السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المصريون القدماء عظموا الأم الأرملة «إيزيس»




 أكد الباحث الآثرى أحمد عامر أن المصريين القدماء كانوا حريصين على الدعوة فى مجتمعهم إلى حب الأم والعطف عليها والبر بها، ويذكرون أولادهم بفضلها وبأهمية رضاها عنهم، مشيرا الى أن كتب التاريخ حفلت بالنصائح التى وضعها الحكماء أمام الأبناء لاحترام الأم ورعايتها.


وأوضح أن الأدب الدينى جسد فضل الأم الأرمل فى حمل عبء تربية ولدها فى شخص الربه «إيسه» أو « إيزيس» وكانت قد احتضنت وليدها « حور» إثر مقتل أبيه وتوارت به فى أحراش الدلتا عدة سنين، أهلته فيها خفية لإسترجاع ملك أبيه، وسجل الرواه المصريون فضل الأم على ولدها فى أساطير الدين فقد روى عن إحدى قديساتهم أنها تفرغت لتربية ولدها وحرصت على تعليمه فألحقته بمدرسة أتقن أساليب الكتابة فيها وتعلم منها فنون الحرب والقتال.


ونوه الى لأنه مع هذا الدور المشرف لبعض الأمهات فقد تخوفت قيم المجتمع عواقب لين الأم مع أبنائها ونتائج تدليلها لهم فى مراحل صباهم وأصرت على أن يتولى أبوهم أمرهم فى هذه المراحل دونها أو على الأقل يشرف عليها وعليهم فيها.


وأكد عامر أن الأطفال فى مصر القديمة كان لهم الحظ الاكبر من الرعاية والعناية والحنان فى ظل أسرة متماسكة، فقد كانوا قرة أعين الأبوين، يبذلان غاية الجهد لتنشئتهم النشأة السليمة، مشيرا الى أن الطفولة كانت هى أول مراحل الحياة وأحقها بالعناية سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع.


وقال إن الأنسان المصرى فى مصر القديمة كان يحب الأطفال مما دفعه إلى الحرص على الإنجاب بل والتبكير بالزواج حتى يتمكن من تربية أطفاله قبل أن يتقدم به السن، وكان البيت هو مهد التربية وميدانها الأول ففيه يتعلم الطفل ويستقى معارفه الأولى عن الحياة الإنسانية وتتفتح مداركه حيث كان لاستقرار الأسرة وتماسكها أكبر الآثر فى تكوين نفسيته تكويناً صحيحاً.


وأضاف: إن الرسوم والتماثيل كانت تدل على مدى تعلق الوالدين بأطفالهما وأحاطتهما بالرعاية والحب، حيث توضح الأب يجلس طفله فى حجره أو يمسكه بيده حانياً عليه أو يقبله، كذلك مثلت الأم وهى ترضع صغيرها أو تمشط طفلتها برعاية ومحبه ويسعد الوالدان لرؤيتهم يلعبون ويمرحون وخاصةً عندما يصطحبونهم فى رحلات صيد الطيور والأسماك، ومهما كان من تدليل الأطفال والولوع بهم عظيماً فهم كانوا بدورهم يكنون ويظهرون لأبويهم الاحترام العميق بجانب الحب.