الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الأراجوز»..الناس ما بتضحكش زى زمان




«الأراجوز» .. هكذا عُرف الرجل الأربعينى عم جمال وسط أقرانه من الباعة المتجولين وسط شوارع وط البلد، أو من بعض المارة اللذين اعتادوا المرور من أمامه، بعد 14 عامًا قضاها الرجل فى نفس المكان بصحبة صديقه الأراجوز، الذى يعرضه للبيع بثلاث جنيهات.


أب يحمل طفله الصغير، الذى مد يده متعلقًا بالأراجوز الذى يحمله «جمال»، ليفرح الصغير باللعبة، وبالعبارات التى يحملها «جمال» للمارة بصوت الأراجوز بفضل الصافرة فى فمه «يا بطة ياقطة»، ويفرح البائع أيضًا ببضع جنيهات، يأتى «عم جمال» يوميًا من منطقة عمله بالهرم بعد انتهاء وظيفته فى أحد المطابع، حاملًا على ظهره جوال كبير به أراجوزاته الصغيرة.


«أنا بفضل طول الليل سهران على عمايلهم» ليال يقضيها الرجل وسط منزله على صناعة الأراجوز بنفسه، ليبدأ حياكته ببواقى الأقمشة المتبقية من المصانع، مع بواقى الكرتون والورق الملون الذى يأتى به من منطقة باب البحر بسعر زهيد، حتى يحيك الأقمشة ويقص الكرتون، وصفارة بلاستيكيه فى وسطه، ليخرج الأراجوز إلى النور.


نصف ساعة يقضيها الرجل فى صناعة الواحد من أراجوزاته، يلاقيه التعب فى معظم الأيام بعد يوم عمله، «ساعات بنام وأنا بشتغل عليه» تاركًا مسدس الشمع الخاص بعمله فى الكهرباء، «بس هنعمل إيه أكل العيش مر» كلمات يذكرها الرجل العائل لأربع فتيات وزوجته.


«مرتبى مش مكفينى ولا مكفى عيالى» سبب ذكره «جمال» لعمله ببيع أراجوزاته بعد الانتهاء من عمله الحكومي، فمرتبة الذى لا يتجاوز الحد الأدنى الذى قررته الحكومة لم يفلح فى سد رمقه، «دروس البنات بتاخد كتير» ذكرها صاحب السعادة كسبب يؤرقه.


«الناس نفسها ما بتضحكش زى زمان، الغالبية مضغوطة وتعبانة» هكذا يصف «جمال» حال أغلب المارة أمامه، يختلف حال المارة أمامه كما تختلف ظروفهم، يقول «جمال»: «ساعات زبون يضحك فى وشى وخلاص، ومرة حد أدانى 30 جنيه بس عشان اتبسط من طريقة عرضى».