الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد جدل كبير بين المسرحيين: عودة التجريبى أكتوبر المقبل والإستغناء عن المهرجان العربى والدولى




بعد الأزمة التى أثارها قرار لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة العام الماضى بضرورة إلغاء مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى واستبداله بمهرجانين أحدهما عربى وآخر دولى، تراجعت اللجنة عن قرارها وفضلت فى النهاية الإبقاء على التجريبى خاصة بعد الاعتراضات الشديدة التى واجهتها اللجنة من قبل قطاع كبير من المسرحيين الشباب الذين رأوا أن إلغاء التجريبى سيشكل تراجعا كبيرا فى الحياة المسرحية خصوصا أن هذا المهرجان أثر بشكل قوى ورئيسى فى عدد كبير من المسرحيين لأنه يساهم بشكل كبير فى الإطلاع على أخر التجارب المسرحية الجديدة التى ابتكرها العالم فى فن التجريب، وعن القرار وعودة المهرجان أكد الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون ورئيس لجنة المسرح قائلا:
     بعد انعقاد المؤتمر القومى للمسرح وباستطلاع آراء المسرحيين وجدنا أن هناك اتجاهاً قوياً للإبقاء على المهرجان التجريبى وبالتالى قررت اللجنة إقامة دورة المهرجان بدءا من هذا العام لكن مع إحداث بعض التغييرات التى نرى أنه من أهمها عدم الاهتمام بكم الفرق والعروض المشاركة على حساب الكيف بمعنى أنه يجب مراعاة جودة العروض وليس بالضرورة باستضافة أعداد كبيرة من الفرق حتى تخرج دورة المهرجان بشكل لائق ومختلف كذلك محاولة التقليل فى النفقات فبدلا من الاهتمام ياستضافة الفرق فى فنادق 5 نجوم نستطيع تعويضها بفنادق أبسط.
وعن احتمال تأثر المهرجان سلبا بسبب توقفه عامين كاملين قال : أعتقد أن توقف المهرجان عامين لن يؤثر على إقامته من جديد خاصة ونحن نعتمد فى الأساس على السمعة الدولية التى اكتسبها هذا المهرجان طوال السنوات الماضية وهذه الدورة سنحاول إقامتها سواء مع بداية شهر أكتوبر أو منتصف الشهر نفسه نظرا لضيق الوقت لأننا حتى الآن ننتظر موافقة الوزير وإصدار قرار وزارى بإقامة المهرجان وبعدها سنبدأ فى العمل والاتصال بالفرق.
كذلك يقول ناصر عبد المنعم رئيس المركز القومى للمسرح وأحد أعضاء اللجنة:
بالتأكيد عودة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى مسألة فى غاية الأهمية وتوقفه كان خسارة كبيرة لأنه مهرجان استطاع خلال أكثر من 20 سنة عمل سمعة دولية قوية وبالتالى فقرار عودته كان قرارا صائبا مع إحداث تغييرات فى بعض الملاحظات التى كانت عليه السنوات الماضية مثل تقليل مسألة الإنفاق والمصاريف وعدم المبالغة أو البذخ فى أعداد الفرق المشاركة لأن وضعنا الاقتصادى الحالى أصبح لا يسمح بحالة البذخ التى كان عليها المهرجان من قبل.
وعن الميزانية المخصصة للمهرجان قال عبد المنعم:  هذا سابق لأوانه لكن بالتأكيد هناك بند من بنود ميزانية الوزارة مخصصة للتجريبى كما أن هناك بنداً مخصصاً للمهرجانات فى ميزاينة الوازارة سنويا بشكل عام، لكن الأهم من كل شىء فى رأى هو فكرة عودة المهرجان وعودة مصر للمشهد الثقافى والمسرحى الدولى فلابد أن تعود القاهرة كعاصمة فنية وثقافية، ولا أظن أن توقف المهرجان ثلاث سنوات أثر على سمعته لأن الدول بالتأكيد مقدرة للظروف الصعبة التى مرت بها مصر طوال هذه الفترة وذكاء هذا المهرجان أنه متفرد بصفته التجريبية بمعنى أنه ليس هناك مهرجان دولى يحمل هذه الصفة.
أما المخرج محمد عبد الرحمن الشافعى أحد مسئولى لجان اختيار العروض بإدرة المهرجان التجريبى السابقة يقول:
      أتمنى بالفعل أن يعود المهرجان لأنه منذ توقفه وهناك فرق عديدة تتساءل عن موعد عودته من جديد خاصة فرق أوروبا الشرقية، وبالطبع المهرجان كان يواجه عيوباً كثيرة لابد من تجنبها أحد أهم هذه العيوب هو إقامة المهرجان فى اللحظات الأخيرة، وأذكر أنه فى الفترة التى رشح بها فاروق حسنى لليونسكو كانت هناك حالة اضظراب شديدة وتردد فى إقامة المهرجان لأن الجميع كان يتعامل مع المهرجان على أنه مرتبط بوجود فاروق حسنى فى الوزارة وبالتالى كنا نعمل دائما فى اللحظات الأخيرة، إلى جانب أنه دائما ما كانت هناك أزمة فى مسارح البيت الفنى للمسرح خاصة مع العروض الأجنبية فهناك عروض كانت تطلب تجهيزات معينة للعرض الخاص بها وبالطبع لم تكن متوافرة وبالتالى كنا نواجه مشاكل عديدة بسبب فقر هذه المسارح والمسارح الوحيدة المجهزة والمناسبة كانت مسارح دار الأوبرا لذلك لابد أن يهتموا جيدا بحل هذه المشكلة لأنها تتسبب لنا فى إحراج شديد مع الدول المشاركة.
جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى كان قد توقف منذ عام 2011 أى منذ إندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير وبالتالى كانت آخر دورة عقدت له هى الدورة الثانية والعشرون عام 2010، وكان المهرجان خلال السنوات الثلاث الأخيرة قد تعرض لهجمة من بعض المسرحيين حتى إن لجنة المسرح فكرت فى إلغائه لكن نظرا لعمق تأثير هذا المهرجان على عدد كبير من المسرحيين الشباب والكبار استطاعوا التمسك بعودته من جديد، حتى إن المستقليين أعلنوا فى بيانا رسميا أنهم على استعداد لتحمل مسئولية إقامة المهرجان لو مكنتهم الدولة من الحصول عليه !!
اكتسب مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى أهميته منذ سنوات طويلة حيث أقيمت دورته الأولى عام 1988 ورأس هذه الدورة الفنان سعد أردش بعدها ومنذ تسعينيات القرن الماضى تولى رئاسته الدكتور فوزى فهمى وحتى عام 2010، وبالرغم من الانتقادات التى كانت توجه للمهرجان خاصة فى السنوات الأخيرة إلا أن الدكتور فوزى فهمى استطاع أن يحافظ على شكل وسمعة المهرجان الدولية طوال 20 عاما متواصلة، كما احتفظ فهمى بإصدارات المهرجان وهى مجموعة الكتب المترجمة التى قدمها المهرجان على مدار سنوات إنعقاده حتى فى السنة التى توقف بها عام 2011 حرص المهرجان على إصدار 20 كتاباً مترجما، وكان من هذه الاصدارات كتب متنوعة فى مجال المسرح من جميع أنحاء العالم على مدار سنوات انعقاد التجريبى منها «حياة المسرح وعلاقة الفنان بالصراع البشري»، «مسرح أمريكا اللاتينية فى الولايات المتحدة»، «المنظر المسرحي»، «جمهورية المسارح المسرح فى ألمانيا الشرقية»، «نصوص من المسرح الإسباني»، «المسرح ورؤية الأخر»، «نصوص تجريبية من المسرح الصيني»، «مسرح أوروبا الشرقية»، «نصوص من المسرح الفنزويلي»، «المرأة والحركة النسائية فى الدراما»، «مختارات مسرحية من اللغة الفرنسية»، «سينوغرافيا المسرح الغربي»، «المسرح والخيال»، «المسرح الهندى القديم»، «التمثيل بشخص الممثل والتمثيل بالأسلوب»، «القواعد الملهمة للفن الدرامى والمسرح فى الهند»، «الخطاب الدارمي»، «هنريك ابسن وميلاد النزعة إلى الحداثة»، «المسرح والعالم الرقمي»، «مسرح السود: العرض المسرحى الشعائرى فى الشتات الأفريقي»، «المسرح والكرنفال»، «كتابات المسرح والمقاومة فى شمال أفريقيا»، «النساء فى دراما إبسن»، «المسرح الأمريكى البديل»، «جذور المسرح التركي»، «المسرح وصناعة السياسة»، «الجسد والأداء المسرحي»، «لغات المسرح التى تصوغها المرأة»، «مخرجات مسرحيات أمريكيات فى القرن العشرين»، «المسرح اليابانى المعاصر»، «أشهر خمسين مخرج مسرحي»، «تطور المسرح البديل والتجريبى فى بريطانيا» وغيرها من الإصدارات المهمة إلى جانب حرص المهرجان سنويا على عقد ندوات متنوعة ومائدته المستديرة التى كان يتغير موضوعها عاماً بعد الآخر.