الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علماء الأزهر يرفضون فتاوى تحريم عيد الأم




كتب- صبحى مجاهد


رفض علماء الأزهر الشريف فتاوى تحريم الاحتفال بعيد الأم، والتى منها تحريم الاحتفال بعيد الام لكونه عيدا صليبيا كنسيا مطالبا المسلمين بمقاطعته لأنه باطلا، واخرى تحريمها لكونها بدعة.
فمن جانبه قال د.محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية: «لماذا تحريم الاحتفال بعيد الأم وقد أوصى الله بها خيرا والاحتفاء بها وتحريم الاحتفال بعيد الام بدليل قطعى وهذا الكلام ليس عليه دليل، والاحتفال يكون بحسب قدرة كل شخص والشرط الوحيد الا يتضمن الاحتفال محظورا شرعيا.
أضاف: «ان الاحتفال بالأم مطلوب تماما وهو من المصالح لتقوية العلاقات، وهو جزء من الوفاء للمتطلبات التى تريدها الام فهى الإنسانة التى سهرت على ابنها وإذا شكر الإنسان امه طوال عمره لا يوفيها حقها.
واعتبر الجندى ان مثل هذه الفتاوى  مسيئة للإسلام وتظهره على انه دين لا يعرف الرفق فى حين ان الاحتفال بالام حق انساني، مؤكدا ان الفتوى امر يحتاج لتخصص ومعايير وأصول معينة ولا يحق لكل احد لا يقبل شيئا ان يصدر فتوى، وقال « ليرفق هؤلاء بالإسلام «.
كما يوضح د.أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الاحتفال بعيد الأم ليس فيه أى منكر أو حرمانية، وقال إن المناسبات الدينية والاجتماعية تدخل فى نظام المصلحة المرسلة، ولم يأت فيها من الشرع لا إعمال ولا إهمال.
ويقول الدكتور عبدالفتاح عاشور الأستاذ بجامعة الأزهر إن  الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال دينى، أو عيد من أعياد المسلمين، ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفاً، ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة خاصة فى دين الله، بل فى كل دين، ولذلك يجب أن تكرم وأن تحترم وأن يحتفل بها، فلو اخترنا يوماً من أيام السنة يظهر الأبناء مشاعرهم الطيبة نحو أمهم وأباهم لما كان فى ذلك مانع شرعى، وليس فى هذا تقليد للغرب أو للشرق، فنحن نحتفل بهذا اليوم بما لا يخالف شرع الله، بل بالعكس نحن ننفذ ما أمر الله به من بر الوالدين والأم على وجه الخصوص، فليس فى هذا مشابهة ولا تقليد لأحد.
كما يوضح الدكتور محمد إسماعيل بكر  بجامعة الأزهر : إن عيد الأم هو من بدع العادات لا من بدع العبادات، وبدع العادات لا يأمر بها الإسلام ولا ينهى عنها إلا إذا كانت تتصل بالدين من قريب أو من بعيد، فإذا كانت هذه العادات تُعبّر عن الوفاء والاعتراف بالجميل وتدعو إلى البر والإحسان إلى من يستحق البر والإحسان كالأم والأب ومن فى حكمهما كالجدة والجد، فإن الإسلام يبارك هذه العادات ويقرها، أما إذا كانت هذه العادات تعبر عن الضد من ذلك أو يترتب على فعلها ما يعيبه الإسلام ونهى عنه كالإسراف والتبذير والعبث واللهو واللعب والتفاخر، فإن الإسلام ينهى عنه، ويُحذر منه، وقد كان للعرب عادات بعضها أقرها الإسلام على ما هو عليه وبعضها نهى عنها وحذر منها، وبعضها أقره مع التعديل.
وأوضح أنه على ذلك  لا يجوز اعتبار عيد الأم  عيداً دينيا  لأنها بذلك تصبح بدعة فى الدين والبدعة المحرمة هى التى تؤدى إلى زيادة فى الدين أو تغيير فى السنن،مؤكدا  جواز الاحتفاء بالأم فى مثل هذا اليوم بشروط اهمها  ألا يعتبر عيداً للمسلمين، وألا يُراد منه التشبه بالكافرين الذين يقصرون تكريم الأم على هذا اليوم، و التحذير من المخالفات الشرعية والأدبية والإسراف والتبذير التى ترافق الاحتفال بمثل هذه المناسبة.
فى المقابل ألا ننسى تكريم الأب كذلك والإحسان إليه، فالبر والإحسان فى النصوص الشرعية لهما – وإن كان حق الأم أعظم.
وكان  د. ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الاسلامية قد اكد: «إن الاحتجاج بأن مثل هذا الاحتفال لم يحدث فى أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والتابعين وتابعيهم احتجاج ضعيف.. فليس كل شيء يحدث الآن فى حياتنا قد حدث أيام الرسول والصحابة والتابعين.. حتى فى أمور المساجد وطلب العلم وطريقته».
أضاف أن المسلمين يتسابقون فرادى وجماعات لبر الأمهات وصنع الخير معهن وتعويض ما قصروا فيه معهن طوال العام وهم فى كل عام يستمعون إلى تلك الفتاوى التى تحرم الاحتفال بـ»عيد الأم»..  ولكنهم لا يلتفتون إليها ولا يقتنعون بها .. ويستمرون فى الاحتفال بهذا اليوم.. ويرون أن ترك الاحتفال به يحرمهم ويحرم أمهاتهم من خير وبر كثير.. ويحرم أولادهم من غرس هذه القيمة العظمى فى نفوسهم.
واوضح أن الأعياد التى لا تشتمل على نسك وعبادة فهى تسمى أعيادا مجازا..  لأنها تعود كل عام.. وهذه فى حقيقتها ليست أعياداً بالمعنى الشرعى رغم اشتمالها على  فرحة أو بر أو معروف ونحوه ومن أمثلتها «عيد الأم» وعيد النصر وعيد الثورة وعيد العلم ولو أننا أسميناها «يوم كذا « بدلا ً من «عيد كذا» لكان أولى وأفضل ولزال عنها الكثير من الالتباس الذى يقع فيه الكثيرون.
ولفت إلى أن  عيد الأم  يسمى مثلاً يوم الأم ونسمى عيد النصر بيوم النصر ونسمى عيد العلم بيوم العلم وهذا ما يليق بمثل هذه المسميات فهى تشتمل على غرض شرعى صحيح من تكريم الأم أو العلماء الأفذاذ أو المقاتلين العظماء.. وهذه كلها مصالح شرعية صحيحة.