورة التصدِّى لبعض الفتاوى التى ظهرت فى الآونة الأخيرة والتى تحرم التطعيم ضد مرض شلل الأطفال فى دول شرق آسيا وغيرها من الدول الإفريقية؛ حيث إنَّ هذا المرض يُمثِّلُ خطورة كبيرة؛ لأنه يُعرِّضُ الأطفال للموت أو الشلل  فى بعض الأطراف.


كما طالب فى كلمته أمام الاجتماع الأول للفريق الاستشارى الإسلامى العالمى المعنيّ باستئصال مرض  شلل الأطفال الذى عقدته الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى بجدة، وفق بيان من الازهر ، بتشكّيَل حملات للتوعية بالمناطق الموبوءة تتكون من الأطباء المتخصصين، وفى صحبتهم شيوخ وعلماء من الأزهر للمشاركة فى التوعية بضرورة التطعيم ضد هذا المرض، ودحض الاعتقادات الفاسدة التى تعوق ذلك.


وأدان وكيل الازهر  الأعمال الإجرامية التى تتعرض لها القوافل الطبية من قبل متشددين لا يفقهون شيئا فى أمور الدين  فقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن جلبَ طعامًا إلى مصرٍ مِن أمصارِ المسلمينَ كانَ له أجرُ شهيدٍ»، فكيف بمن يسعون فى حماية الناس من الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة بجلب الأدوية والأمصال إليهم فى مختلف الأمصار معرضين أنفسهم للمخاطر والهلكة.


كما أدان استغلال حملات التطعيم ضد شلل الأطفال وغيرها من أعمال القوافل الانسانية فى غير الغرض الانسانى الذى خصصت له  مطالبا القائمين عليها وخاصة منظمة الصحة العالمية بأخذ التدابير اللازمة لمنع المندسين بين صفوفها للقيام باعمال غير مشروعة كالتخابر وجمع المعلومات والتبشير وغير ذلك من الأعمال التى تضر بمصداقية هذه الحملات وتسهم بقدر كبير فى الترويج لهذه الفتاوى الباطلة المحرمة للتطعيم.


وشدد وكيل الازهر على ان مقاومة التطعيم الآمن ضد مرض شلل الاطفال والافتاء بتحريمه يعد نوعا من أنواع الاعتداء الموجب للعقاب شرعا بقدر الضرر المترتب عليه.


كما أكد على ضرورة التواصل مع وسائل الإعلام لتبنى حملات متتابعة لمكافحة شلل الأطفال بكافة السبل، وقال د شومان: «إن الشريعة الإسلامية أرشدت إلى طرق الوقاية وعلى رأسها النظافة حتى لايحل الداء  مؤكدا ان مصادر الشريعة الإسلامية خمسة  وهى حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين؛ ومن التدابير المحققة لحفظ النفس البشرية منع الاعتداء عليها بما يتلفها ووجوب الوقاية بالابتعاد عن مضراتها والتداوى إن حل الداء بها.


كما اكد على اهتمام الازهر منذ انشائه بالصحة العامة للناس  و دعم قضايا الطفل، و إصداره لوثيقة الطفل فى الإسلام عام 1992م، إضافة إلى الإصدارات التى تتعلق بحقوق الطفل فى الإسلام بعناية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف.


 وثمن وكيل الأزهر دور المؤسسات التى تعنى بالطفل  وتعمل على نشر الثقافة الصحية وسبل الوقاية  ومنها منظمة الصحة العالمية، مؤكدا انزعاج الأزهر من بعض حملات التشكيك التى تتعرض لها منظمة الصحة العالمية وجهودها الخاصة بحملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال بمزاعم لم يثبت العلم صحتها  وكذبها الواقع، مما أدى الى انتشار المرض فى بعض تلك الدول


 وأشار إلى ان التقارير التى تأتى للأزهر من المؤسسات والمنظمات المعنية بهذا الامر نجد أن السبب الرئيسى فى انتشار هذه الأفكار فى بعض المجتمعات الإسلامية هو  الجهل من البعض ورفض التطعيم خوفا من الاصابة بالعقم وهذا الأمر أوجب على الأزهر أن يتحمل المسئولية  لتوضيح الحقائق للجميع والتأكيد على أن التطعيم كعلاج وقائى للأمراض هو من مقاصد الشريعة الإسلامية.


 وقال: «لقد ناقش مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أكثر من مرة  بعض الآراء التى تحرم تطعيم الأطفال ضد مرض «شلل الأطفال»، و أصدر المجمع رأيه بمطالبة جميع الآباء والأمهات ألا يتبعوا تلك الفتاوى التى تحرم التطعيم ضد هذا المرض الخطير؛ حيث يقول سبحانه: {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} [الأنعام: 140].


وشدد وكيل الازهر على ان الأزهر  لا يمكن أن يدخر جهدا فى خدمة القضايا الانسانية وخاصة التى تهدف إلى حماية البشرية من الإصابة من الأمراض الخطيرة وهو يتحفظ دائمًا  على كل القضايا التى تمسّ من قريب أو من بعيد عقيدتنا وشريعتنا، ويساند بقوة التطعيم ضد شلل الأطفال لموافقته لمقاصد الشريعة الإسلامية بل يراه واجبا شرعيا.